هبة محمود منصور - النجاح الإخباري - البائع الستيني سليم كامل أبو زنط ، ابن جبل النار، أحد أقدم أصحاب البسطات في نابلس، لم يتمكن من اتمام تعليمه، نظرا لظروف الحياة القاسية عليه، أبو زنط متزوج وله أربعة أولاد وأربع بنات، ثلاثةً منهم تخرجوا من الجامعة ولم يستطيعوا ايجاد وظائف والباقي ما زالوا يواصلون تعليمهم.

 يعمل أبو زنط على بسطته المتواضعه منذ عام 1984م كان يجوب فيها شوارع مدينة نابلس ليبيع المكسرات والحلوى وغيرها من الحلويات التي كانت متوفرة حينها والأكثر اقبالا من الناس، أما الآن ونتيجةً لأزمة المواصلات والإكتظاظ  يقف البائع سليم بجانب بسطته في شارع سفيان وسط البلد ليبيع حلويات كاندي أو " شطي مطي" التي يقبل عليها الكبار والشباب قبل الأطفال.

يروي أبو زنط لـ"النجاح الاخباري" والابتسامة مرسومة على ثغره وبنبرة ثقة عن البسطة قائلا:"أنا والبسطة رفيقان منذ عام 1984م، تشاركنا الأحداث والمواقف الجميلة والحزينة معاً، فهي مصدر رزقي أنا وعائلتي، وبسببها تحقق حلمي في تعليم أبنائي وتخريجهم من الجامعات مثلما كنت أطمح."

وتابع البائع سليم:"سابقاً البسطة كانت تفي بالغرض وكانت الحياة أجمل وأبسط"، مضيفا عشرين شيقلاً كانت تكفي لمتطلبات المنزل اليومية، أما الآن مع تطورات الحياة وكثرة المتطلبات ما بين الجامعة ومصاريفها ومستلزمات المنزل اليومية لا يمكن الإعتماد على البسطة بشكل كامل.

وتابع أبو زنط بنبرة منخفضة قائلا "وجود أولادي ومساندتهم لي  حافظ على وضعي المالي بشكل مستقر مضيفا ببساطة "الحال مستور والحمدلله".

وأنهى البائع سليم حديثه مع "النجاح" محاولا توصيل رسالة في ظل هذه الأوضاع الصعبة والحالة الإقتصادية المتدنية، قائلا "يجب على الشباب كافةً مساندة أهلهم والإبتعاد عن المظاهر الخداعة التي تمثلت في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة والتماشي معها بما يتناسب مع أوضاعهم الإقتصادية".