ترجمة : علا عامر - النجاح الإخباري - حسب مقال نشر في موقع البي بي سي الالكتروني للكاتبه السويدية ليندا برسلي ، الذي تتحدث فيه عن أكثر الأمراض انتشارا في السويد وهو متلازمة الانسحاب .
حيث تقول ان السويديون قد حاربوا طوال العقدين الأخيرين هذا المرض الذي يصيب فقط الأطفال الذين جاؤوا الى السويد بحثا عن الملجأ الآمن ، والذين ظهرت عليهم عدة أعراض أهمها التوقف عن الكلام أوالمشي ،ويمكن ان تصل الى درجة التوقف عن الرغبة في فتح اعينهم ،مما يقودهم الى الانسحاب الكامل. لكن لماذا يبدو ان هذا المرض منتشر فقط في السويد؟
في دراسة لحالة حدثت في السويد لطفلة تبلغ من العمر فقط 9 سنوات ، هاجرت قصرا برفقة عائلتها الى السويد هربا من المافيا الروسية بعد ان قامت مجموعة منهم بتوقيف سيارتهم والاعتداء على والديها بالضرب المبرح امام أعينها ،اضافة الى قيامهم بخطف والدها لمدة 3 أيام . كما ازداد وضع الطفلة ازداد سوءا بعد معرفتها بوجوب عودة أسرتها الى الاتحاد السوفيتي سايقا ، حيث انها اصبحت تعاني من عدة مشاكل صحية جعلتها تجلس على الكرسي المتحرك مغمضة العينين تتناول غذائها عن طريق انبوب تغذية شفاف يمتد الى انف صوفي طوال مدة 20 شهر.
في حين ان الاطباء قاموا بفحصها بشكل كامل وصروحوا انها لا تعاني من مشكلة عضوية ولكنها ببساطة ترفض الحراك. كما ان اخصائية جراحة الانف والاذن والحنجرة كانت قلقة جدا بشكل انبوب التغذية لان صوفي كانت ترفض فتح فمها مما يعرضها لخطر الاختناق. هذا ما وصفه غالبية الاطباء انه النتيجة الطبيعية لاي طفل شهد تعرض اهله للابتزاز والاضطهاد ، فهم يقومون بهجر العالم والرجوع الى انفسهم والانطواء عليها. في الوقت الذي ظهر فيه هذا المرض فقط في سويسرا
كما اكدت الاحصاءات المتعلقة بهذا المرض انه قد سجل حدوث مثل هذه الحالات في السويد في نهاية عام 1990م،ولكنه قد ازداد في الفترة الواقعه ما بين 2013_2015م. هذا ما ادى الى ازدياد خوف السويسريون من خطر تاثير تبعيات الهجرة خاصة بعد تقرير منظمة الصحة السويدية الذي يبين وجود 169 حالة في عام 2016. حيث ينتشر هذا المرض بين فئات الاطفال المضطهدين خاصة في دول الاتحاد السويدي ،البلقان ،وروما.
هذا ما يثير سؤال في غاية الاهمية وهو هل يمكن ان يصبح هذا المرض معديا ؟ ، رجوعا الى اولى الحالات المسجلة في عام 1998 م ، والتي بينت ان باقي افراد الاسرة قد اصيبوا بنفس هذا المرض بعد فترة قليله من اصابة لول فرد ،ولكن الباحثون لا يزالون عاجزين عن ايجاد صلة واضحة تؤكد هذه الحقيقة. الامر الذي يدفعهم الى ايجاد المزيد من الابحاث والتجارب لمعالجة هذا المرض.