النجاح الإخباري - كشفت قناة "كان" العبرية، اليوم الإثنين 14 يوليو 2025، أن الجيش الإسرائيلي قام بنقل مئات الحمير من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً واتهامات فلسطينية بسرقة ممتلكات من القطاع المحاصر.
ووفقاً للقناة، فإن هذه الحمير أُرسلت إلى مزرعة تديرها جمعية إسرائيلية تُدعى "لنبدأ من جديد"، وهي جمعية معنية برعاية الحمير. وقد صرّحت المسؤولة عن الجمعية بالقول: "لن نسمح بإعادة الحمير إلى غزة، وسنعمل على إخراج ما تبقى منها هناك حتى لا تُستغل في عمليات إعادة الإعمار".
وأفادت القناة أن الجمعية بدأت بترحيل عدد من هذه الحمير إلى فرنسا، بحجة توفر مساحات واسعة للعيش الحر، كما تخطط لنقل مجموعة أخرى إلى بلجيكا خلال الأسابيع المقبلة.
وزعمت قناة كان العبرية، أن هذه الحمير تعرضت لتعذيب جسدي شديد بعد أن حمل النازحون الكثير على كاهلها.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن الحمير تلقت العلاج الطبي وإعادة التأهيل، حيث وصل العديد منها مصابًا بجروح وندوب جراء حملها أوزانًا ثقيلة على عربات النازحين، وهي مقيدة بالسلاسل.
وذكرت القناة العبرية في تقريرها أن مزرعة المستوطنة الإسرائيلية اكتظت بأكثر من ألف حمار معظمها من قطاع غزة وبعضها من الضفة الغربية، وباتت رعايتها مكلفة للغاية، قبل أن يتمكن مدير المزرعة، شارون كوهين، من إيجاد مزارع في فرنسا وبلجيكا للحمير تستوعب المئات منها.
وتقوم المزرعة بعرض هذه الحيوانات كضحايا لـ"صدمة نفسية"، وتزعم حاجتها إلى علاج خاص، دون أي تواصل مع أصحابها الأصليين أو وجود مستندات ملكية تثبت قانونية ما جرى.
وفي 18 أيار/ مايو 2025، جرى شحن أول دفعة من الحمير – وتضم 58 حمارًا – من مطار بن غوريون إلى مطار لييج في بلجيكا، ثم إلى ملاجئ حيوانات في فرنسا وبلجيكا، بتنسيق مع مؤسسة Network for Animals، التي تديرها غلوريا ديفيز وشانون إدواردز، وبواسطة شركة Orien Cargo الإسرائيلية، وفقاً للمصادر العبرية.
ويتهم المواطنون جيش الاحتلال بسرقة ممتلكاتهم من الحمير التي تساعدهم في التنقل، مع كل نزوح، بعد ندرة الوقود في غزة.
وفي ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، ومع انعدام الوقود وتدهور البنى التحتية، اضطر أهالي القطاع إلى الاعتماد على الحمير كوسيلة شبه وحيدة للتنقل ونقل المستلزمات. ومع انقطاع إمدادات الوقود بشكل كامل، تحولت هذه الحيوانات إلى شريان حياة للمدنيين، تُستخدم لنقل الجرحى والمرضى والأمتعة، في ظل واقع إنساني خانق وانهيار تام في الخدمات الأساسية، وارتفاع كبير في تكلفة استخدامها.