النجاح الإخباري - يعتقد محللون إسرائيليون أن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ستكون له تداعيات على السياسة الداخلية والخارجية لإيران، وستمثل ضربة قوية للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
ولقي رئيسي ووزير خارجيته أمير حسين عبد اللهيان حتفهما في حادث تحطم طائرة هليكوبتر أمس الأحد، وكلف خامنئي النائب الأول للرئيس محمد مخبر بإدارة السلطة التنفيذية، بينما عين مجلس الوزراء الإيراني نائب وزير الخارجية علي باقري مشرفا على وزارة الخارجية.
وبحسب الدستور الإيراني، يتعين على النائب الأول للرئيس ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية الترتيب لإجراء انتخابات رئاسية في غضون 50 يوما لاختيار خليفة لرئيسي، الذي انتخب رئيسا لإيران في 2021.
وللزعيم الأعلى الإيراني القرار الأخير في كافة سياسات الدولة.
وقال الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي راز زيميت "لا ينبغي الاستهانة بأهمية رئيسي، لقد كان الرئيس الأكثر ولاء (للزعيم الأعلى) آية الله خامنئي، لذا فهذه ضربة شخصية له".
وأضاف في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية "صحيح أن صلاحيات رئيس إيران هي في المجال الاقتصادي والسياسي، لكنه يشغل أيضا منصب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي وبالتالي يتمتع بنفوذ كبير".
وتابع زيميت متحدثا عن مقتل عبد اللهيان "بالمقارنة مع أسلافه في المنصب، كان أكثر انخراطا في إدارة الشؤون الإقليمية، وسيكون لذلك تأثير على النظام السياسي في إيران".
ولا يتوقع زيميت تغييرا في السياسة الأمنية الإيرانية تجاه إسرائيل، وقال "الشخص الذي ينسق السياسة الأمنية هو قائد فيلق القدس (في الحرس الثوري)، لذلك من غير المتوقع أن تتغير الاستراتيجية الأمنية الإيرانية".
ومضى يقول "إيران ستواصل فعل ما كانت تقوم به من دعم لحماس والفصائل في غزة، ولكن بعد أن شهدت السياسة الإيرانية مثل هذا الاضطراب الكبير، فإنها ستكون أقل قدرة على الانخراط في أشياء أخرى".
وفي الشهر الماضي، شنت إيران أول هجوم مباشر على إسرائيل باستخدام عشرات الطائرات المُسيرة وصواريخ كروز، وذلك بعد مقتل قائد كبير في الحرس الثوري في هجوم يعتقد أنه إسرائيلي استهدف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق.
ويعتقد المحلل في القناة 12 بهيئة البث الإسرائيلية عساف روزنزويج أن السياسية الإيرانية تجاه المنطقة ستستمر دون تغيير، حتى في ظل تولي نائب الرئيس مخبر مهام الرئاسة.
وقال روزنزويج "عكس إبراهيم رئيسي فإن محمد خبر ليس رجل دين، لكنه يعمل في المجلس الأعلى لتشخيص مصلحة النظام الذي يختار الزعيم الأعلى علي خامنئي أعضائه".
وأضاف روزنزويج "على الرغم من أن رئيسي ربما يعتبر الرئيس الأكثر تحفظا في إيران، والذي ربما تكون مواقفه هي الأقرب إلى مواقف خامنئي، فإنه من المستبعد أن تغير وفاته جدول الأعمال في إيران".
وتابع قائلا "النتيجة المحتملة لوفاة رئيسي قد تسبب صدمات في السياسة الداخلية لإيران، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن رئيسي كان ينظر إليه على أنه مرشح محتمل لخلافة خامنئي في المستقبل".
ويعتقد روزنزويج أن الذي سيترك فراغا كبيرا هو وزير الخارجية عبد اللهيان.
وقال "يعتبر وزير الخارجية الإيراني عاملا مهما ومركزيا للغاية في تنسيق الأنشطة الإيرانية في المنطقة، بما في ذلك مع حزب الله وحماس. عبد اللهيان الذي يتحدث العربية كان يشارك بشكل كبير في كل ما يحدث في الشرق الأوسط، ويعتبر عامل ربط مهما".