النجاح الإخباري - قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الخميس، إنّ العمال الفلسطينيين في القطاع يعيشون حالة من "العجز التام" في تأمين مصدر دخل بسبب الأزمة الإنسانية الناجمة عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي. وأوضح المكتب، في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للعمال الذي يصادف 1 مايو/ أيار من كل عام: "في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للعمال، يمرّ قطاع غزة بظروف مأساوية نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر، وما خلفته العدوانات العسكرية المتعاقبة من آثار مدمرة على قطاعات الحياة كافة".

وأضاف البيان: "يأتي هذا اليوم الذي يكرس حقوق العمال ويدعو إلى تحسين أوضاعهم، في وقت يعاني الشعب الفلسطيني بشكل عام، والعمال بشكل خاص في غزة، من أشد صور الظلم والقهر، في ظل جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين". وتابع: "يعيش العمال في غزة أوضاعاً صعبة للغاية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 18 عاماً، وما تبعه من تدمير للبنية التحتية والمرافق الحيوية".

وأوضح البيان أنّ "هذه الظروف أدت إلى ارتفاع معدلات البطالة بين فئة العمال بشكل غير مسبوق، ما جعل غزة من أكثر المناطق في العالم التي تعاني من معدلات بطالة مرتفعة". ولفت إلى أنه "مع تدمير المنشآت الصناعية ومرافق الخدمات العامة من الاحتلال خلال الحروب، بات العمال في القطاع في حالة من العجز التام عن تأمين مصدر دخل ثابت، ليجدوا أنفسهم في مواجهة مع أزمة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم".

وأوضح البيان أنه "منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، كانت فئة العمال من أول المتضررين، حيث استهدفت إسرائيل المنشآت الحيوية والمصانع، ما أدى إلى فقدان الآلاف من العمال لوظائفهم". كما أن تدمير البنية التحتية، بما في ذلك محطات الطاقة والمرافق الصحية، "جعل من المستحيل على العمال العمل في بيئة آمنة"، حسب البيان.

وأشار إلى أن "الاحتلال يواصل استهداف المدنيين بالقطاع، بما في ذلك العمال واستهداف الأماكن التي يحتشد فيها العمال، ما يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى إلحاق خسائر مادية وبشرية جسيمة". وبحسب البيان، أظهرت التقارير الإحصائية أن العشرات من العمال الفلسطينيين سقطوا ضحايا القصف الإسرائيلي، بينما يعاني آخرون من إصابات بالغة تمنعهم من العودة للعمل.

وأضاف: "اليوم العالمي للعمال يحمل في طياته رسالة إنسانية هامة تدعو إلى احترام حقوق العمال وتحقيق العدالة الاجتماعية، في وقت تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية التي تتجاهل أبسط حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في العمل في قطاع غزة". ودعا المكتب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى "التدخل الفوري لوقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب".

وطالب بـ"توفير حلول عاجلة تشمل إنشاء مشاريع تنموية تهدف إلى توفير فرص العمل، وتحفيز الاقتصاد المحلي، وضمان حقوق العمال الفلسطينيين في جميع قطاعات العمل". وشدد البيان على ضرورة "توفير الدعم الإنساني لتخفيف معاناة العمال وأسرهم من جراء التدمير المستمر الذي يعصف بكل جوانب حياتهم".

في السياق، أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة غزة عائد أبو رمضان، أن القطاع يمر بأوضاع اقتصادية وإنسانية كارثية وغير مسبوقة، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل، الذي تسبب في إغلاق كل المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية لأكثر من ستين يوماً متتالية، دون وجود أي مؤشرات تدل على انفراجة قريبة أو تخفيف للحصار.

وأوضح أبو رمضان، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أمس الأربعاء، أنّ استمرار إغلاق المعابر الإسرائيلية أمام حركة البضائع والمساعدات الإنسانية، حرم أكثر من مليوني إنسان داخل القطاع من الحصول على الاحتياجات الإغاثية الأساسية، وأدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، الأمر الذي فاقم الأوضاع الصحية والمعيشية على نحو غير مسبوق في جميع أنحاء غزة.

وأشار إلى أن الحصار المشدد، الذي يشمل أيضاً منع إدخال المواد الخام والوقود ومستلزمات الإنتاج، إضافة إلى حظر وصول المزارعين إلى أراضيهم الزراعية وتعطيل أنشطة الصيد البحري، قد أفضى إلى انهيار كارثي في البنية الاقتصادية للقطاع، بما في ذلك جميع مكوناتها من مصانع ومزارع ومنشآت تجارية وصناعية.

وبيّن رئيس غرفة تجارة وصناعة غزة أن حالة الشلل التام التي أصابت القطاعات الإنتاجية والتجارية في غزة، أدت إلى إغلاق مئات المصانع والمنشآت الاقتصادية، فضلا عن توقف النشاط الزراعي والصناعي بشكل شبه كامل، ما أسفر عن تسريح عشرات الآلاف من العمال، الأمر الذي أوصل الوضع المعيشي في القطاع إلى مرحلة حرجة تهدد حياة السكان وكرامتهم الإنسانية.

وكشف أنّ معدلات البطالة في قطاع غزة تجاوزت نسبة 85%، فيما تخطت معدلات الفقر حاجز 90%، وسط غياب شبه كامل لأي مصدر دخل يضمن الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين، مبرزاً أن هذا الانهيار لا يقتصر فقط على الاقتصاد فحسب، بل يشكّل تهديداً واسع النطاق للأمن الاجتماعي، وينذر بكارثة إنسانية طويلة الأمد.

الأسعار في غزة ترتفع 500% خلال شهرين

وفي سياق متصل، أفاد أبو رمضان بأنّ استمرار الحصار ومنع إدخال شاحنات البضائع التابعة للقطاع الخاص، تسبب في شلل شبه تام للحركة الاقتصادية في غزة، إذ توقفت بالكامل عمليات الاستيراد والتصدير، وانهارت سلاسل التوريد، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، في وقت يعاني المواطنون من انعدام شبه كلي للقدرة الشرائية نتيجة الفقر والبطالة.

كما لفت إلى أن الحصار أدى إلى نفاد العديد من السلع الأساسية من الأسواق، وارتفاع أسعار ما تبقى منها بشكل حاد، حيث كشفت دراسات أعدتها غرفة تجارة غزة أن مؤشر أسعار السلع الأساسية ارتفع بنسبة وصلت إلى 527% حتى الأسبوع الماضي، مقارنة بما كانت عليه الأوضاع قبل بدء الإغلاق الشامل في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2023. وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

المصدر: العربي الجديد