النجاح الإخباري - قال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر، إن ما يجري هو استباحة للأرض الفلسطينية وهو امتداد لسياسة حرب الإبادة التي تمارسها دولة الاحتلال بحق المدنيين العزل للشهر السابع على التوالي في قطاع غزة، وامتدادا لذات السياسة التي مورست عام 48 بحق القرى والبلدات الفلسطينية. 
وأضاف في حديث لـ"النجاح": "اليوم المستوطنون في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، هم ذراع ضاربة لدولة الاحتلال، يمارس كل أشكال العنف والإرهاب الوحشي بحق المدنيين العزل".
وتابع حديثه: "ما جرى أمس واليوم هو نذير باتساع رقعة هذه الاعتداءات التي تمارسها جماعات المستوطنين المتطرفة لترويع السكان الامنين بهدف إجبارهم على الرحيل وتطهير الأرض الفلسطينية عرقيا من سكانها ومن أصحابها الأصليين. وبالتالي نحن أمام سياسة عدوانية تتناغم فيها ما تريده قطعان المستوطنين وجماعات المستوطنين والحكومة (الإسرائيلية).
وأضاف: "الحكومة (الإسرائيلية) هي حكومة مستوطنين تضم مستوطنين يعيشون في الضفة الفلسطينية، ولا يخفون النواحي والدواعي العنصرية لتوجهات هذه الحكومة".

ومضى قائلا: "سموتريتش وبن غفير وأركان حكومة الحرب في إسرائيل هم اليوم على رأس سدة الحكم فيها، وبالتالي ضوء أخضر من الحكومة لممارسة كل هذه الأشكال بحق المواطنين. ما جرى في وسط الضفة الغربية امتدادا من منطقة سلفيت والمستوطنات المحيطة والمتاخمة لمنطقة سلفيت وقرى شرق رام الله، وامتدادا إلى شمال نابلس في دوما وغيرها، هو محاولة لجعل الفلسطيني كما قلت يعني يغادر أرضه عرقيا وبشكل وحشي".

وواصل حديثه: "دولة الاحتلال تسعى إلى سياسة انتقام من السكان ولا تحتاج إلى ذرائع سواء كان هناك مستوطن أو ادعاء باختفاء مستوطن أو ما إلى ذلك. ما رأيناه قبل عدة أشهر في حوارة وفي ترمسعيا وفي إحراق الطفل أبو خضير وعائلة دوابشة، وكل هذه السياسات هي ذات التوجه التي تغذيها أيديولوجيا متطرفة عنصرية لحكومة فاشية لا تريد للشعب الفلسطيني أن يبقى في أرضه".

وإن كان هناك حاجة لتشكيل لجان شعبية لحماية القرى والبلدات الفلسطينية، أجاب عصام بكر: "اقتحام بلدة المغير وإطلاق الرصاص الحي باتجاه المواطنين، مما أدى إلى سقوط الشهيد أمجد أبو علي وسقوط عشرات المواطنين المصابين والجرحى برصاص هؤلاء المستوطنين، هو ينذر باتساع نطاق هذه العمليات العدوانية، بالتالي لا بد من التصدي بكل الإمكانات المتاحة، والشعب الفلسطيني صاحب مراس طويل".

وأضاف: "علمتنا تجربة الانتفاضة المجيدة الأولى عام 87 بابتداع أشكال شعبية. نحن دعونا وندعو القوى الوطنية والإسلامية إلى ابتداع كل الأشكال، ومنها تفعيل العمل الجماعي والتصدي بشكل واسع وجماعي من القرية التي تتعرض للاعتداء والقرى المجاورة، استخدام مكبرات الصوت، إغلاق القرى والمداخل بالإطارات المشتعلة والسواتر الحجرية، ومنع المستوطنين من الدخول إلى هذه القرى، والتصدي لكل الأعمال الوحشية والعدوانية التي يخططون ولا يعتزمون القيام بها. أنا قلت بأنه ربما قادم الأيام يشهد اتساعا في رقعة هذه الاعتداءات، وبالتالي تفعيل كل أدوات العمل الشعبي المقاوم في مواجهة هذه الاعتداءات هو حق طبيعي للشعب الفلسطيني والقرى والبلدات التي تتعرض لهذه الاعتداءات".

ومضى قائلا: "أنا أعتقد بأن شعبنا لن يقبل بسياسة تكريس الأمر الواقع ولن يقبل باستباحة أرضه واستمرار استباحة الأرض من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال الذي وفر الغطاء الرسمي والميداني لهم وبالتالي الذهاب. يعني التجمهر، الحفاظ على جهوزية عالية، الإبقاء في يقظة واسعة وعالية من قبل أبناء شعبنا، وتفعيل لجان الحماية والحراسة على مداخل القرى والبلدات، والعمل على إحياء نظام العون بالمعنى الذي له علاقة بالنجدة".

وواصل حديثه قائلا: "أنا أعتقد أن شعبنا يبادر دائما ويبدع من الأشكال ما يجعله يتصدى لهذه الاعتداءات والعمل على قطع طرق المستوطنين والطرق الالتفافية، وعدم إفساح المجال لتحقيق مطالبهم الخبيثة بمحاولة تطهير الأرض الفلسطينية وارتكاب مجازر ربما بحق المدنيين العزل خلال الفترة القادمة. هذا جنوح نحو المزيد من الفاشية ومن العنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال، وأعتقد أن شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء في مواجهة هذه السياسة العدوانية".