نابلس - وكالات - النجاح الإخباري - ارتفعت حصيلة الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في مدينة صيدا جنوبي لبنان إلى 6 قتلى، وأكثر من 30 جريحا، فيما أعلن الجيش اللبناني، إصابة بعض من عناصره، من جرّاء تعرضهم لإطلاق نار من المخيم. وتمّ تعطيل التعليم في صيدا.

واشتدّت وتيرة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، حيث أطلقت أكثر من 14 قذيفة منذ السادسة من مساء الأحد في المخيم، وهو التوقيت الذي أُعلن عنه عقب اجتماع في مكتب "حركة أمل" في صيدا.

وعُقد الاجتماع بحضور "هيئة العمل الفلسطيني ووفد قيادي من الحركة، وممثلي "حزب الله" والشيخ ماهر حمود، لوقف إطلاق النار، إلا أن مفاعيله لم تأخذ وجهة التنفيذ الفعلي من قبل طرفي النزاع في المخيم"، بحسب ما أوردت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

وسقطت قذيفة مصدرها مخيم عين الحلوة بالقرب من مستشفى الهمشري في صيدا، ما أدى إلى وقوع إصابات، في وقت لا تزال الاشتباكات دائرة في المخيم، فيما تنشط الاتصالات الفلسطينية اللبنانية على المستويات كافة، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأُصيب حاجز للجيش اللبناني عند منطقة التعمير، من جراء استمرار الاشتباكات في مخيم عين الحلوة.

كما شهد المخيم "حركة نزوح للأهالي"، باتجاه جامع الموصلي الكائن في التعمير، خوفا من عدم توقف إطلاق النار، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.

وقال الجيش اللبناني في بيان: "بتاريخ 30/7/ 2023، وعلى إثر وقوع اشتباكات داخل مخيم عين الحلوة - صيدا، سقطت قذيفة في أحد المراكز العسكرية، كما تعرضت مراكز ونقاط مراقبة تابعة للجيش لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين بجروح".

وحذّرت قيادة الجيش من "مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر مهما كانت الأسباب"، وأكدت أن "الجيش سيرد على مصادر النيران بالمثل".

نقل مصابين من مستشفى صيدا في ظلّ التدهور الأمنيّ

بدوره، أعلن مستشفى جزين الحكومي، في بيان، "البدء باستقبال المرضى من مستشفى صيدا الحكومي، في مختلف الأقسام".

وأكّد أن ذلك يأتي "في ظلّ عدم استقرار الوضع الأمني في صيدا".

مدارس صيدا وجامعتها تعلن تعطيل التعليم

وأعلن رئيس الجامعة اللبنانية في بيان، عن "إقفال فروع الجامعة في صيدا... الإثنين، بسبب الأوضاع الأمنية المستجدة في صيدا، وحرصا على سلامة الطلاب والعاملين، على أن تصدِر رئاسة الجامعة اللبنانية، بيانات لاحقة وفق تطور الأوضاع، وهي تتمنى للجميع السلامة والأمان".

وأعلن رئيس جمعية "المقاصد الخيرية" في صيدا، محمد فايز البزري في بيان، "إقفال مكتب ومدارس الجمعية... الإثنين، بسبب الأوضاع الأمنية المستجدة في صيدا، وذلك حرصا على سلامة الطلاب وجميع العاملين، على أن يصدر رئيس الجمعية بالتشاور مع المجلس الإداري، بيانات لاحقة وفق تطور الأوضاع، متمنيا للجميع السلامة والأمان وأخذ الحيطة والحذر".

وأعلنت مدارس صيدا، في بيان، "توقف الدروس يوم غد الإثنين في المدرسة الصيفية، حرصا على سلامة التلامذة والمعلمين والعاملين في المدرسة، نتيجة الأوضاع الأمنية، في مخيم عين الحلوة، وبعد مراجعة رئيس المنطقة التربوية في الجنوب احمد صالح. على أن يعوض هذا اليوم في موعد آخر يحدد لاحقا".

وفي هذا الإطار، أعلنت وكالة "أونروا" بمنطقة صيدا، في بيان، أنه "نظرا للوضع الحالي في مخيم عين الحلوة، تم تأجيل حفل التخرج الذي كان مقررا يوم غد (الإثنين) في مركز سبلين للتدريب"، داعية جميع الأطراف المعنية "للعمل من أجل استعادة الهدوء والاستقرار في المخيم، على أن تحدد إدارة مركز سبلين موعدا جديدا لحفل التخرج في وقت لاحق".

بدوره، طلب رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الأحد، من الجيش ضبط الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة في أعقاب الاشتباكات المسلحة المستمرة منذ مساء السبت.

وفي بيان صادر عن رئاسة الحكومة، قال ميقاتي إن "توقيت الاشتباكات في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين".

وذكر ميقاتي أن "هذه الاشتباكات تتزامن مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية، وهي في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها".

وأوضح أن "هذه الاشتباكات مرفوضة لعدة أسباب، أولها أنها تكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا أمر مرفوض بالمطلق ويتطلب قرارا صارما من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة".

ووفق البيان، "طالب ميقاتي القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش اللبناني لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية".

كما طلب من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية "ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء".

"أونروا" تعلّق جميع عملياتها في المخيّم

وقررت "أونروا" تعليق جميع عملياتها في المخيم من جراء استمرار الاشتباكات بين مسلحين،

وقالت الوكالة، في بيان: "الأونروا تعلق جميع عملياتها في مخيم عين الحلوة".

وأضافت: "تتواصل الاشتباكات المسلحة في المخيم حيث استخدمت فيها القذائف صاروخية والقنابل، والتي أسفرت عن سقوط قتلى، فيما تضررت مدرستان تابعتان للأونروا، تستوعبان 2000 طالب".

ودعت الوكالة الأممية، جميع الأطراف المسلحة بالمخيم إلى "ضمان سلامة المدنيين، وحرمة مباني الأمم المتحدة".

ومنذ السبت، تدور في المخيم اشتباكات بين مجموعات مسلّحة، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة لحركة "فتح،" وفقا لوكالة الإعلام اللبنانية الرسمية.

وقالت الوكالة إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وجرح أكثر من 30 شخصا منذ اندلاعها مساء السبت، وتستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.

وقبل أن تتجدد حصيلة القتلى لاحقا، ذكرت الوكالة، الأحد، أن الاشتباكات أدت لمقتل 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين.