النجاح الإخباري - تعيش مدينة نابلس ومخيم بلاطة تحديدًا، تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق، مع تزايد عمليات الاقتحام وتكثيف الحصار العسكري، في مشهد بات ينذر بأزمة إنسانية وأمنية واقتصادية في شمال الضفة الغربية.

وقال محافظ نابلس، غسان دغلس، في حديث لـ"النجاح"، إن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة يوم أمس خمس مرات متتالية، في حملة وصفها بأنها "الأعنف منذ سنوات"، مشيرًا إلى إحراق ثلاثة منازل، وهدم منزلين، وإصابة أحد المواطنين، واعتقال آخر. وأضاف أن اقتحام مخيم بلاطة تحديدًا لم يسبق له مثيل، حيث زجت قوات الاحتلال بمئات الجنود داخل أزقة المخيم، ونفذت عمليات تفتيش واستفزاز واسعة ضد المواطنين.

تشديد الحصار

وأشار دغلس إلى أن "الاحتلال يتعمّد تشديد الحصار على المدينة، لا سيما مع اقتراب الأعياد اليهودية، حيث تُسجل تشديدات كبيرة على الحواجز المحيطة، خاصة حاجزي دير شرف و17"، مؤكدًا أن هذه السياسة انعكست بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي في المدينة.

وأوضح أن عدد الزوار اليومي لمدينة نابلس قبل 7 أكتوبر كان يتراوح ما بين 120 إلى 125 ألفًا، بينما انخفض بعد ذلك إلى أقل من ألف زائر يوميًا، وهو ما تسبب في تراجع حاد في الحركة التجارية، مشيرًا إلى انخفاض مبيعات البنزين من نحو مليوني شيكل يوميًا إلى أقل من 800 ألف شيكل.

وفي السياق المالي، قال دغلس إن وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، لا يزال يحتجز أموال المقاصة، مما يعمّق الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية. وأضاف: "علينا مسؤولية وطنية تجاه المخيمات، ويجب أن نواجه هذه المرحلة بالوحدة الوطنية... لا مجال للهجرة مرة أخرى كما حصل عام 1948".

مستوى خطير من العدوان

من جهته، قال عماد زكي، مدير لجنة خدمات مخيم بلاطة، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على المخيم بلغت مستويات خطيرة، حيث تنتشر القوات بشكل كثيف خاصة في شارع السوق وشارع المدارس، وتقوم بعمليات تفتيش من منزل إلى آخر. وأضاف أن بعض العائلات خرجت من المخيم خوفًا، فيما أجبر الاحتلال عائلات أخرى على المغادرة.

وأشار زكي إلى أن "الوضع الإنساني صعب جدًا، وهناك حاجة ماسة لتنظيم علاج المرضى، خاصة مرضى الكلى، في ظل الحصار". وحذر من أن نجاح الاحتلال في تفريغ مخيم بلاطة من سكانه كما حدث في مخيمي جنين وطولكرم، قد يتسبب بأزمة اجتماعية واقتصادية كبيرة في المدينة.

وأوضح أن "عدد المغادرين من المخيم لا يزال محدودًا"، لكنه أشار إلى غياب الدعم من المؤسسات الدولية، بما فيها وكالة الغوث، التي لم تُبدِ استعدادًا لاستقبال المهجّرين، داعيًا إلى الثبات ورفض مغادرة المنازل، ومؤكدًا أن "الخطة الإسرائيلية تسعى للتهجير القسري".

في ظل هذا التصعيد، أعلنت محافظة نابلس أنها ستبدأ بترميم المنازل التي أُحرقت، وتوفير مساكن مؤقتة للعائلات التي فقدت بيوتها، ضمن جهود محلية للتخفيف من آثار العدوان.

 وفي ظل هذه الأوضاع، تتعالى الأصوات المطالِبة بخطة وطنية شاملة تجمع الفصائل والحكومة والمجتمع، من أجل حماية المخيمات، وتفويت فرصة التهجير القسري، الذي تحاول حكومة اليمين الإسرائيلي فرضه على الأرض.