النجاح الإخباري - عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي محمود الزق

الزق لـ النجاح: عقد الوطني ضرورة وطنية ومحاولات البعض خلق إطار بديل للمنظمة خطة بائسة ستبوء بالفشل كسابقتها

تهديدات حماس للمشاركين في اجتماع الوطني من غزة صرخة بائسة

أكد محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، أن عقد المجلس الوطني في هذه اللحظة ضرورة وطنية لإعادة تجديد الشرعيات والهيئات التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خاصة وأن هناك خطراً حقيقاً على مسار اللجنة التنفيذية بعد وفاة المرحوم المناضل غسان الشكعة، مؤكداً في الوقت ذاته على أن كل المشاريع التي تستهدف إيجاد بديل لمنظمة التحرير من بعض الأطراف عبر الدعوة لمؤتمرات متوازية مع اجتماع المجلس لن يكتب لها النجاح بحكم التجربة الفلسطينية.

وأوضح الزق في حديث صحفي لموقع "النجاح الإخباري"، أننا بحاجة لعقد المجلس الوطني في هذه اللحظة الهامة في تاريخ شعبنا الذي يتعرض لمؤامرات تستهدف قضيته، لإرسال رسالة واضحة جداً بأن الهيئة التمثيلية الأولى للشعب الفلسطيني "المجلس الوطني لمنظمة التحرير واللجنة التنفيذية" ترفض المشروع الأمريكي المطروح وعدم القبول به على الإطلاق، كونه مشروع يستهدف شطب هوية شعبنا الفلسطيني ووجوده ككيان سياسي، مؤكداً على الحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وأشار إلى أن المشروع الأمريكي بدأ في القدس التي اعتبرها عاصمة لإسرائيل، وتناقض السياسة الأمريكية مع القوانين الدولية والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وهو أمر مستهجن ومرفوض من شعبنا والعالم بأسره الذي رفض القرار الأمريكي بشأن القدس في مجلس الأمن عندما رفضته كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع، أمام هذه المخاطر كان مطلوب من المجلس الوطني الهيئة التنفيذية الأولى للشعب أن ترفض هذا المشروع الأمريكي، الذي يعتبر ملكية الفلسطينيين هو قطاع غزة أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي وهذا ما يطرحه الأمريكيين علينا كشعب فلسطيني ونحن نرفض ذلك.

وأعرب الزق عن اعتقاده أن من يعارض المجلس الوطني في هذه اللحظة تغيب عنه ضرورة أن ينسجم مع اللحظة السياسية الراهنة التي تتطلب موقفا فلسطينيا موحداً لمواجهة الموقف الأمريكي.

وعن إمكانية قطع الطريق أمام الصفقة الأمريكية باجتماع المجلس الوطني، أوضح الزق أن السياسية الأمريكية تستند للحظة الراهنة التي نعاني منها كأمة عربية والتي كانت تاريخيا الحاضنة لقضية شعبنا الفلسطيني، وأمريكا تختار الوقت المناسب لحالة ضعف الأنظمة العربية في هذه اللحظة، وتستغل حالة الانقسام الفلسطيني الموجودة في طرحها للصفقة، ورغم هذا فشعبنا سيفشل هذه الصفقة.

ولفت إلى أن هذه الصفقة تحتاج لطرفين، والطرف الفلسطيني كان واضحا وشجاعا في موقفه برفض المشروع الأمريكي بشكل مطلق، وكل تحركاتنا السياسية والدبلوماسية على صعيد العالم أوصلت رسالة واضحة، بان أمريكا لم تعد وسيطا لأي محاولة لإيجاد تسوية للقضية الفلسطينية، بل هي تساوقت تماماً حتى مع اليمين الإسرائيلي الفاشي وربما تزايد عليه في الموقف السياسي، لذلك أمريكا لم تعد في موقف الوسيط وإنما أصبحت في الموقف الشريك لإسرائيل في سياساتها العداونية الاستيطانية ضد شعبنا.

وأوضح أن جوهر المشروع الأمريكي يرفض دولة فلسطينية ويدعو لحل أمريكي كيان سياسي هزيل للفلسطينيين في قطاع غزة.

وحول تهديدات حركة حماس لمن يشارك في اجتماع المجلس الوطني من قطاع غزة، أكد الزق أن هذه التهديدات تعد صرخة يأس ولن تثني أهل غزة من الحضور والمشاركة في اجتماع المجلس الوطني، موضحاً أن الوفود من غزة تأتي يومياً لرام الله للمشاركة، مشدداً على أنه لا توجد قوة في الكون تمنعنا في أن نشارك في مسيرة الحفاظ على منظمة التحرير.

وأوضح أن أعضاء الوطني موجودين ليؤكدوا على أن منظمة التحرير يجب المحافظة عليها بكل ما نملك من قوة، كونها عنوان لقضية شعبنا، مشيراً إلى أن المؤامرة على شعبنا كانت تتمثل في تغييبه كون قضية فلسطين قضية سياسية، لافتاً إلى أنهم كانوا يتعاملون معنا قبل انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965 عبر الأونروا من خلال تقديم مساعدات إنسانية، ولكن بعد الثورة المجيدة بدأت قضية فلسطين تأخذ حيز سياسي قضية شعب ارتكبت بحقه الجريمة الكبرى في هذا القرن، وشعب تم سرقة وطنه منه. مؤكداً أن هذه الثورة بوجود منظمة التحرير نقلت شعبنا من مرحلة إلى مرحلة.

وحيال محاولات لعقد اجتماع موازي للوطني من بعض الأطراف الفلسطينية، أكد الزق أنه خلال مسيرة شعبنا النضالية تعرضت منظمة التحرير الفلسطينية للعديد من المؤامرات التي استهدفت شرعيتها، واستهدفت وحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني، وكان هناك انشقاق خطير انتصر بالجغرافيا ودعم الإقليم في سوريا ولبنان، ودعم ما من ليبيا، وكانت هناك محاولة جادة لإيجاد بديل للمنظمة في عام 83 وشنت حرب بمعنى الكلمة ضد المنظمة، وشعبنا قدم مئات الشهداء في هذه المعركة التي استهدفت إيجاد مشروع بديل للمنظمة، ولكن بكل بساطة هذا المشروع البائس فشل وربما أدواته لم تعد موجودة بالمطلق وانتصر شعبنا لمنظمة التحرير.

وشدد على أن منظمة التحرير موجودة في قلب كل فلسطيني شريف وطني صادق، مهما حاول البعض الاستعانة بالإقليم والمال والجغرافيا، لافتاً إلى أن التجربة الوطنية أثبتت بؤس هذه المشاريع . وأعرب عن ثقته بأن أي محاولات للالتفاف على المنظمة لن ترى النور ولن يكتب لها النجاح كسابقتها.