وكالات - النجاح الإخباري - عبر المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، عن قلقه حيال خطط إسرائيل لتولي توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وقال إن وزير الخارجية سيتوجه إلى إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل.
وقال ميرتس في تصريحات، بثها التلفزيون في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء: «لابد أن يكون واضحا أن الحكومة الإسرائيلية يتعين عليها أن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ولابد من توفير المساعدات الإنسانية في قطاع غزة».
وذكر «تابعنا التطورات التي شهدتها الأيام القليلة الماضية بقلق بالغ».
وأضاف ميرتس أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها لكن يتعين عليها أن تفي بالتزاماتها الإنسانية.
وتشعر برلين بمسؤولية خاصة تجاه إسرائيل بسبب إرث ألمانيا إزاء «المحرقة»، وعادة ما تنتهج أسلوبا متحفظا في انتقادها.
وأثار ميرتس انتقادات في فبراير/شباط بعد تصريحه بأنه دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لزيارة ألمانيا وبأنه سيتوصل لحل حتى يقوم بالزيارة دون اعتقاله بموجب مذكرة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وأعلنت إسرائيل، الاثنين، عن خططها بشأن المساعدات في إطار عملية موسعة تقول إنها قد تشمل السيطرة على قطاع غزة بأكمله.
انتقادات أممية ودولية
وانتقدت وكالات إغاثة خطط إسرائيل لتولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بالاستعانة بشركات خاصة لإيصال الغذاء إلى الأسر بعد أكثر من شهرين منع فيهما جيش الاحتلال الإسرائيلي تماما دخول الإمدادات إلى القطاع.
ولم تقدم إسرائيل الكثير من التفاصيل بشأن خططها التي أعلنت عنها يوم الاثنين في إطار عملية موسعة قالت إنها قد تشمل السيطرة على قطاع غزة بأكمله.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الحصار سيستمر في الوقت الحالي لحين إكمال إخلاء مناطق في شمال ووسط القطاع من السكان ونقلهم جنوبا حيث منطقة ستخصص لهذا الغرض قرب مدينة رفح في جنوب القطاع.
وأخلت إسرائيل بالفعل ما يقرب من ثلث مساحة القطاع لإنشاء «مناطق أمنية»، وتسببت خطة المساعدات وخطط نقل معظم السكان جنوبا في زيادة المخاوف من أن النية هي الاحتلال الكامل لقطاع غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الثلاثاء، إن الخطة الإسرائيلية للمساعدات تتناقض مع المطلوب، وشككت وكالات إغاثة أخرى أيضا في الخطة التي لم يطلعوا عليها إلا شفهيا وفقا لما ذكره اثنان من مسؤولي الإغاثة.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيجلاند، على منصة إكس: «من الخطأ تماما أن يتولى طرف في الصراع، وهو في هذه الحالة إسرائيل، المسؤولية عن مساعدات ضرورية لإنقاذ أرواح المدنيين».
وتابع «الخطة الإسرائيلية الجديدة للمساعدات غير كافية بالمرة للوفاء بالاحتياجات في غزة وتمثل انتهاكا صارخا لجميع المبادئ الإنسانية».
عملية صعبة
ويتهم مسؤولون بوكالات الإغاثة إسرائيل بالتجاهل المتعمد للطبيعة الشائكة لعملية توزيع المساعدات في قطاع غزة المدمر بسبب الحرب المستمرة منذ 19 شهرا.
ودمرت العملية العسكرية الإسرائيلية مساحات واسعة من القطاع وبنيته التحتية وأدت إلى نزوح جميع سكانه تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
ويقول المسؤولون إن المقترح يشبه خططا إسرائيلية سابقة لإنشاء «مناطق إنسانية» أو «جزر للمدنيين» تم رفضها في وقت سابق من الحرب.
وتتهم إسرائيل منظمات منها الأمم المتحدة بالسماح بوصول كميات كبيرة من المساعدات إلى حماس التي تتهمها بالاستيلاء على الإمدادات المخصصة للمدنيين واستخدامها لصالحها.
وتؤكد وكالات الإغاثة أن الخطة تعني تجريد عملية إيصال المساعدات من الحماية اللازمة وإجبار المدنيين على النزوح من شمال غزة إلى جنوبها، مما يسهم في تهيئة ظروف قد تجبرهم على النزوح إلى خارج القطاع بصورة دائمة.