النجاح الإخباري - يحيي الفلسطينيون اليوم، الثلاثين من آذار، الذكرى الـ49 ليوم الأرض، الذي بات رمزًا للنضال ضد المصادرة والاستيطان الإسرائيلي. ففي مثل هذا اليوم من عام 1976، اندلعت مواجهات عنيفة إثر قرار الاحتلال الاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي الداخل المحتل، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين، وجرح العشرات، واعتقال المئات. ومنذ ذلك الحين، أصبح يوم الأرض محطة نضالية متجددة تؤكد تمسك الفلسطينيين بأرضهم وهويتهم.

عدوان شامل على غزة والضفة

تحل هذه الذكرى وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق، حيث يواجه قطاع غزة حرب إبادة مستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 50,277 فلسطينيًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية ونزوح جماعي غير مسبوق.

أما في الضفة الغربية، وخاصة في جنين وطولكرم، فقد أدى العدوان المستمر منذ أشهر إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، وسط عمليات اعتقال ممنهجة، وهدم للمنازل، وتجريف للأراضي، ونزوح قسري لآلاف المواطنين.

استهداف للأسرى والأراضي الفلسطينية

ضمن سياسات التنكيل والتضييق، يواصل الاحتلال حملات الاعتقال، حيث بلغ عدد المعتقلين منذ بدء العدوان أكثر من 15,700 في الضفة الغربية، بينما تبقى أعداد المعتقلين من قطاع غزة غير محددة، لكنها تقدر بالآلاف.

وعلى صعيد الاستيطان، أشار تقرير حديث لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن الاحتلال استولى منذ السابع من أكتوبر 2023 على أكثر من 52 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، وأصدر 13 أمرًا عسكريًا لإنشاء مناطق عازلة حول المستوطنات، وأقام 60 بؤرة استيطانية جديدة.

يوم الأرض- محطة فارقة

انطلقت شرارة يوم الأرض عام 1976، عندما قررت سلطات الاحتلال مصادرة 21 ألف دونم من أراضي قرى الجليل، مثل عرابة وسخنين ودير حنا، بهدف إقامة مستوطنات جديدة ضمن خطة تهويد الجليل. جاء الرد الفلسطيني بإعلان الإضراب العام، الذي قوبل بقمع إسرائيلي دموي، راح ضحيته ستة شهداء وعشرات الجرحى والمعتقلين.

وفقًا لمعطيات لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، فإن الاحتلال استولى على أكثر من مليون ونصف مليون دونم منذ نكبة 1948 وحتى عام 1976، ولم يتبقَ للفلسطينيين في الداخل سوى نصف مليون دونم، إضافة إلى ملايين الدونمات التي تم الاستيلاء عليها ضمن ما يُعرف بـ "أملاك الغائبين".

وثيقة كيننغ: مخطط ممنهج لتهويد الجليل والنقب

في الأول من مارس عام 1976، أصدر المسؤول الإسرائيلي "يسرائيل كيننغ" وثيقة سرية تستهدف تقليل نسبة الفلسطينيين في الجليل والنقب، من خلال الاستيلاء على أراضيهم، ومحاصرتهم اقتصاديًا، وإضعاف حضورهم الأكاديمي، وتشجيع هجرتهم للخارج.

رغم مرور 49 عامًا، لا يزال الفلسطينيون في الداخل المحتل يحيون ذكرى يوم الأرض، التي أصبحت رمزًا للصمود والهوية الوطنية، في مواجهة سياسات الاحتلال الرامية إلى اقتلاعهم من أرضهم.

سياسات ممنهجة لنهب الأراضي

في عام 2024 وحده، أصدر الاحتلال 35 أمرًا لوضع اليد على أكثر من 1,073 دونمًا، إضافة إلى 9 أوامر إعلان أراضي "دولة" تشمل 24,597 دونمًا. كما تم إصدار أوامر جديدة لتوسيع المستوطنات، ضمن مخطط متواصل لضم الضفة الغربية وحرمان الفلسطينيين من أراضيهم ومواردهم الطبيعية.

إرادة لا تنكسر

يؤكد الفلسطينيون أن يوم الأرض كان وسيظل محطة محورية في نضالهم المستمر، حيث نجح في توحيد صفوفهم وتعزيز وعيهم الوطني في مواجهة سياسات الاحتلال، ليبقى صدى هذه الذكرى شاهدًا على صمود شعب يرفض التفريط في أرضه وحقوقه المشروعة.