النجاح الإخباري - أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن قتل جيش الاحتلال خمسة مزارعين بشكل مباشر ومتعمد خلال عملهم في أرض زراعية في خان يونس، يأتي في سياق نمط متكرر ونهج مستمر للقضاء على أي محاولة لتأمين الحد الأدنى من الغذاء عبر الإنتاج المحلي، في إطار ترسيخ سياسة التجويع كأداة مركزية في جريمة “الإبادة الجماعية”.
وأوضح المرصد أن فريقه الميداني وثّق مقتل المزارعين الخمسة بعدما أطلقت طائرة إسرائيلية مسيّرة صاروخًا واحدًا على الأقل تجاههم صباح يوم 21 أغسطس، بينما كانوا يعملون في أرض زراعية غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأوضح أن المزارعين الخمسة من عائلة واحدة وهم: الشقيقان سليمان ومحمد الأسطل، وموسى ومحمود ومحمد الأسطل، لافتا إلى أن تصاعد الاستهداف الإسرائيلي لمصادر الغذاء في غزة، يأتي بالتزامن مع إعلان مؤشر مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC) حالة المجاعة رسميًا في محافظة غزة لأول مرة على الإطلاق.
ولفت إلى أنّ جريمة استهداف المزارعين الخمسة لا تُمثّل حادثًا معزولًا، بل هي جزء من نمط منهج متكرر، إذ قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أو أصابت مئات المزارعين الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه دمّرت بالقصف والتجريف أو الاحتلال، حيث تحتل أكثر من 93% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، التي تبلغ مساحتها نحو 178,000 دونم، وذلك في إطار سياسة منظمة تهدف إلى “تدمير البنية الإنتاجية للغذاء وتجريد السكان من أبسط سبل الحصول على الغذاء من مصادرهم المباشرة المحلية”، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية تتعمد استهداف المزارعين الفلسطينيين خلال عملهم في الأراضي الزراعية التي بقيت ولم تستهدف عبر القصف الجوي وإطلاق النار المباشر والقصف المتكرر، ما يحوّل هذه الأراضي إلى مناطق خطرة ويجعل مجرد السعي لتأمين لقمة العيش مغامرة مميتة.
وأشار إلى أنّ استمرار القصف والتوغلات العسكرية في مناطق واسعة حال دون تمكّن المزارعين من الوصول إلى بعض الأراضي التي نجت من التدمير، فيما تعذّر استصلاح مساحات أخرى أو ريّها بسبب انقطاع الكهرباء وتدمير آبار المياه وشبكات الري.
ولفت إلى أنّ المعطيات المتوفرة تكشف حجم الدمار الهائل الذي ألحقته إسرائيل بالقطاع الزراعي، إذ دمّرت (1,218) بئرًا زراعية، فيما تقلّصت المساحات المزروعة بالخضروات من أكثر من (93,000) دونم إلى نحو (4,000) فقط، فيما تعرّضت أكثر من (85%) من الدفيئات الزراعية للتدمير، ما يعني عمليًا انهيار القدرة الإنتاجية للقطاع الزراعي بأكمله.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي أنّ كل ذلك يحدث في ظل الحصار غير القانوني المفروض على غزة، وأشار إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر صراحةً استخدام التجويع كوسيلة حرب، ويجرّم استهداف مصادر الغذاء وتدمير البنية الزراعية باعتبارها مقومات أساسية لبقاء المدنيين، مؤكّدًا أنّ حرمان الفلسطينيين من الغذاء وعناصر النجاة الأولية بحد ذاته يُشكل “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي”.