النجاح الإخباري - كشفت منظمة "نكسر الصمت" الحقوقية الإسرائيلية عن شهادات لجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي تلقّوا أوامر بتدمير شامل للبنية التحتية والمباني في قطاع غزة خلال العدوان المستمر بين عامي 2023-2024.

ووفق التقرير الذي صدر عن المنظمة، فإن الجنود أشاروا إلى أنهم دمروا نحو 3500 مبنى سكني وتجاري وإداري في مناطق خالية من أي تهديد مباشر، واصفين المناطق التي عملوا فيها بأنها "أرض محروقة" خالية من البنية التحتية والمباني، حيث شمل التدمير الزراعات والمرافق المدنية على نطاق واسع.

"تطهير عرقي" ومنطقة عازلة

وذكرت المنظمة أن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ الشهر الأول للحرب بتنفيذ عمليات وصفتها بـ"التطهير العرقي" طالت أكثر من 230 ألف فلسطيني، كما استولى على 16% من أراضي قطاع غزة، ودمر معالم الحياة فيها تمهيدًا لإقامة منطقة عازلة جديدة.

وجاء في التقرير: "اقتلعت إسرائيل ما يقرب من ربع مليون شخص، واستولت على جزء كبير من أراضي قطاع غزة، ودمرت بشكل منهجي معظم مبانيه، وأنشأت شريط الموت الذي أطلقت عليه اسم (المنطقة الأمنية)".

وأشار التقرير إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت حينها أن أي شخص يتم ترحيله لن يُسمح له بالعودة، وأن دخول المنطقة يعتبر محظورًا ويعاقب عليه بالموت.

وفي شهادة لجندي لم تُكشف هويته، قال: "ما معنى هدم مبنى؟ جرافة D9 تقود العملية وتهدم كل ما يقف أمامها... يهدمون كل شيء. كل شيء. وكيف ستبدو المنطقة بعد ذلك؟ هيروشيما، هذا ما أقوله: هيروشيما".

شهادات أخرى وتأكيدات دولية

وتتطابق نتائج التقرير مع ما نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، التي أكدت أن إسرائيل تسيطر حاليًا على نحو 50% من أراضي قطاع غزة، بعد تدمير الأحياء والبنية التحتية وتوسيع المناطق العازلة بشكل منهجي.

ونقلت الوكالة عن جنود إسرائيليين قولهم إنهم تلقّوا أوامر بتدمير الحقول وأنظمة الري والمحاصيل والمباني، بما يشمل المرافق الصناعية والعامة، حيث دمروا مصنعًا للمشروبات، ومبانٍ سكنية، وصوبات زراعية، ومئات المباني التي لم يتمكنوا من إحصائها بدقة.

وقال أحد الجنود: "لقد دمروا كل ما استطاعوا تدميره، وأطلقوا النار على كل ما بدا أنه يعمل... لن يكون لديهم مكان يعودون إليه – لن يعودوا أبداً".

توسيع رقعة السيطرة

وأظهرت صور الأقمار الصناعية مناطق كانت مأهولة بالسكان وقد تحوّلت إلى أطلال. كما تم الكشف عن إنشاء 12 موقعًا عسكريًا جديدًا منذ انتهاء وقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني الماضي.

وذكرت "أسوشيتد برس" أن قوات الاحتلال طردت سكان المناطق القريبة من الحدود منذ بداية الحرب، وأنشأت منطقة عازلة بعمق يزيد على كيلومتر واحد.

ومع استئناف القتال، توسعت تلك المنطقة ليصل عمقها في بعض المناطق إلى ثلاثة كيلومترات. كما سيطرت القوات الإسرائيلية على "محور نتساريم" الذي يمتد من شمال القطاع إلى جنوبه، ويعزل مدينة غزة عن باقي المناطق.

وبحسب البروفيسور يعقوب غاريف من جامعة بن غوريون، فإن المناطق العازلة ومحور نتساريم يشكلان معًا نحو 50% من أراضي القطاع.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تنوي إنشاء ممر آخر في الجنوب، وتحديدًا في منطقة رفح.