النجاح الإخباري - في ظل الحرب المستمرة التي يعيشها قطاع غزة والتي خلفت آثارًا كارثية على جميع جوانب الحياة، برزت قضية التعليم كإحدى أكبر التحديات التي تواجه الطلبة هناك. ومع استمرار الحصار وتدمير البنية التحتية، يأتي دور المؤسسات التعليمية الوطنية في توفير الأمل وإيجاد الحلول البديلة لاستمرار العملية التعليمية. جامعة النجاح الوطنية أخذت على عاتقها مسؤولية دعم التعليم العالي في غزة من خلال مبادرة تعليمية مميزة، وضعت التعليم في مقدمة الأولويات الوطنية، رغم كل الصعوبات.
وفي هذا السياق قال الدكتور سائد الخياط، مدير وحدة المنح والمشاريع في جامعة النجاح الوطنية ومنسق مبادرة دعم التعليم العالي في غزة، بأن الجامعة أطلقت مبادرة "التعليم الممانع" كرد فعل مباشر على الظروف الصعبة التي يعيشها طلاب القطاع نتيجة للحرب.
أكد د. الخياط في حديثه لبرنامج "النجاح جامعة وأكثر" والذي يبث عبر إذاعة صوت النجاح، أن هذه المبادرة تجسيد لالتزام الجامعة الوطني تجاه شعبها وطلابها، حيث قامت بتوفير الفرص التعليمية إلكترونيًا لآلاف الطلبة في غزة لضمان استمرارية تعليمهم، رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها في البنية التحتية والاتصال بالإنترنت.
أوضح د. سائد الخياط أن جامعة النجاح اتخذت على عاتقها مسؤولية وطنية تجاه طلبة غزة من خلال إطلاق مبادرة "التعليم الممانع"، التي تهدف إلى استضافة الطلبة الفلسطينيين الذين تضرروا من الحصار، حيث بلغ عدد الطلبة المستفيدين في المرحلة الأولى أكثر من 4000 طالب، والمرحلة الثانية استقطبت 3000 طالب إضافي.
وأشار الخياط إلى أن الجامعة تعمل بالتعاون مع وزارة التعليم العالي الفلسطينية، وبالشراكة مع جامعات محلية ودولية، من أجل توفير التعليم الافتراضي، وإيجاد حلول مبتكرة لمشكلات البنية التحتية عبر التقنيات الحديثة، مثل التدريب العملي باستخدام الواقع المعزز VR)) مما يسهم في استمرار المسيرة التعليمية رغم الظروف الصعبة.
وأشار إلى الجهود الكبيرة المبذولة على الصعيد الدولي لدعم الجامعات في غزة، موضحًا أن الجامعة استغلت علاقاتها الدولية، وخصوصًا من خلال دور نائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية الدكتورة خيرية رصاص، التي ترأس اتحاد الجامعات المتوسطة الذي يضم 164 جامعة من مختلف أنحاء العالم، بما فيها الجامعات الأوروبية: "فتحنا باب التطوع مع العديد من الأساتذة في تخصصات مختلفة، وكان هناك استجابة رائعة من الكادر الأكاديمي في جامعة النجاح، حيث تطوع ما بين 90 إلى 99 مدرسًا في كل فترة لإعطاء كورسات لطلاب الجامعات الغزية بدون أي مقابل."
كما أكد أن الدعم المقدّم استهدف مرحلتين، الأولى تمثل الاستجابة للتحديات الحالية التي فرضتها الحرب، والثانية تهدف للتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب. "حاليًا نعمل على إعادة بناء نظام تعليمي عالي ممانع، حتى لو كان بشكل افتراضي في ظل غياب البنية التحتية، وذلك من خلال تعاوننا مع الجامعات الكبرى في غزة، مثل جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية."
وأضاف: "بدأنا أيضًا بالتركيز على تقديم التدريب العملي في التخصصات الحرجة مثل الطب وطب الأسنان، خاصة في ظل الظروف الحالية. ولتجاوز تلك العقبات، نوفر تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والتدريب المعزز لطلاب هذه التخصصات."
وأوضح الخياط أن هذه المبادرة ليست مؤقتة، بل تمثل خطة طويلة الأمد لإعادة بناء الهيكلية التعليمية في غزة، مشيرًا إلى تواصل الجامعة مع عدة جهات دولية لتأمين تمويل ودعم هذه الجهود، بما في ذلك توزيع أجهزة تقنية وتمكين الطلاب من الوصول إلى الإنترنت عبر حلول مبتكرة مثل أنظمة الإعارة.
وعبّر د. الخياط عن تفاؤله بتكاتف الجهود الوطنية والدولية لضمان أن لا يفقد طالب غزة حقه في التعليم، مؤكدًا أن جامعة النجاح ستظل دائمًا في طليعة الجامعات الداعمة لطلبة غزة في مسيرتهم التعليمية.