النجاح الإخباري - أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم الأربعاء، ورشة عمل، حول ادعاءات التحريض في المناهج الدراسية الفلسطينية والهجمة الإسرائيلية المتواصلة ضد التعليم.

وأكد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم أن تنظيم الورشة يأتي في إطار الحملة التي يشنها الاحتلالالإسرائيلي ضد مناهجنا، مستعرضا أبرز الجوانب المتعلقة بالمناهج التعليمية، خاصة التي تضمنت المنهاج الوطني الجديد للصفوف من الأول إلى الرابع، والتي ركزت على مفاهيم ومهارات تفكيرية.

وتطرق إلى منع الاحتلال تدريس منهاج التنشئة الوطنية في مدارس القدس، لافتا إلى أن المنهاج اشتمل على عديد المهارات التي تستهدف صقل الشخصية الفلسطينية، ورفد الناشئة بالقيم والمعارف الأصيلة.

وشدد على ضرورة توظيف كل القنوات والإمكانات السياسية والدبلوماسية والإعلامية، من أجل تعرية الادعاءات الإسرائيلية وفضح السياسات العنصرية القائمة على إلغاء وتغييب الآخر وتشويه الحقائق، داعيا إلى العمل الجاد من أجل الدفاع عن الحق في التعليم.

وأكد وزير الثقافة إيهاب بسيسو، أنه لا يمكن الفصل بين التربية والتعليم في عديد القضايا التي تتداخل فيما بينها. ودعا وسائل الإعلام إلى نقل الرواية الفلسطينية، والنظر بموضوعية في كافة المسائل المرتبطة بالتحريض وغيره.

من جهته، أكد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلية أحمد الطيبي، أن حق الفلسطيني الخاضع للاحتلال أن يحرض على الاحتلال، متحدثا عن واقع التحريض الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ونظامه التعليمي.

وأشار مفتى القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إلى استهداف الاحتلال لدور العبادة والمؤسسات التربوية، مشيرا إلى أن المنهاج الفلسطيني بني على قيم التسامح والمحبة، معبرا عن رفضه المطلق لاتهام المناهج الفلسطينية بالتحريض.

وتحدث أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية حنا عيسى عن محاولات إسرائيل الرامية إلى إقامة القدس الكبرى وغيرها من السياسات التهويدية الراهنة، التي تخالف جميع المواثيق الحقوقية والإنسانية الدولية.

ودعا مستشار الرئيس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية نبيل شعث، إلى إعداد مواد من محاور هذه الورشة لإيصالها للرأي العام العالمي، من خلال السفارات والبعثات الدبلوماسية الفلسطينية في شتى بلدان العالم.

وتطرق رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، إلى انتهاكات الاحتلال وسياسات التهجير القسري وهدم المدارس وتهديد بعضها بالهدم، مؤكدا أنه سيتم مواجهة هذه السياسات وإفشالها.

وقدم رئيس لجنة المتابعة العربية محمد بركة، عدة ملاحظات واقتراحات حول التحريض الإسرائيلي، أبرزها بلورة أطر منظمة بين الأهالي والمعلمين والطلبة لمواجهة التجهيل، وبناء منصة إعلامية تتضمن مواد وأفلاما وثائقية.

وأكدت النائب في الكنيست الإسرائيلية حنين الزعبي، أن التحريض ضد الاحتلال وجرائمه ليس حقا فقط بل هو واجب إنساني، داعية إلى توظيف العدالة من أجل مقاومة كل أشكال التحريض الإسرائيلي.

وأشار النائب في الكنيست الإسرائيلية مسعود غنايم إلى محاولات إسرائيل المستمرة لشيطنة الضحية، لافتا إلى محاولات التحريف والتشويه التي تواجهها المناهج التعليمية في الداخل.

وتحدث النائب في الكنيست الإسرائيلية طلب الصانع، عن محاولات تشويه الوعي لدى الفلسطينيين، وأن المعركة على الاحتلال هي بواقع دفاع الفلسطيني عن أرضه وشرعنها القانون الدولي، مبينا وضع الاحتلال للذرائع والمسوغات التي يمكنهم من خلالها انتهاك كافة الأعراف والقوانين الدولية بحق الفلسطينيين، وبين أيضا الصورة النمطية للفلسطيني في فكر وعقول الإسرائيليين وأطفالهم.

ودعا الأكاديمي من فلسطينيي الـ48 د. يوسف جبارين إلى ورشة عمل مشتركة بين أكاديميين فلسطينيين من شأنها خدمة المنطلقات التي تخدم الرواية الفلسطينية.

وفي كلمته، عن وزارة الخارجية أكد محمد عياد، جاهزية الوزارة لإدماج مفاهيم حقوق الإنسان والقوانين الدولية في المناهج الفلسطينية.

وتحدث ووكيل وزارة التربية بصري صالح، عن مسارين مرتبطين بالمنهاج وهما إكساب الطلبة مهارات القرن الحادي والعشرين وغيرها من المعارف، والتركيز على التعليم باعتباره أداة للتحرر ورفض الاحتلال والتمسك بموروثه الفلسطيني.

وبين أن الحديث عن التحريض في المناهج يأخذنا إلى حقوق الشعب الفلسطيني واحتكامه للقانون الدولي، متحدثا بشكل مفصل حول رؤية نظام التعليم وارتباطه بالمضامين التي ترتبط بالقدس والخرائط والحدود ومقاومة الاحتلال.

كما تطرق إلى التوجهات العامة في المناهج الفلسطينية وآليات تطويرها، مشيرا في سياق آخر إلى أدوات الضبط لدى الوزارة حول ما يحصل داخل المدارس والصفوف المدرسية، من خلال المتابعة والتقييم وتحليل المناهج والمتابعة الميدانية والرقابة الإدارية والمالية.

بدوره، قدم عضو لجنة إصلاح التعليم عارف الحسيني، عرضا حول ورقة الموقف المتعلقة بالتحريض والمناهج الدراسية، مستعرضا عدة دراسات وأبحاث منشورة باللغات الأجنبية حول التحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين خاصة في المناهج الدراسية، وعسكرة التعليم في إسرائيل وغيرها من الأشكال والصور التي أظهرت كما كبيرا من العنصرية والكراهية ومحو الفلسطيني.

وتضمنت الورشة أربعة عروض حول شهادات حية عن الانتهاكات الاحتلالية بحق التعليم قدمها مديرو مدارس: مدرسة قرطبة الأساسية نورا نصار، ومدرسة الخان الأحمر حليمة زحايكة، ومدرسة ذكور الخضر الثانوية خالد الزبون، ومدرسة عرب الرماضين الأساسية سمر أيوب.

وعرضت خلال الورشة، التي حضرها عدد من سفراء وقناصل البلدان الأجنبية والشركاء الدوليين، عدة أفلام تسجيلية حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الطلبة والمعلمين والأسرة التربوية.