النجاح الإخباري - خاص: تخلد قيادة دولة الاحتلال إلى النوم، لكن عيونها الأمنية تبقى مستيقظة، محاولة رمي سهامها المسمومة في قلب الشرعية الفلسطينية، وكلما أغلق في وجهها باب فتحت آخر.

موقع "المنسق" هو آخر الأفكار الشيطانية لتحطيم درع "الوطنية"، والوطنية كلمة صغيرة، لكن مفعولها كبير، فبقيت لعقود طويلة السد الفلسطيني المنيع أمام اعتى الهجمات الاحتلالية.

تعول إسرائيل عبر موقع "المنسق" على كسر الجانب النفسي وخلق حلقة تواصل مباشرة مع المواطنين الفلسطينيين. فهي اعتادت على مدار التاريخ على الاصطياد في المياه العكرة.

خبراء يرون أن هذا الموقع هو طريقة إسرائيلية لفهم وقراءة رأي المواطنين الفلسطينيين حول القضايا التي تشغل بالهم، ثم اللعب على وترها.

ويعد أيضا بوابة للإيقاع بالأشخاص واستدراجهم عبر استغلال حاجاتهم وحل مشكلاتهم لأغراض استخباراتية ومعلوماتية.

يقود هذه الجبهة- وجه إسرائيل القبيح-، افيغدور ليبرمان، الذي أطلق بنينامين نتنياهو له العنان لتدمير السيادة الفلسطينية من الداخل.

فيجري ابتزاز أصحاب الحاجة من خلال منشورات يتخللها مواضيع تصاريح العمل أو التجارة أو الدخول لإسرائيل.

وعبر فيديو خاص ظهر  منسق جيش الاحتلال، يوآف مردخاي، مرحبا بالفلسطينين وطلب منهم الدخول الى قناته، معتبرا اياها قناة معلومات جديدة، ودعاهم لتكون قناة معلوماتهم الأساسية، وأكد أنها ستعطيهم كافة التنسيقات للمعابر الدولية والمحلية، وعن موضوع التنسيق، لاجل العلاج الطبي، وأكد أنه سيزودهم بكل الأخبار عن المشاريع، وطلب منهم متابعته وأن يكونوا فاعلين، وأكد في آخر الفيديو أنه ينتظرهم.....

 

تحريض مباشر

وكيل وزارة الإعلام محمود خليفة قال لـ"النجاح الإخباري" إن الكثير من المواقع ووسائل الإعلام الإسرائيلية تتبع نهج مماثل في بث الإشاعات والتحريض ضد الفلسطينين لأبعاد دولية.

ونوه خليفة إلى أن الهدف الأساسي من صفحة المنسق إعادة توطيد مسمياته مثل "الإدارة المدنية الإسرائيلية"، مشددا على أن الإدارة انتهت واقعيا بحكم الإتفاقات الثنائية، عدا عن التدخل والوصول إلى الإحتياجات الشخصية، خاصة بعد تصريح الإدارة المدنية المنحلة بمساعدة الطفل الفلسطيني "محمد الشيخ"، بوصلوه إلى برنامج المواهب "Arab Got Talent" في لبنان.

وفي السياق ذاته أضاف قائلا: "لسنا بحاجة إلى تصاريح دخول ولا السماح بدخول الإسمنت أو الحديد أو غيره نحن بحاجة إلى دحر الإحتلال فقط".

لافتا إلى أن إسرائيل دفعت 10 ملايين شيقل للموقع، بالإضافة إلى العمل على مدار الساعة على الموقع التابع لوزارتهم للتواصل مع الفلسطينين وخلق قنوات دون وساطة السلطة وخلق مصالحهم الأمنية دون الأخذ بعين الإعتبار المصالح الفلسطينية.

وقال خليفة لـ"النجاح الإخباري"، "الخطوة الأكثر عملية أن يستطيعوا جديا صرف مثل هذا المبلغ بالعودة على طاولة المفاوضات والإلتزام بما تم الإتفاق عليه مسبقا".

 

إجراءات فعلية

وصرح خليفة بأن وزارة الإعلام الفلسطينية بدأت فعليا بدراسة إجراءات ضد أي موقع إسرائيلي يستهدف الفلسطينين، منذ الأسبوع الماضي، نظرا لإجراءات إسرائيل الأخيرة.

وقال "يجب التنويه إلى عدم تهويل التفاعل الموجود على صفحة المنسق، والتي من المحتمل أن تكون معظمها وهمية، نظرا لتشكيل إسرائيل وحدة تكنولوجيا كاملة في غزة في الحرب الأخيرة على القطاع هدفها مخاطبة الرأي الفلسطيني والنخر بعقل المواطن".

 

مسؤولية مباشرة

 الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب لـ"النجاح الإخباري"، ذكر أن صفحة موقع المنسق الإسرائيلي تعتبر نفسها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الشعب الفلسطيني في مرحلة ما بعد السلطة الفلسطينية لما لذلك  من تداعيات خطرة على إسرائيل، كما وترجح طريقة التعامل مع السلطة على أنها غير موجودة لكونها لا تترك الاحتمالات مفتوحة.

وشدد شراب على أن الموقع يتعامل مع القضية الفلسطينية بطريقة "الإدارة المدنية عن بعد"، وقياس ردود الفعل الفلسطينية، تكمن في طياتها بعض الجوانب النفسية للتعايش المشترك.

وتهيأ استراتيجيتها على أساس دحض المفاوضات وحل الدولتين، ومناقشة حلول بديلة من خلال تهيأة الفلسطينين بإمكانية التعامل مع الواقع، ورسم سيناريو خاص له بعد فلسطيني وإسرائيلي وإقليمي.

 

واقع لا يمكن تجاوزه

يؤكد شراب في ظل الإجراءات الباطنة لإسرائيل على أن السلطة خلقت واقعا مؤسساتيا لا يمكن تجاوزه بالنسبة للطرفين وللمجتمع الدولي، نظرا لحجم التعاملات في مجالات مختلفة بين فلسطين واسرائيل واعتبرها شراب نقطة إيجابية لصالح السلطة، مبررا ذلك بصعوبة تعامل إسرائيل مع تلك المؤسسات.

وحذر شراب من موقع المنسق في ظل تقديم الفلسطينين طلبات مساعدة على الموقع من إسرائيل، قائلا: "هذه ظاهرة كارثية في ظل السلطة القائمة".

ونوه موجها كلامه للمواطنين بأن هناك قنوات ومؤسسات فلسطينية رسمية مختصة بمطالب المواطنين، ولا يجوز التعامل مع قنوات إسرائيلية، لافتا إلى ضرورة توعية المواطنين حيال ذلك.