نابلس - النجاح الإخباري - في هذه الأيام، أصبح الحصول على نوم صحي ليلاً يمثل تحديًا كبيرًا لبعض الأشخاص خاصةً مع قضاء الوقت الطويل على الشاشات والهواتف الذكية، إلا أن هؤلاء يجهلون الفوائد الصحية للنوم المبكر على صحة الإنسان وعقله وذاكرته.

توقفنا قليلاً عند هذا الأمر وأجرينا حواراً في النجاح الإخباري مع رئيس قسم طب الأسرة في كلية الطب بجامعة النجاح الوطنية د. لبنى السعودي، لتحدثنا بشكلٍ موسع وبمحاور متعددة حول النوم المبكر ودوره في علاج الكثير من الأمراض.

الفوائد الصحية للنوم المبكر

بينت لنا السعودي أهم الفوائد للنوم مبكراً والتي تتمثل بالآتي:

  1. النوم الصحي هو القلب الصحي:

إنّ الحصول على قسط من النوم ليلاً مهم للحفاظ على صحة قلبك، حيث أن النوم يقلل من ضغط الدم ، ومن خطر الإصابة بحالات طبية خطيرة كالنوبات القلبية.

  1. زيادة مستويات الطاقة :

يتم إصلاح العضلات والأعضاء والأنسجة أثناء النوم، مما يساعد على تحسين الشعور في صباح اليوم التالي والصحة العامة

  1. المساعدة على التحكم في وزن الجسم :

يساعد النوم السليم ليلاً على إعادة ضبط التمثيل الغذائي وتنظيم نسبة السكر في الدم.

  1. التقليل من الإجهاد والتوتر وتحسين الصحة النفسية :

النوم مفيد للصحة العقلية والنفسية ،كما أن الحصول على قسط كافٍ من  النوم يحسن الثقة بالنفس والشعور بالجاذبية

  1. تحسين الذاكرة:

النوم الجيد ليلاً يساعدنا على استيعاب المعلومات كما نراها ، ويساعدنا في الاحتفاظ بكل ما تعلمناه.

  1. تقليل الإصابة بالعديد من الأمراض وتحسين مناعة الجسم.

تقلل عادات النوم الصحية من مخاطر الإصابة بمرض السكري ومشاكل القلب وربما السرطان.

دور النوم المبكر في علاج الكثير من الأمراض

أما عن دور النوم المبكر في علاج الأمراض أشارت لنا د. لبنى السعودي بأنه يساعد على الوقاية من الأمراض، وتقوية الجهاز المناعي، ونبهت السعودي إلى أن النوم الغير الكافي، مرتبط بتطور وإدارة عدد من الأمراض والحالات المزمنة ، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 ، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة ، والاكتئاب.

النوم المبكر والتقليل من السمنة

وحول وجود أي فوائد صحية بين النوم المبكر والتقليل من خطر السمنة أوضحت لنا د. السعودي بأن الأبحاث العلمية تبين إلى أن قصر مدة النوم يؤدي إلى تغيرات في التمثيل الغذائي قد تكون مرتبطة بالسمنة. وأضافت السعودي بأن الدراسات الوبائية  التي أجريت في المجتمع كشفت عن وجود ارتباط بين قصر مدة النوم ووزن الإنسان، مستدركةً "النوم في مرحلة الطفولة والمراهقة مهم بشكل خاص لنمو الدماغ وقلته لدى الأطفال قد تؤثر سلبًا على وظيفة منطقة معينة في الدماغ تعرف باسم منطقة ما تحت المهاد (hypothalamus) ، والتي تنظم الشهية وإنفاق الطاقة.

مخاطر النوم المتأخر على صحة الإنسان

قلة النوم بشكل عام ومن ضمنها النوم المتاخر يترتب عليه العديد من المخاطر والمساوئ التي تلحق الضرر بصحة الانسان على مختلف الأصعدة، وفي هذا السياق أوجزت لنا د. السعودي أبرز هذه المخاطر المتمثلة بالشعور الدائم بالارهاق والتعب وسرعة الاجهاد وتقلبات في المزاج  والتاثير سلبياً على قدرات الإدراك والمعرفة لدى الشخص وضعف الجهاز المناعي وغيرها الكثير.

هل نوم النهار يستطيع أن يعوض الجسم من قلة النوم ليلاً

أشارت د. السعودي إلى اعتقاد شائع عند البعض، بتعويض نوم الليل بالنهار، وبينت في هذا الإطار بأن نوم الأطفال في النهار لا يعوض تمامًا نوم الليل بالنسبة للجسم. النوم في الليل له أهمية كبيرة لصحة وتطور الأطفال، والنوم في النهار يمكن أن يكون مفيدًا فقط كوسيلة مؤقتة للراحة أو لتعويض النوم.

تأثير السهر على نمو القدرات العقلية للطفل وتحصيله الأكاديمي

في العصر الرقمي الحالي، أصبح تعرض الأطفال للتكنولوجيا، وخاصة أثناء وقت النوم، موضوعاً مثيراً للقلق بسبب تأثيره المحتمل على جودة النوم، فتقول د. السعودي في هذا الأمر "وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ان السهر وعدم اخذ القسط الكافي من النوم له تاثيرات سلبية عديدة منها جسدية ومنها عقلية، فالطفل الذي يعاني من نقص في النوم يتأرجح بين ان يكون متعباً، غاضباً ويشعر بالنعاس خلال يومه، مما يؤثر على قدرته على الانتباه وبالتالي تقليل ادائه في التعليم والتركيز"

كما أن نقص النوم يؤدي الى صعوبة في التركيز، وصعوبة في تحمل المهام واضعاف الجهاز المناعي اضافة الى انه اظهرت الابحاث انه على المدى البعيد قد يصاب الطفل في اضطرابات فرط الحركة واضطرابات نفسية تؤثر على مستقبله ونجاعة المهام التي يقوم بها.

 الساعة البيولوجية ودورها في ضبط النوم

ذكرت د. لبنى السعودي بأن الساعة الداخلية في الجسم تنظم الإيقاعات اليومية, حيث أن هذه الإيقاعات تتضمن التغيرات الجسدية، والسلوكية، وتبدل الحالة العقلية، وتستجيب بشكل أساسي للضوء والظلام في البيئة التي يتواجد فيها الكائن الحي

موضحةً بأن الساعة البيولوجية الرئيسية تتواجد في الدماغ، وهي تتكون من آلاف الخلايا العصبية التي تساعد على مزامنة وظائف الجسم وأنشطته، أي تنظيم أنشطة الجسم في أوقات معينة، مثل، وظائف الجسم خلال ال24 ساعة كالنوم والاستيقاظ