غيداء نجار - النجاح الإخباري - تأخرت كثيرا عن كتابة رأيي بجامعتي التي احتضنتني لسنوات عدة، فعندما تناولت القلم والدفتر أتلفت العديد من الأوراق، وسرق الليل والسهر من عيوني لذة النوم ووهبني لذة الكتابة، الكل يكتب خواطره، منهم من يكتب غزلا أو فرحا أو حزنا أو حبا أو ألم فراق، أما أنا احترت ضمن أي عنوان أكتب.

تجربتي واسعة وكبيرة في الدراسة الجامعية، ورحلتي في قسم الصحافة المكتوبة والإلكترونية حملت في طياتها الكثير من المغامرات والتحديات والمسؤوليات والخبرات، وتعلمت فيها الكثير من المهارات، فصقلت شخصيتي ونهلت من بحر العلم اللامحدود، وكسبت المعرفة المطلوبة.

لم تكن حياتي في هذه الجامعة الرائعة مجرد محاضرات وكتب وأبحاث ودورات وورش عمل، فصديقاتي في الجامعة وزميلاتي كان لهن نصيبا من وقتي وقلبي، واستمرت الصداقة لما بعد تخرجنا، فنحن كنا نرى بعضا أكثر من رؤيتنا لبعض أفراد عائلتنا ... في الحقيقة كان لدي عائلتان: الأولى أسرتي الغالية المكونة من أمي وأبي وإخوتي الخمسة وأخواتي الستة، أما الثانية: قسم الصحافة المكتوبة والإلكترونية بمدرسيه وطلبته وزميلاتي وأيضا صديقاتي من خارج هذا القسم.

مما لا شك فيه أن جامعة النجاح الوطنية حقل رحب بثمار الخبرات، وتتيح لك المجال في تبادل الخبرات والمهارات، وتبني لدي تصورات واسعة وتفتح مدارك التفكير لديك، وبالفعل عندما تبدأ عامك الدراسي الأول ستأخذك مجموعة من التساؤلات والفروق، وستدرك أن غالبية ما يرتبط بالمرحلة الثانوية ليس موجودا في المرحلة الجامعية كحرية التعبير واللباس واختيار المساقات والمدرسين وأسلوب التدريس والبحوث، فهنا تبدأ حياة مليئة بالمسؤوليات وحياة تجعل منك قائدا ومؤثرا وفاعلا في أسرتك ومجتمعك.

تجربة نجاح سريعة

لم أكن أحلم في يوم من الأيام أنني سأتجول في شوارعها المنظمة وهدوئها، أو وأن أتنفس هوائها النقي والمنعش، فما أجمل ذلك الموج الذي يسرح بي، وتلك الطبيعة الخضراء الخلابة التي تسرق الأنظار منذ البرهة الأولى، منيرة في اغلب الأوقات، فشمسها لا تغيب سوى بضع ساعات، أما ليلها مضاء بأنوار الطبيعة والتكنولوجيا حيث الأنوار الملونة في شوارعها، فتتملك أزقتها أجواءُ الرومانسية ... إنها ألمانيا.

وصلت مع مجموعتي مدينة كولن في صباح 10\8\2014، فكانت عالما آخر، فهي تعتبر رابع أكبر مدن ألمانيا، وتقع على نهر الراين، وتحتفل سنويا بمهرجان الراين للتنكر الذي يقام في فبراير، تأتي تسمية مدينة كولونيا بهذا الاسم نسبة لماء كولونيا للحلاقة، وكان السبب الرئيس لهذه الزيارة أنني فزت في العام ذاته بجائزة الصحفي صديق الحكم المحلي/على مستوى طلبة الجامعات الفلسطينية، والتي نظمتها وزارة الحكم المحلي.

كان لهذه الزيارة أهمية بالغة في تطوير قدراتنا الإعلامية، فهي شجعتنا كثيراً لمواصلة العمل الإعلامي والصحفي بمختلف مستوياته، فالتعرف على عادات الشعب الألماني أضفى لروحي الكثير من الأمل بالاستمرار على النهج الذي أتبعه في حياتي، وتعرفي على المؤسسات الإعلامية وآليات عملها وضع في ذهني صورة الإعلام الصحيح الذي يجب أن يكون موجودا في بلادنا.

كان لأساتذتي فضل كبير في حصدي لهذه الجائزة وتحديد لأستاذ التحرير الصحفي الأستاذ أيمن المصري الذي تابع معي وأرشدني عندما أنجزت تحقيقي الذي قدمته للمنافسة على الجائزة، وكان نتائج هذه المشاركة زيارة إلى ألمانيا وأكبر مؤسساتها الإعلامية على مستواها الداخلي والعالمي مثل: راديو كولن الذي يعتبر أول راديو خاص، تلفزيون "wdr" الذي أسس عام 1955، "جينيرال أنتسايغر" الألمانية الواقعة والتي بلغ عدد موظفيها آنذاك 4500 موظف وموظفة، مؤسسة "دويتشه فيله"(Deutsche Welle)  وهي إذاعة صوت ألمانيا واختصارها DW أي الموجة الألمانية.

ماذا بعد؟!

تخرجت في جامعة النجاح الوطنية وبعد محاولاتي في بعض الجمعيات والمؤسسات عدت حيث نشأت علما وخبرة ومهارة، وبذات التخصص الذي درست فيه، فأنا أعمل الآن محررة في موقع النجاح الإخباري، الذي يتبع لمركز إعلام جامعة النجاح الوطنية، وأشعر بالفخر كلما أدخل أسوار الجامعة ... خرجت منها طالبة وعدت إليها موظفة.

من الجميل أن جامعة النجاح لا تنسى طلبتها المبدعين والمصرين على النجاح والتطور والتقديم، فهي تواظب على احتضان الكفاءات لذاتها، لأنها تؤمن بأن خريجيها لديهم القدرات والإمكانات التي تؤهل أن يعودوا إليها مرسلين لا متلقين.

وتلخيصا لما ذكرته فإنني وبالتحاقي في جامعة النجاح كسبت ثلاث: الأولى شهادتها المعترف بها في كل أروقة العالم والمهارات التي اكتسبتها والخبرة والمعرفة التي أضفتها لي، الثانية فتح المجال لي بالمشاركة في مسابقات على مستوى الوطن وجامعاته فربحت المنافسة والزيارة إلى ألمانيا، أما الثالثة الوظيفة التي حققتها لي الجامعة في المركز الإعلامي وتحديدا في موقع النجاح الإخباري.