النجاح الإخباري - بينما تُجوّع غزة عمدًا نحو الإبادة، أمرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحرق ما يقارب 500 طن متري من الأغذية الطارئة بدلًا من إرسالها إلى المحتاجين في العالم.
وانتهت اليوم صلاحية 500 طن من طعام المساعدات الأمريكية الطارئة (تكفي لإطعام مليون ونصف مليون إنسان لمدة أسبوع) وسيكون مصيرها أفران الحرق، وفقًا لمجلة ذا أتلانتيك الأمريكية.
وأوضح مسؤولان حالي وسابق في الحكومة الأمريكية، اطلعا مباشرة على شحنات الإعاشة، أن هذه الأغذية المخصصة للأطفال في أفغانستان وباكستان ستتحول إلى رماد خلال أسابيع، بحسب ما نقلته ذا أتلانتيك.
وأضاف التقرير أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) أنفقت نحو 800 ألف دولار على “بسكويت الطاقة العالي” قبل أيام من نهاية إدارة بايدن، مُشيرًا إلى أن هذه الوجبات كانت مخصصة لتلبية احتياجات الأطفال دون الخامسة في حالات الطوارئ، مثل نزوح الناجين من الكوارث أو الفارين من الحروب.
وأكدت المجلة أن شحنات البسكويت المخزنة في مستودع دبي كانت مزمعة للتوزيع هذا العام، لكن منذ يناير الماضي، عندما أوقف أمر تنفيذي من إدارة ترامب كافة المساعدات الخارجية الأمريكية، تقدّم موظفو USAID بطلبات متكررة إلى القيادات الجديدة في الوكالة لشحن البسكويت قبل انتهاء صلاحيته، وفقًا لما ذكره الموظفان.
وبينت ذا أتلانتيك أن حكومة الولايات المتحدة ألغت في أبريل/نيسان جميع المساعدات الإنسانية لأفغانستان واليمن بحجة أن توفير الغذاء “قد يُفيد الإرهابيين”، في حين لم تُقدم وزارة الخارجية الأمريكية تفسيرًا مماثلًا لوقف المساعدات عن باكستان.
وأضافت المجلة أنه حتى لو لم تكن الإدارة راغبة في إرسال البسكويت للدول المستهدفة أصلاً، كان بالإمكان توجيهه إلى مناطق أخرى تشهد أزمة إنسانية، مثل السودان.
وأوضح التقرير أن المخزونات في دبي تقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها، وبعد ذلك ستفقد قيمتها الغذائية بسرعة، ويُحظر وفق سياسة الإمارات إعادة استخدام هذه الأغذية إلا كعلف للحيوانات.
ونقلت ذا أتلانتيك عن موظفين في الإغاثة الفيدرالية أن تكلفة حرق هذه الأغذية ستبلغ نحو 130 ألف دولار إضافية على دافعي الضرائب الأمريكيين.
وذكر التقرير أن هذا الإهدار غير المسبوق في حجم المساعدات الخارجية لم يُرَ مثله منذ عقود، فبينما قد تضيع أطنان قليلة سنويًا بسبب سوء التخزين أو الكوارث، إلا أن التخلي المتعمد عن أغذية صالحة أمر فاق كل التوقعات، وفقًا لموظف كبير في USAID.
السياق الأوسع
وأضافت مجلة ذا أتلانتيك أن هذه الكمية الصغيرة من البسكويت تمثل جزءًا ضئيلاً من أكثر من مليون طن متري من المساعدات الغذائية الأمريكية السنوية، لكن انهيار برامج المساعدات الخارجية رفع من مخاطر أي خسارة. ففي الظروف العادية، كانت USAID توزع هذه الوجبة كأول مساعدة للأسر الأفغانية العائدة قسريًا من باكستان إلى بلد يعاني من سوء تغذية حاد.
وأفادت المجلة بأن برنامج الأغذية العالمي بات يستطيع اليوم مساعدة شخص واحد فقط من بين كل عشرة أفغان يحتاجون الغذاء بشكل عاجل، محذرًا من أن 58 مليون شخص حول العالم معرضون للمجاعة بسبب نقص التمويل.
ولفتت ذا أتلانتيك إلى أن هناك قوائم جرد يناير/كانون الثاني تظهر وجود أكثر من 60 ألف طن متري من الأغذية المشتراة مسبقًا ومخزنة في مستودعات حول العالم، منها 36 ألف رطل من البازلاء والزيت والحبوب في جيبوتي مخصصة للسودان والقرن الأفريقي، لكنها لم تُشحَن حتى الآن، رغم بدء شحن كميات محدودة مؤخرًا.
وأوضحت المجلة أن عمليات نقل المساعدات أصبحت أكثر صعوبة اليوم مقارنة بالعام الماضي، بعد دمج “إدارة كفاءة الحكومة” التابعة لإيلون ماسك لوكالة USAID في وزارة الخارجية، مما حوّل أي تحريك للأغذية أو الأموال إلى رهينة موافقة القيادات الجديدة للمساعدات الخارجية الأمريكية.