النجاح الإخباري - في ثالث زيارة له إلى واشنطن خلال ستة أشهر، وصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو صباح اليوم إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في زيارة تمتد لأربعة أيام، يُتوقع أن يبحث خلالها ملفات سياسية وأمنية حساسة، في مقدمتها صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، والملف النووي الإيراني، إلى جانب توسيع اتفاقيات التطبيع الإقليمي المعروفة بـ"اتفاقيات أبراهام"، بحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.
لقاءات رفيعة وملفات معقدة
وأفادت الصحيفة بأن نتنياهو سيجري سلسلة لقاءات سياسية وأمنية رفيعة، أبرزها مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، إضافة إلى اجتماعات مع وزير الدفاع بيتر هغاست، ونائب الرئيس جي دي فانس، وعدد من قيادات الكونغرس والجالية اليهودية في واشنطن.
في مقدمة جدول أعمال الزيارة، تسعى تل أبيب وواشنطن إلى بلورة استراتيجية موحدة تجاه إيران، لا سيما في أعقاب ما يسمى بـ"عملية الأسد الصاعد"، مع التلميح إلى إمكانية تحرك عسكري مشترك إذا ما تجاوزت طهران "الخطوط الحمراء" التي تسعى إسرائيل إلى ترسيخها.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه من المقرر أن يجتمع نتنياهو وترامب على وجبة عشاء في البيت الأبيض الساعة 6:30 مساء بالتوقيت المحلي (1:30 صباحا بتوقيت إسرائيل).
ملف الأسرى: تفاوض غير مباشر في الدوحة
وفي موازاة الزيارة، يواصل الوفد الإسرائيلي المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس عبر الوسطاء القطريين والأميركيين في الدوحة، للتوصل إلى صيغة توافقية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت يديعوت أحرونوت أن الفجوات بين الجانبين ما تزال كبيرة، إذ طرحت حماس مطالب اعتبرتها إسرائيل "غير مقبولة"، أبرزها:
إزالة صندوق المساعدات الأميركي.
فتح معبر رفح بشكل دائم.
انسحاب واسع لقوات الاحتلال من القطاع.
والإفراج عن قائمة موسعة من الأسرى الفلسطينيين.
ترتيبات الإفراج وتفاصيل الصفقة
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل قدمت بالفعل للوسطاء قائمة بـ50 أسيرًا، تصفهم بـ"الإنسانيين والمرضى"، بعد مرور 639 يومًا على احتجازهم، لكنها لم تُسلّم بعد القائمة المحدّثة التي تشمل 10 أسرى أحياء و18 جثة مقررة في إطار الصفقة الحالية.
وأضافت أنه، في حال التوصل إلى اتفاق، قد يتم الإفراج عن نحو 1000 أسير فلسطيني، بينهم 100 من أصحاب الأحكام المؤبدة. كما قد تشمل مطالب حماس الإفراج عن شخصيات بارزة مثل مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وعبد الله البرغوثي.
تعثر أولي وتفاؤل حذر
مصادر مطلعة على جولة الدوحة أفادت بعدم حدوث اختراق ملموس حتى الآن، فيما أكد مكتب نتنياهو أن "المحادثات تتقدم بإيجابية" نافياً الأنباء التي تتحدث عن انهيار وشيك.
وفي تصريحات للصحفيين، قال نتنياهو إن "اللقاء مع ترامب قد يُسهم في دفع صفقة التبادل قدمًا"، مؤكدًا أن الوفد المفاوض "يعمل وفق الشروط التي اتفق عليها مسبقًا"، على حد قوله.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "فرصة التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع تبدو جيدة"، وإنه "قد يتيح تحرير عدد لا بأس به من الرهائن".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلا عن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في لقاء مع جالية يهودية بنيويورك، الأحد، إنه يأمل أن تنهي إسرائيل الحرب في غزة.
وقد أعرب مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وصفقة تبادل أسرى بين تل أبيب وحركة حماس، مؤكداً التزام ترامب بأمن إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حربًا مدمّرة على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف وإصابة نحو 135 ألفًا، كما أُجبر سكان القطاع كافة تقريبًا على النزوح، وسط دمار واسع النطاق وصفته جهات دولية بأنه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
