منال الزعبي - النجاح الإخباري -   قال الحكماء: "كمالك تحت كلامك"، فما أهمية الصوت و الكلام الذي يحمل أفكارنا للناس في كشف مكنوناتنا وخفايانا؟

وهل حقًا "الأذن تعشق قبل العين أحيانًا"؟

 في الوقت الذي يحدّد البعض شخصيات الآخرين وفقًا لأشكالهم، وملابسهم، نجد أنَّ صوت الإنسان نفسه من الممكن أن يجعل الآخر يعجب به، أو ينفر منه، وهو ما أشارت إليه بعض الدراسات العلمية، التي صنَّفت  الأصوات من حيث طبيعتها إلى:

الصوت العميق

يوحي ذلك بالقوة والقدرة على المنافسة؛ لذا غالبًا ما يتم اختيار أصحاب الأصوات العميقة للمناصب القيادية.

وقد أكَّدت إحدى الدراسات على أنَّ هناك ارتباطًا وثيقًا بين أصوات رؤساء المؤسسات الكبرى، وبين مدى نجاح أعمالهم، إذ أوضحت أنَّ انخفاض حدَّة الصوت وازدياد درجة عمقه لدى رئيس شركة ما بنسبة (1%)، تعني زيادة كبيرة في أرباح تلك الشركة بنحو (30) مليون دولار أمريكي.

النبرة المنخفضة

يعاني أصحاب الصوت المنخفض والمكتوم من الداخل الذي يوحي بأنَّهم غير قادرين على تحمل المسؤولية، ما يخلق لديهم مشكلات عدَّة في العمل، ويقلل فرصهم في المقابلات الرسميّة، ولا يتمكنون من فرض أنفسهم وطرح آرائهم في الاجتماعات المفتوحة.  

الصوت المضطرب

يؤدي الصوت المضطرب إلى تشتيت السامع ولفت نظره إلى توتر المتكلم النابع من عدم الثقة وربما الخوف، ما يجعله يشعر بضعفه ومن ثمَّ إخفاقه في ايصال رسالته.

النبرة الحادة

تشير الحدة في الصوت إلى العصبية وردود الفعل المتسرعة لدى المتكلم، ويجدر الذكر أنَّ العلاقة مضطردة بين قلة الثقة بالنفس وحدة الصوت، بالإضافة إلى إطلاق صفة المزعج على صاحب هذا الصوت.

التحدث سريعا

وبعيدًا عن مدى حدَّة الصوت، و ارتفاعه أو انخفاضه، أكَّد الباحثون أنَّ وتيرة الكلام المعتدلة والتحدث بثقة، تجعل الآخرين يقتنعون بسهولة أكبر، لأنَّ ذلك يعطي انطباعًا بثقة المتحدّث التي تظهر في نطقه للكلمات دون أن يحتاج للتفكير فيها، إضافة إلى أنَّ التحدُّث بسرعة قد يمنع المستمع من تقييم الكلمات بدقة، نظرًا لعدم وجود الوقت المناسب لذلك.

ويبقى الكلام صفة المتكلم إذ يكشف عمق شخصيته، وسعة إطلاعه وإلمامه بالمواضيع ولباقته، ما يضع له قبولًا في النفوس أو رفضًا وصدًا عنه، وقد أطلقت العديد من الصفات على البشر حسب أصواتهم ونمط كلامهم فمنهم المتشدق والمتفيهق والثرثار والمزعج، والكارزمي الجذاب الذي لا تمل سماعه، أما الصوت فيحمل انفعالاتك وينمّ عن حالتك النفسية فهو طريقك للقلوب فاعتني به لتملك سحر البيان.