النجاح الإخباري - في ظل ضغوط دولية متزايدة على الاحتلال الإسرائيلي بسبب المجاعة التي تضرب قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي إدخال 70 شاحنة مساعدات إلى القطاع مساء أمس الأربعاء.
وجاء في بيان جيش الاحتلال أنه «بناءً على توجيهات القيادة السياسية، دخلت أمس الأربعاء نحو 70 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة لمنظمات الإغاثة والأمم المتحدة، معظمها مواد غذائية، عبر معبر زيكيم إلى المنطقة الشمالية، وعبر معبر كرم أبو سالم إلى جنوب قطاع غزة».
ولفت إلى أن جميع المساعدات نُقلت بعد فحص أمني دقيق.
وزعم بيان جيش الاحتلال التنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية حول آلية إدخال أكثر من 150 شاحنة من الجانب الفلسطيني لمعبر كرم أبو سالم، وكذلك من معبر زيكيم.
ولفت البيان إلى أنه لا تزال محتويات أكثر من 800 شاحنة تنتظر إدخالها من المعابر.
وجاء بيان جيش الاحتلال دون ذكر أي إشارة إلى حالة التجويع وسوء التغذية المستشرية في قطاع غزة.
جوع جماعي
وتتصاعد الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي في ظل تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وتفشي المجاعة وارتقاء عدد من الشهداء بشكل يومي جراء الجوع وسوء التغذية، أو خلال محاولة الحصول على الغذاء.
وأمس، قالت منظمة الصحة العالمية إنها رصدت ارتفاعًا قاتلًا في سوء التغذية بقطاع غزة، مما تسبب في وفاة 21 طفلًا دون سن الخامسة خلال عام 2025.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن هناك «حالة جوع جماعي في قطاع غزة بسبب الحصار» الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وحذر المدير العام للمنظمة من أن جزءا كبيرا من سكان غزة «يتضوّرون جوعا»، في وقت تدخل القطاع المحاصر والمدمّر شحنات غذاء «أقل بكثير مما هو مطلوب لبقاء السكان على قيد الحياة».
وقال تيدروس للصحفيين إنّ «جزءا كبيرا من سكان غزة يتضوّرون جوعا. لا أعرف ماذا يمكن تسمية الأمر غير مجاعة جماعية، وهي من صنع الإنسان».
وتابع أن «مراكز علاج سوء التغذية الحاد الشديد أصبحت مكتظة منذ 17 تموز/يوليو» وتفتقر إلى الغذاء العلاجي، مشيرا إلى أن المنظمة وشركاءها في جهود الإغاثة لم يتمكنوا من إيصال أي مواد غذائية لمدة 80 يوما تقريبا بين مارس/ آذار ومايو/ أيار، مضيفا أن استئناف عمليات التسليم لا يزال أقل بكثير من المطلوب.
وقال ريك بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إنه في يوليو/ تموز وحده أُدخل 5100 طفل إلى برامج العلاج من سوء التغذية، من بينهم 800 طفل يعانون من هزال شديد.
منظمات إغاثية وحقوقية
ودعت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية، الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار الجوع في غزة، بما في ذلك المطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية.
وحذر بيان وقعته 111 منظمة، بما في ذلك ميرسي كور والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة ريفوجيز إنترناشونال، من انتشار المجاعة في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة، مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات.
وقالت المنظمات في بيانها إنه «في الوقت الذي يجوِّع فيه الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الغذاء نفسها، ويخاطرون بالتعرض لإطلاق النار لمجرد إطعام عائلاتهم، ومع نفاد الإمدادات الآن بالكامل، ترى المنظمات الإنسانية زملاءها وشركاءها وهم يذبلون أمام أعينهم».
وأضاف البيان «لقد تسببت القيود التي تفرضها حكومة إسرائيل والتأخير والتجزئة التي تمارسها في ظل الحصار الشامل في خلق حالة من الفوضى والمجاعة والموت».
دعوات دولية
وقالت الحكومة الكندية، الأربعاء، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين وعمال الإغاثة في غزة «غير مقبولة»، ودعت إلى الاستئناف الفوري لعملية توزيع المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة في القطاع.
وذكرت وزارة الخارجية الكندية، في بيان على منصة إكس، أن الجوع وصل في غزة إلى مستويات كارثية، داعية إلى الاستئناف الفوري للمساعدات التي تقودها الأمم المتحدة على نطاق واسع.
كذلك أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الأربعاء، أنّ «خطر المجاعة» الذي يواجهه المدنيون في غزة بعد أكثر من 21 شهرا من الحرب، هو نتيجة للحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وقال في بيان إنّ إعلان إسرائيل توسيع عملياتها البرية «يسرّع من تدهور الوضع الإنساني الذي يتّسم بسوء التغذية وخطر المجاعة. وهذا الوضع هو نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل».
وانتقدت فرنسا خلال الأشهر الماضية الممارسات الإسرائيلية، كما أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر حل الدولتين الذي ستشرف على تنظيمه بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، وهو المؤتمر الذي يثير غضب إسرائيل التي تهدد بمعاقبة الدول التي ستشارك به.
بينما وجّه 34 سفيرًا سابقًا في الاتحاد الأوروبي رسالة مفتوحة إلى قادة مؤسسات الاتحاد وحكومات الدول الأعضاء، دعوا فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية.
وأكد السفراء أن «الفظائع» التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين، وخاصة في غزة، تشكّل حملة ممنهجة من «التهجير والتجريد من الإنسانية».
وانتقدت الرسالة بشدة «عجز» الاتحاد الأوروبي عن الرد على هذه الفظائع، محذرة من أن مصداقية أوروبا أصبحت على المحك.
ودعت الرسالة إلى وقف صادرات الأسلحة لإسرائيل، وفرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين، وتعليق اتفاق الشراكة، والاعتراف بدولة فلسطين.