نابلس - النجاح الإخباري - شهدت الأسواق المالية والتجارية في الآونة الأخيرة تحولات ملحوظة في سلوك المستثمرين والمستهلكين، حيث تزايد الاهتمام بالذهب كملاذ آمن بدلاً من النقد والعملات المحلية، في ظل سوء الأحوال الاقتصادية،  بسبب الحرب على غزة وفي أوكرانيا،  حيث كان من المتوقع أن يلجأ الناس إلى بيع الذهب لتحسين وضعهم المالي. ولكن ما اكتُشف هو العكس، وأصبح الناس يحتفظون بالذهب كاستثمار بدلاً من العملات النقدية.

في هذا الإطار تحدث د.شادي حمد الخبير المالي والاقتصادي في مدينة نابلس، وأوضح أن الذهب والدولار يُعتبران ملاذات آمنة على المستوى العالمي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة. وأكد أن الفرص الاستثمارية المحدودة تدفع المستثمرين للبحث عن بدائل أقل مخاطرة، مثل الذهب. وأشار إلى أن هناك فهماً خاطئاً لدى البعض بشأن تحقيق أرباح من الذهب، حيث أن دوره الأساسي هو الحفاظ على القيمة النقدية أكثر من تحقيق الأرباح.

وأضاف حمد أن قيمة الذهب تعتمد على نوعه، سواء كان ذهباً مصنعاً، ليرة ذهب، أو أونصة. وأكد أن القيمة الأساسية للذهب تحافظ على قيمتها النقدية بمرور الوقت. واستشهد بمثال تاريخي على ذلك، حيث كان سعر أونصة الذهب قبل ثلاثين عاماً حوالي 350 دولاراً، بينما وصل اليوم إلى 2482 دولاراً، وهذا الارتفاع يعكس تزايد الثقة في الذهب كملاذ آمن، خاصة بعد أن ارتفعت قيمته بنسبة 23% خلال هذا العام فقط.

الأزمات وتأثيرها على سعر الذهب

وأشار حمد إلى أن الأحداث الجارية في غزة وأوكرانيا لا تؤثر بشكل مباشر على سعر الذهب. بل يرتبط ذلك بشكل أساسي بسندات الخزانة الأمريكية وأسعار الفائدة عليها. فكلما انخفضت أسعار الفائدة على السندات، زاد الإقبال على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، مما يؤدي إلى ارتفاع سعره.

وتطرق حمد للحديث عن شراء الصين كميات كبيرة من الذهب كبديل للدولار الأمريكي. وأوضح أن التوترات العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا، تدفع المستثمرين والدول الكبرى للبحث عن بدائل أكثر أمانًا، مثل اليورو أو الجنيه الإسترليني، أو الذهب.

وفيما يتعلق بتوقعات تجار الذهب في نابلس فإنها تشير إلى إمكانية ارتفاع سعر الذهب بناءً على خبرتهم، رغم عدم قدرتهم على التنبؤ الدقيق بما سيحدث.

وذكر حمد أن التضخم الذي وصل إلى 10% في الولايات المتحدة أثر على أسعار الفائدة. فحينما انخفض التضخم إلى حوالي 2%، انخفضت الفائدة على السندات، مما دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

وختم الخبير المالي شادي حمد حديثه بالتأكيد على أن التوجه نحو الذهب يعكس استجابة طبيعية للأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث أن الاستثمار فيه يعتبر خيارًا للحفاظ على القيمة في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.