النجاح الإخباري - وسط أجواء روحانية وإيمانية، ودّعت مدينة نابلس اليوم الخميس حجاج بيت الله الحرام، في حفل رسمي أقيم في ساحة المدرسة الإسلامية للإناث في رفيديا برعاية معالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية الأستاذ الدكتور محمد مصطفى نجم، بتنظيم مشترك بين حركة فتح – إقليم نابلس ومديرية أوقاف نابلس.

وحضر الحفل شخصيات دينية ووطنية ورسمية بالإضافة إلى حجاج بيت الله الحرام من محافظة نابلس، حيث أُلقيت كلمات رسمية أكدت على أهمية هذه الفريضة، ورسالة فلسطين إلى العالم من خلال حجاجها، الذين يحملون دعاء الوطن وقضيته العادلة معهم إلى أطهر بقاع الأرض.

الحجاج سفراء فلسطين في أقدس الأماكن
وأكد محمد حمدان، أمين سر حركة فتح في نابلس أن الحجاج الفلسطينيين هم سفراء للقضية الفلسطينية في رحاب الحرمين الشريفين، مشيرًا إلى أن المشاركة الواسعة هذا العام تأتي في ظل ظروف سياسية صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني، ما يمنح هذه الرحلة أبعادًا وطنية وروحانية مضاعفة.

وقال حمدان في كلمته خلال الحفل: "هذه الجموع المباركة تمثل شعبًا يناضل من أجل حريته، وستحمل معها رسالة فلسطين إلى العالم، وتدعو من بيت الله الحرام لشعبها بالصبر والنصر والحرية."

جاهزية تامة 


من جانبه، أكد الشيخ ناصر السلمان، مدير عام أوقاف نابلس وعضو لجنة الإرشاد الديني، أن وزارة الأوقاف أنهت جميع الاستعدادات المتعلقة بموسم الحج لهذا العام، بما في ذلك برامج الإرشاد والتوعية، والإجراءات الإدارية والتنظيمية الخاصة بالسفر والإقامة.

وأشار السلمان إلى أن الحجاج خضعوا لدورات مكثفة لتمكينهم من أداء المناسك بشكل صحيح، كما تم التأكد من الجاهزية اللوجستية والطبية لضمان راحة الحجاج الفلسطينيين في تنقلهم وأدائهم للمناسك.

 خطة طوارئ وضمان للخدمات
وبحسب ما أعلنه وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الشيخ محمد مصطفى نجم، في وقت سابق فإن حصة فلسطين من الحجاج لموسم 1446هـ تبلغ أكثر من 6,000 حاج، بواقع 4,209 من المحافظات الشمالية (الضفة الغربية بما فيها القدس)، و2,508 من المحافظات الجنوبية (قطاع غزة).

وأوضح الوزير أنه تم وضع خطة طوارئ للتعامل مع أي طارئ يتعلق بالحجاج من غزة، بما في ذلك تحويل الحصة إلى الفلسطينيين المقيمين في مصر، البالغ عددهم نحو 120 ألف شخص، أو إلى أبناء غزة المتواجدين في الضفة الغربية، في حال تعذر خروج الحجاج من القطاع المحاصر.

دعوات وأمنيات 

وعبّر عدد من الحجاج عن امتنانهم لهذه اللحظة الروحانية وللرعاية التي حظوا بها، مؤكدين أنهم يحملون في قلوبهم دعاءً لا ينقطع لفلسطين، لشهدائها وأسراها، ولأهل غزة الصامدين تحت القصف والعدوان. مشاعرهم، كما وصفوها، امتزجت بين الفرح بأداء الركن الخامس، والحنين للوطن، والرجاء بأن يعودوا سالمين وقد قُبل حجهم.

وقالت الحاجة أم محمد بعين دامعة: "نذهب إلى مكة بقلوب مؤمنة، نحمل في دعائنا الوطن الجريح، وأبناءنا الأسرى، وأهلنا في غزة، بأن يرفع الله عنهم البلاء ويكتب لنا جميعًا الحرية والنصر."

دعواتهم ترتفع من أرض الحرم إلى السماء، محملة بأمنيات أن يعودوا بالسلامة، وقد حملوا معهم من مكة بركة المناسك وأمل الخلاص لشعب لا يغيب عن قلوبهم، ولا عن سجداتهم.