منال الزعبي - النجاح الإخباري - من غزة إلى الضفة مشهد يوحّد مسافات فرقها الاحتلال، الشابة شروق مسامح من رفح الغزية، شدتنا إليها دموعها المنهمرة بحرقة وصمت قاتل وسط ضجيج الاحتجاج على اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، صباح اليوم الأربعاء في مدينة جنين خلال تغطيتها لأحداث اقتحام المخيم.

في وقفة تضامنية نظمتها جامعة النجاح الوطنية، كان جثمان شيرين في المشرحة، وغضب الصحفيين يطغى على المكان، جلست المسعفة في مسيرات العودة  شروق مسامح على الدرج تنتظر لحظة الوداع ودموعها تخبر بكمّ الوجع المخفي خلف قفص صدري هتّكته شظايا الاحتلال، يومها وقعت ولم تمت لكن رصاصات الغدر خطفت روح زميلتها رزان النجار، فنقلت شروق بوجعين، وجع الجسد ووجع الروح.

إثر إصابتها تلك نقلت للقدس لتقلي العلاج على أرض الفداء، وهناك التقت شيرين أبو عاقلة الصحفية الإنسانة التي لا تدع جريحًا أو أسيرًا أو ذوي شهيد إلا وتقدم الدعم والمواساة، حدث أن زارتها مرارًا ووقفت إلى جانبها في غربتها ومصابها، حيث أجريت لها 12 عملية جراحية، تهتك قفصها الصدري إلا أن قلبها أصر على الحياة ليزور القدس ويعرف شيرين أبو عاقلة صاحبة المهمة الإنسانية.

لا يدرك مرارة الوجع إلا من ذاق جسده طعم الرصاص، وهاهو الغدر يمتد ليطال روح شيرين أبو عاقلة، العين الصحفية التي تنقل الأحداث بيد عزلاء إلا من كاميرا يعلم المحتل أنها أخطر من أعتى أسلحته.

شروق لم تتوقع أن تقف خلف مبنى سُجي فيه جسد شيرين التي وصفتها بالإنسانة اللطيفة المعطاءة، قالت: "بالأمس القريب استهدفني جنود الاحتلال وأنا أقدم واجب الإسعاف لأبناء شعبي في مسيرات العودة، رغم ارتدائي للزي الطبي، قتلوا زميلتي رزان النجار، واليوم اغتالوا شيرين أبو عاقلة، هو استهداف واضح تعمى عنه عيون المجتمع الدولي، هو استهداف صارخ ضد النساء والأطفال وشعب أعزل، اليوم شيرين وغدًا أكفان بانتظار ضحاياها".

شيرين التي دخل صوتها آذاننا، وصورتها قلوبنا من قلب كل حدث، وقفت مع كل جريح وأسير، وواست أهل كل شهيد، كانت صوت الحقيقة القريب من الكل الفلسطيني، رحلت شيرين، أسكتوا صوتها لكن صوت الحقيقة لن يسكت، بهذه الكلمات ختمت شروق حديثها، ثم صرخت: "الطواقم الإنسانية طبية وصحفية يجب أن تصان أرواحها وحقوقها، فهم في ساحات الحرب عزّل مكلفون بنقل خبر أو علاج جريح، مدفوعون بوطنيتهم وضميرٍ حي، أمام من لا ضمائر لهم".

شيرين أبو عاقلة كانت تجوب أنحاء الوطن تنقل أخباره واليوم هي الخبر الرئيس على كل الشاشات والمواقع، كانت تتنقل في كل المدن تغطي أحداثها واليوم يجوب جثمانها مودعًا أربع مدن،من جنين إلى نابلس إلى رام الله ثم إلى مثواها الأخير، إلى القدس أرض القضية.

لحظة استشهاد شيرين أبو عاقلة 
المسعفة شروق مسامح
الفلسطينيون يشيعون المسعفة رزان النجار وجيش الاحتلال يعد بفتح تحقيق
الشهيدة رزان النجار 

روايتها بلسانها صوتًا وصورة: