نابلس - النجاح الإخباري - في ظل المواقف الصلبة للقيادة الفلسطينية من السياسة الامريكية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، وما تبعها من قطع العلاقات مع الأمريكيين والإسرائيليين والتحلل من الاتفاقات الموقعة ووقف التنسيق الأمني، رداً على المخططات الإسرائيلية المدعومة أمريكياً لتصفية القضية الفلسطينية، يتردد مسؤولون أوروبيون إلى رام الله، في محاولة منهم لإقناع القيادة للعدول عن موقفها وإعادة التنسيق الأمني والعودة للمفاوضات.

ولازال الموقف الفلسطيني صلباً أمام أي محاولات للقبول بسياسة الأمر الواقع، حيث نعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ "ابن الكلب"، بعد اتخاذه قرار بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الإسرائيلي، وإعلان ما تسمى "صفقة القرن"، وأوقف الاتصالات بالإدارة الأمريكية، ولاحقاً أعلن عن وقف العمل بجميع الاتفاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ورفض جلوس مسؤولين فلسطينيين مع إسرائيليين بشأن أموال المقاصة.

وتعاني السلطة الفلسطينية جراء مواقفها الصلبة ضغوطاً اقتصادية، أدت إلى عدم قدرتها على دفع رواتب الموظفين كاملة، منذ خمسة أشهر متتالية.

والتقى الدبلوماسيون الأوروبيون برئيس الحكومة محمد اشتية، ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، ووزير الخارجية رياض المالكي وغيرهم، وركزت اللقاءات على عدة أهداف، وهو احداث اختراق في الموقف الفلسطيني للعودة للمفاوضات وإعادة التنسيق الأمني، لكنهم قوبلوا بموقف الرئيس عباس الصارم والرافض.

ومن أبرز السياسيين الذين أجروا لقاءات في رام الله، منذ طلع سبتمبر/أيلول، ممثلة كندا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية روبن ويتلوفر، والقنصل البريطاني العام في القدس فيليب هول. وممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون فون بورغسدورف، والقنصل الإسباني العام في القدس اغناسيو غارسيا فالدكاساس، ووزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية نيلز أنين، ومنسق الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف.

من جهته، قال المستشار الخاص للرئيس نبيل شعث إن بعض الوسطاء "يتواصلون بحسن نية، ولا يريدون تصعيد الصراعات العربية العربية، والبعض الآخر لديه أفكار مختلفة". مضيفاً أن الموقف الفلسطيني واضح "لا تغيير ولا بديل، رغم التهديد .. ويتمثل في أننا لن نقبل بضم أراضينا للمعتدي والمغتصب الإسرائيلي".

وشدد شعث على موقف القيادة الفلسطينية، قائلاً :"لن نقبل بتطبيع الآخرين وخضوعهم لتعليمات ترامب الذي قالها صراحة: أنا لست في الشرق الأوسط لأحمي البترول، بل لأحمي إسرائيل". بحسب ما صرح للأناضول.

وشدد المسؤول الفلسطيني على أنه "لا عودة للمفاوضات في ظل صفقة القرن، ولا عودة للمفاوضات بإشراف أمريكي".

وأضاف "لا عودة للمفاوضات دون أن تكون مرتبطة بإطار دولي؛ على الأقل الرباعية الدولية، وأن تكون مرتبطة بالشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وبالاتفاقيات الموقعة، وبحقوقنا من أجل القيام بدولة مستقلة عاصمتها القدس على حدود ال 67 وحق اللاجئين في العودة".

وتابع "هذه هي شروطنا للعودة للمفاوضات، ولن نرجع إلا على هذه الأسس، ولن نذهب لمفاوضات تحت شعار صفقة القرن".

يشار إلى أن الرئيس محمود عباس، اجتمع بالأمناء العامين للفصائل الفلسطينية مطلع سبتمبر ، للتأكيد على الوحدة الفلسطينية في مواجهة المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية، خاصة بعد التطبيع الاماراتي البحريني مع الكيان الإسرائيلي، وأسفر الاجتماع عن تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، وحوار في تركيا بين فتح وحماس من أجل إنهاء الانقسام.