النجاح الإخباري - تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إقناع إسرائيل بـ"تقليص" ردها المرتقب على هجوم إيران الصاروخي، على أمل منع تفاقم صراع إقليمي تتسع رقعته في منطقة الشرق الأوسط على نحو لا يمكن السيطرة عليه، رغم مخاوف غربية من أن تأثير واشنطن ربما يكون "محدوداً".

وأوضحت واشنطن أنها تدعم حق إسرائيل في الرد عسكرياً على الهجوم الصاروخي، الذي شنته طهران، الثلاثاء، وتجري مكالمات متكررة مع مسؤولين إسرائيليين أثناء تخطيطهم لخطوتهم التالية، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وبحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع قادة مجموعة السبع الآخرين خلال اتصال هاتفي، الأربعاء، تنسيق عقوبات على طهران بسبب الهجوم، وتقديم المشورة لإسرائيل بشأن ردها.

وقال بايدن للصحافيين بعد الاتصال، إنه لا يؤيد شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية، مشدداً على أهمية أن يكون رد إسرائيل "متناسباً" مع هجوم طهران.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان سيؤيد هجوماً إسرائيلياً على المواقع النووية الإيرانية، أجاب بايدن: "لا، وسنناقش مع الإسرائيليين ما الذي سيفعلونه، لكننا جميعاً (دول مجموعة السبع) متفقون على حقهم في الرد، لكن يجب أن يكون هذا الرد متناسباً".

وأكد الرئيس الأميركي، أن واشنطن ستفرض المزيد من العقوبات على طهران، مشيراً إلى أنه سيتحدث "قريباً" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما كان آخر اتصال هاتفي بينهما في 21 أغسطس الماضي. لكن مسؤولين أميركيين يعترفون بأن تأثيرهم على إسرائيل، ربما يكون "محدوداً".

في غضون ذلك، تدرس إسرائيل عدة خيارات للرد على إيران، بما في ذلك الهجمات على منصات إطلاق صواريخ أو البنية التحتية النفطية.

ونقلت "فاينانشيال تايمز"، عن أشخاص وصفتهم بأنهم "مطلعون على الأمر"، قولهم إن الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين يحضون إسرائيل بدلاً من ذلك على التركيز على أهداف عسكرية.

وقال نائب وزير الخارجية الأميركي، كيرت كامبل، الأربعاء، إن واشنطن تدرك أن "رداً من نوع ما سيكون مهماً"، ويجب أن تكون هناك "رسالة رد" إلى إيران.

لكنّه أضاف خلال اجتماع عبر الإنترنت نظمته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي للأبحاث ومقرها واشنطن: "في الواقع، المنطقة تقف على شفا الهاوية، و(توجد) مخاوف حقيقية بشأن تصعيد أوسع نطاقاً، أو تصعيد مستمر.. الأمر الذي من شأنه أن يهدد ليس فقط إسرائيل، بل ومصالحنا الاستراتيجية أيضاً".

مع ذلك، يعترف مسؤولون غربيون بأن إسرائيل أصبحت أكثر "ثقة في نفسها، واكتسبت وجرأة" بعد نجاحها الأخير في اغتيال الكثير من قادة جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران، بما في ذلك الأمين العام للجماعة حسن نصر الله.