النجاح الإخباري - تتزايد الجهود الدولية في الأيام الأخيرة للضغط نحو استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. حيث من المقرر أن يسافر مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز إلى دولة الاحتلال ومصر وقطر قبل أن يجتمع المفاوضون والوسطاء في جولة جديدة من المفاوضات.
وذكر موقع "واللا" العبري عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مجلس الحرب سيجتمع مساء اليوم لبحث مفاوضات صفقة التبادل.
كما نقلت القناة الـ 12 العبرية عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إن هدف مباحثات صفقة التبادل "الجديدة" هو وضع أسس لعرض من أجل إبرام صفقة وتهدئة مستمرة.
وحول أسباب عودة إسرائيل للحديث عن مفاوضات إطلاق النار، يقول الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري لـ"النجاح": "في حركة عالمية وخاصة شعبية فاقت توقعاتنا وهي من أهم العوامل.. والجبهة اللبنانية دون شك إنها عامل مهم.. لبنان وحزب الله رفضا كل الجهود الأمريكية والفرنسية والإقليمية لوقف الحرب على الجبهة الشمالية إذا لم يتم وقف الحرب على غزة، وهذا شيء يزيد كلفة الحرب على إسرائيل كثيرا".
- دلائل الإعلان عن عملية أسر جديدة
وحول دلائل ما أعلنته حماس من أسرها لجنود إسرائيليين في جباليا يوم أمس، قال المصري: "هذا شيء يقلق إسرائيل حيث أن الأوساط الداخلية الإسرائيلية تقول إن الحرب انتهت.. ولا يمكن تحقيق الانتصار المطلق، طبعا هم يقولون في انتصار تكتيكي... ولكن الانتصار المطلق الذي يتحدث عنه نتنياهو مستحيل، وهذا ليس فقط من كتاب معارضين له، بل حتى من أناس خبراء استراتيجيين يقولون إن إمكانية تحقيق النصر المطلق مستحيلة".
أما المحللة السياسية في باريس، جيهان جادو، فعدّت أن «جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة تمر بمرحلة جديدة ومختلفة هذه المرة، بعد اعتراف دول أوروبية بدولة مستقلة لفلسطين»، وفسرت ذلك بأن حسبما نقلته عنها صحيفة "الشرق الأوسط"، «التعنت الإسرائيلي بات يواجه بضغوط من الرأي العام الأوروبي والغربي، خصوصاً مع تطور الملاحقات القانونية للمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية من (المحاكم الدولية)، بسبب الجرائم بحق المدنيين في قطاع غزة"،
وتقول مصادر لصحيفة ذا ناشيونال إنه من المتوقع أن تبدأ المحادثات مطلع الشهر المقبل في القاهرة.
- الاحتلال يبدي مرونة
وقالوا إن الوسطاء الأمريكيين والمصريين والقطريين يعكفون حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على مجموعة جديدة من المقترحات لممثلي حماس وإسرائيل.
وقالوا إن المقترحات الجديدة تعكس "قدرا من المرونة" التي أبدتها إسرائيل في الوقت الذي تواجه فيه حكومتها عزلة متزايدة على الساحة الدولية والضغوط الداخلية من جانب عائلات وأحباء الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ أكتوبر تشرين الأول.
ويطرح على الطاولة وقف إطلاق النار لمدة 12 شهرا بعد هدنة أولية مدتها ستة أسابيع ستطلق فيها حماس سراح نحو 20 من الأسرى الذين يقدر عددهم بنحو 130، إلى جانب عدد غير محدد من جثث الإسرائيليين الذين قتلوا في الأسر.
لكن حماس على لسان القيادي في الحركة عزت الرشق تؤكد أنه لم يصلها أي شيء من الوسطاء حول مقترحات وقف إطلاق نار جديدة.
وقال الرشق عبر تيليغرام "المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها.. هذا ما ينتظره شعبنا، وهذا هو المرتكز ونقطة البداية".
ووفقا للعديد من التقارير فإن المقترحات الجديدة تدعو إلى انسحاب إسرائيلي كامل ولكن تدريجي من غزة بشرط إطلاق حماس سراح جميع الأسرى.
- حماس لن تسافر قبل تحليل المقترحات الجديدة
وقالت المصادر التي تحدثت لصحيفة ذا ناشيونال يوم الأحد إن حماس لن تسافر إلى القاهرة قبل تحليل المقترحات الجديدة.
ومع ذلك، حذرت المصادر من أن الجدول الزمني الأخير للمحادثات والمفاوضات اللاحقة يمكن أن يتغير رهناً بظروف غير متوقعة وأن المقترحات الجديدة ليست مضمونة لتحقيق انفراجه في المفاوضات المستمرة منذ أشهر.
وقالت المصادر إن اقتراحا جديدا آخر يقضي بانسحاب إسرائيل من جانب غزة من معبر رفح الحدودي مع مصر الذي سيطر عليه جيشها في السابع من مايو أيار.
ويحل محل قوات الاحتلال التي تسيطر على المعبر وفقا للمقترحات، مسؤولون من السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة وشركة أمنية خاصة.
وأثار استيلاء قوات الاحتلال على جانب غزة من معبر رفح غضب مصر بشدة.
وردت مصر بإغلاق المعبر ووقف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة والتدخل لدعم جنوب أفريقيا في قضيتها أمام محكمة العدل الدولية التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
- معبر رفح
ويقول المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور لـ"النجاح": "الحديث والتسريبات أن هناك طرف أوروبي وربما مع جهة فلسطينية ربما السلطة أو جهات لكن غير حماس هي التي ستدير المعبر، وربما هذا يحل الأزمة مؤقتا إلى أن يستقر الوضع في غزة ويعود المعبر إلى العمل".
ويرى منصور أن إسرائيل لن تعيد المعبر لإدارة حماس لأن هذا سيكون وكأنه الإعلان عن فشل كبير.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية المصرية، الأحد، أن نحو 200 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية والوقود توجهت إلى منطقة كرم أبو سالم، حيث سيتم تسليمها إلى الأمم المتحدة لتوزيعها في غزة بعد موافقة القاهرة يوم الجمعة على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن لاستقبالها.
ويأتي قرار إسرائيل باستئناف المفاوضات في الوقت الذي تواجه فيه حكومتها ضغوطا محلية ودولية متزايدة، حيث نظمت عائلات المحتجزين احتجاجات في الشوارع للمطالبة ببذل المزيد من الجهود لضمان إطلاق سراح أبنائهم.
وتواجه حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أيضًا عزلة متزايدة على الساحة الدولية.
وفي الأسبوع الماضي، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إنه يسعى للحصول على أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت بالإضافة إلى ثلاثة من قادة حماس للاشتباه في ارتكابهم جرائم حرب.
ويرى المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض في حديث لـ “النجاح" إن مذكرات الاعتقال في حال صدرت ممكن جدُا أن تزيد المظاهرات ضد نتنياهو، وبالتالي يتم إسقاط هذه الحكومة، ولكن لا أتكلم عن الصراع الداخلي في إسرائيل فقط.. أنا أتحدث عن الصراع الخارجي مع القوى الدولية، مع الإقليم العربي، مع الإدارة الأمريكية التي تريد أيضا إنجاز من كل هذا الصراع.. تريد أن تعود لجمهورها لتقول أن هناك إنجاز".
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت أيرلندا والنرويج وإسبانيا أنها تعترف بدولة فلسطين وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل في حكم بوقف عملياتها العسكرية على الفور في رفح.