النجاح الإخباري - تتواصل المفاوضات الماراثونية التي تقودها مصر لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما تحاول إسرائيل وحماس إلقاء كرة النار كل منهن إلى حضن الأخرى، فلا يريد أي من الطرفين أن ينظر إليه على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي كمعطل للجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق.
وتتحدث وسائل الإعلام العبرية عن تخفيف إسرائيل لشروطها لا سيما الخاصة بعودة النازحين وانسحاب الجيش من ممر نتساريم وسط قطاع غزة، فيما تقول مصادر في حماس إن الحركة تريد توضيح بعض بنود المقترح لا سيما المتعلق منها بوقف الحرب.
لكن بالنسبة لموقف حماس وإسرائيل فإن التصريحات الأخيرة الصادرة عن قادتهن لا تسرد القصة كاملة، ولا توضح إلى أي مدى يمكن لكل منهما تقديم تنازلات تضيق الفجوات الخلافية.
فوفد حماس غادر القاهرة للتشاور وتقديم رد مكتوب، بينما أجلت إسرائيل إرسال وفد إلى مصر لحين الاستماع لرد الحركة التي لا تزال رغم مرور أكثر من 7 أشهر من الحرب تحكم قبضتها على قطاع غزة، بل وتجبر إسرائيل أيضا على مفاوضتها.
   وقف الحرب 
وترمي جهود حماس من الصفقة إلى وقف الحرب مع إبقاء في يديها أسرى إسرائيليين تساوم عليهم في ملفات أخرى، مثل بقائها في الحكم.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" فإن الاقتراح المصري لا يتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، لكنه يمهد له في المستقبل، من خلال إطلاق المزيد من المحتجزين بعد إنهاء المرحلة الأولى التي تشمل 33 أسيرا كما هو مخطط له مقابل أسرى فلسطينيين مع تمديد وقف إطلاق النار، وبالتالي يصبح وقف الأعمال العدائية دائما (حسب الرؤية المصرية)، وهذا الأمر- كما تقول يديعوت- سيسمح لنتنياهو أن يجادل أمام ناخبي اليمين، بأنه لم يوافق على وقف الحرب بل فقط على وقف مؤقت لإطلاق النار.
وفي الوقت الراهن يجمع المسؤولون الإسرائيليون عبر تصريحات علنية أن مسألة وقف الحرب ليست مطروحة، ويلوحون باجتياح رفح سواء تم الاتفاق أم لا.
  هدية اجتياح رفح 
لكن الرئيس السابق لقسم الأسرى والمفقودين في جهاز الموساد، رامي إيجرا، يرى أن التهديد باجتياح رفح هو هدية ليحيى السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزة.
ويقول إيجرا بحسب صحيفة معاريف: تهديد السنوار برفح هو هدية لأن "الأمريكيين سيكثفون بعد ذلك إجراءاتهم ضد إسرائيل، وقد ثبت بالفعل أن الأزمة الإنسانية تصب في مصلحة حماس وهي إحدى أدوات حماس لتحقيق استسلام إسرائيل في نهاية المطاف". 
 نتنياهو بين نارين
بدوره يرى محلل الشؤون العربية والفلسطينية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" آفي يسسخاروف أن الاقتراح المصري للتوصل إلى صفقة ووقف إطلاق النار يعتمد على لسان حال رجل واحد: يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة.
ويقول يسسخاروف:" الإشارات القادمة من اتجاه قيادة حماس ليست إيجابية، رغم تصريحات القيادة المصرية لوسائل الإعلام العربية. ربما تحاول القاهرة توليد نوع من التفاؤل، لكن صورة الوضع ربما تكون مختلفة بعض الشيء، وقد يكون السنوار (مرة أخرى) هو من يحبط الصفقة. النجاحات الأخيرة التي حققتها حماس، خاصة على الساحة الدولية – أي حرق الجامعات في الولايات المتحدة وإلى حد ما في العالم أجمع، إلى جانب التصريحات القاسية للإدارة الأمريكية ضد نتنياهو – رفعت مستوى غطرسة السنوار وغروره. -الثقة التي لم تكن منخفضة أيضًا أبدًا. يشعر السنوار بأن إسرائيل أضعف من أي وقت مضى، سواء على الساحة السياسية الداخلية أو على الساحة الدولية".
ويضيف يسسخاروف: "السنوار، إذا قال لا للاقتراح المصري، يمكن أن ينقذ نتنياهو من صداع سياسي كبير، في ظل تهديدات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأنه إذا ألغيت أمر احتلال رفح، فلن يكون للحكومة التي ترأسها الحق في احتلال الوجود"... والحقيقة أن معنى التقدم نحو التوصل إلى اتفاق مع حماس هو بالطبع إلغاء العملية في رفح. إذا قال السنوار نعم، واستسلم نتنياهو لإملاءات سموتريتش وشركاه ورفض الصفقة، فمن المتوقع أن يغادر غانتس وغادي آيزنكوت حكومة الطوارئ، وقد يتسبب هذا أيضًا في تجديد الاحتجاج العام ضد نتنياهو بقوة أكبر".