النجاح الإخباري - أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عن عزمها إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، كما تشارك الدول الثلاث في مؤتمر دولي حول إعادة إعمار القطاع.
وأوضحت صحيفة يديعوت أحرنوت أن المستشار الألماني أولاف شولتز رحّب بفتح المعابر أمام المساعدات، لكنه وصف ذلك بأنه "خطوة أولى فقط"، في إشارة إلى أن المطلوب هو المزيد من الإجراءات العملية على الأرض.
-ضغط أوروبي متصاعد-
وأضافت الصحيفة أن ألمانيا ستطلق "فوراً" قافلة جوية محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما ستفعله أيضاً فرنسا وبريطانيا، وفق ما أعلنه شولتز، الذي أشار إلى أن الوضع في القطاع "كارثي"، وأن بلاده تدرس زيادة الضغط على إسرائيل بسبب ذلك.
وذكرت الصحيفة أن ألمانيا، رغم كونها من أبرز حلفاء إسرائيل وأكبر مزود له بالسلاح، بدأت بإعادة النظر في مواقفها، خاصة بعد أن قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن هناك "جوعاً في غزة" و"صوراً لا يمكن تزويرها".
-الحكومة الألمانية تناقش العقوبات-
وتابعت الصحيفة أن الحكومة الألمانية ناقشت لمدة تزيد عن ساعتين الوضع في غزة، ومع أن شولتز هنأ إسرائيل على إعلانها وقفاً لإطلاق النار لأغراض إنسانية، إلا أنه اعتبره "خطوة أولى مهمة"، مشدداً على الحاجة إلى مزيد من الخطوات.
ومضت الصحيفة قائلة إن شولتز، عند سؤاله عن إمكانية فرض عقوبات مثل تعليق اتفاقية الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، أجاب: "نحن نحتفظ بمثل هذه الخطوات على الطاولة"، مشيراً إلى أنه سيتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل اتخاذ أي قرار بهذا الشأن.
وأفادت الصحيفة أن وزير الخارجية الألماني سيتوجه إلى الشرق الأوسط يوم الخميس، وقد يرافقه نظيراه الفرنسي والبريطاني، وبعد هذه الجولة ستعيد الحكومة الألمانية تقييم الوضع مع نهاية الأسبوع.
- مساعدات محدودة ولكن عاجلة-
وأكملت الصحيفة أن شولتز أكد أن برلين ستفعل "كل ما في وسعها" لتخفيف المعاناة الإنسانية، وأوضح أن الطائرة الألمانية (التي ستنقل المساعدات إلى غزة) ستعمل بالتعاون مع الأردن، إلى جانب مساعدات من دول أوروبية أخرى، وقال: "ستكون هذه مساعدة محدودة لأهل غزة، لكنها مع ذلك مساهمة نحن حريصون على تقديمها".
كما نقلت الصحيفة عن شولتز رفضه لأي تهجير إضافي لسكان غزة، قائلاً إنه "يجب ألا يحدث المزيد من التهجير منها"، في موقف لافت من دولة لطالما دعمت الاحتلال عسكرياً وسياسياً.
-أزمة إنسانية غير مسبوقة-
وسلطت الصحيفة الضوء على التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية بغزة، بعد انهيار وقف إطلاق النار وعودة العدوان، مشيرة إلى أن إسرائيل أوقفت دخول المساعدات لأكثر من ثلاثة أشهر، ولم يُستأنف إلا بعد إقامة نقاط توزيع تديرها الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن الكميات التي دخلت حتى بعد الاستئناف كانت "أقل بكثير" من المعدلات السابقة، مضيفة أن "مئات الغزيين قُتلوا في مراكز التوزيع، إما بنيران الجيش الإسرائيلي أو بسبب الاكتظاظ"، وفقاً لتقارير محلية.
-عودة القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي-
وقالت الصحيفة إن هذه التطورات أعادت غزة إلى صدارة الاهتمام الدولي، في ظل الانتقادات الحادة ضد إسرائيل، وصور المجاعة التي تصدرت عناوين الصحف العالمية، خصوصاً صور الأطفال الذين يعانون من الجوع.
-الأمم المتحدة ومؤتمر حل الدولتين-
وتابعت يديعوت أحرونوت أن الأمم المتحدة افتتحت في نيويورك مؤتمراً لتعزيز حل الدولتين، بدعوة من فرنسا والسعودية، وبغياب إسرائيل والولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله إن "حل الدولتين أبعد من أي وقت مضى"، مشيراً إلى أن "تدمير غزة جرى أمام أعين العالم"، وإلى أن تهديد إسرائيل بضم الضفة الغربية هو أحد أبرز العقبات.
وأكدت الصحيفة أن المؤتمر يهدف إلى بلورة خطوات ملموسة ومحددة زمنياً من جميع الأطراف المعنية، لتنفيذ حل الدولتين.
-مواقف فلسطينية ودولية داعمة-
وأوردت الصحيفة أن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى رحّب بنيّة فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل، ودعا بقية الدول لاتخاذ خطوة مماثلة دون تأخير، وقال في كلمته بالمؤتمر: "طريق السلام يبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين والحفاظ عليها من الدمار".
كما نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الفرنسي تأكيده أن المؤتمر يجب أن يكون "نقطة تحول"، داعياً إلى الانتقال من وقف الحرب في غزة إلى إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
فيما وصف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المؤتمر بأنه "مرحلة تاريخية"، ليس فقط لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين، بل لتهيئة الأجواء الدولية لحل الدولتين.
ترامب: "إسرائيل تتحمل المسؤولية"-
واختتمت الصحيفة تقريرها بنقل تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي علّق على الوضع الإنساني في غزة خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قائلاً: "سيتعين على إسرائيل أن تهتم بوصول الطعام إلى الناس، إنها تتحمل المسؤولية".
كما أعلن ترامب عن إنشاء "مراكز طعام" في القطاع، وقال: "لقد جمعنا ببساطة تريليونات الدولارات، الكثير من المال، وسننفق بعض المال على بعض الطعام"، مشيراً إلى أن دولاً أخرى انضمت إلى هذه الجهود، وأن المراكز لن تكون محاطة بأسوار.