النجاح الإخباري - اتهم رجل الأعمال الأمريكي من أصل فلسطيني والوسيط غير الرسمي بين حركة "حماس" والولايات المتحدة، بشارة بحبح، الحركة بربط مصير قطاع غزة بإيران، و"التلاعب" بمصير الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى التوصل الفوري لاتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال بحبح في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "حان الوقت لكل من حماس وإسرائيل للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ولا مبرر لأي أعذار من أي طرف". وأضاف: "تمت دعوة الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، وهناك تردد من بعض قيادات حماس في التوجه إلى هناك، وكأن مصير غزة بات مرتبطًا بطهران".

وتابع بحبح: "الحياة في غزة باتت جحيمًا لا يُطاق، كفى تلاعبًا بمصير الشعب الفلسطيني".

وفيما بدا تراجعًا عن لهجته الحادة، عدّل بحبح منشوره أربع مرات، مشيرًا إلى أن حركة حماس تواصلت معه وأبدت استعدادًا للتفاوض سعياً لإيجاد حل للأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، قبل أن يعمد لاحقًا إلى حذف المنشور بالكامل.

المنشور المثير للجدل أثار موجة من التساؤلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شكك عدد من النشطاء في قدرة بحبح على لعب دور الوسيط الفاعل، في ظل ما وصفوه بـ"فشله في صياغة موقف واضح"، متسائلين عن مدى جدية وفعالية دوره في التوسط لوقف إطلاق النار وسط تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في غزة.

وكان بحبح قد برز في الآونة الأخيرة كحلقة اتصال بين "حماس" والإدارة الأمريكية، مستفيدًا من علاقته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد ساهم، وفق مصادر أمريكية، في التوصل إلى اتفاق أفضى إلى الإفراج عن الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي تم احتجازه خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكانت "حماس" تأمل أن تفضي هذه المبادرة إلى تحرك أمريكي يضغط على إسرائيل باتجاه إنهاء الحرب، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن.

وفي ذات الإطار، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنه "بعد ساعات قليلة من دخول وقف إطلاق النار مع إيران حيز التنفيذ، إن خلافًا حدث داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر بشأن غزة".

وأشارت إلى أن بعض الوزراء والمسؤولين الأمنيين في إسرائيل عارضوا خلال النقاش ربط مصير الاتفاق في غزة، بالاتفاق في إيران، مضيفة أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يميل إلى قبول مخطط ويتكوف لصفقة الرهائن إذا وافقت حماس عليه".

وعبّر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، عن معارضته العلنية لأي اتفاق بشأن غزة، مشددًا على أن الحرب في غزة لا يجب أن تنتهي الآن، مضيفًا "لا ينبغي إنهاء الحملة في غزة إلا باستغلال التفوق العسكري واستعادة قوة الردع الإسرائيلية".

واعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد ، الثلاثاء، أنه حان الوقت لاستعادة الأسرى الإسرائيليين وإنهاء الحرب بقطاع غزة، وذلك بعد الإعلان عن وقف لإطلاق النار مع إيران.

وقال لابيد بمنشور على منصة "إكس" معلقا على اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران: "والآن غزة، حان الوقت لإغلاق ملفها أيضا، أعيدوا المخطوفين، أنهوا الحرب".

فيما أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن مصر وقطر على اتصال مستمر مع إسرائيل وحركة (حماس)، لمحاولة إيجاد صيغة توافقية وأرضية مشتركة، مضيفاً "حققنا العديد من الإنجازات في الأسابيع الماضية، لكن التصعيد الإسرائيلي والاعتداء على إيران عطل تلك الجهود لفترة، ومستمرون في جهودنا وسنحاول البحث عن فرصة خلال اليومين المقبلين؛ لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق".