النجاح الإخباري - كان مصعب عواد، الطالب الفلسطيني في السنة النهائية بجامعة القدس، يعتقد أن الإفراج عنه بعد احتجازه لمدة سبعة أشهر في أحد سجون إسرائيل هو نهاية لمعاناته. ولكن، مع إطلاق سراحه، بدأ فصل آخر من المعاناة أشد قسوة، حيث اكتشف إصابته بالسرطان وتأخر حالته نتيجة للإهمال الطبي في السجن.
يروي عواد: "بدأت المعاناة داخل التحقيق على ثلاث مرات. السجان برفقة الأطباء أعطوني ثلاث حبات من الدواء على أيام متفرقة رغماً عن إرادتي. بعد ذلك، بدأت رحلة ألم طويلة حيث توقفوا عن منحي أي أدوية باستثناء حبة مسكن (بنادول) بين الحين والآخر".
بعد خروجه من السجن، بحث عواد عن العلاج، ليكتشف بعد سلسلة من الفحوصات إصابته بورم خبيث في قدمه. نتيجة لسوء أحوال المستشفيات الفلسطينية، تم تحويله للعلاج بمستشفى في مناطق عرب 48، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح له بدخولها لمدة ستة أشهر، مما أدى إلى تدهور حالته.
يشرح عواد: "خلال الأشهر الستة، تضاعف حجم الورم من أربعة سنتيمترات إلى 12 سنتيمتراً، مما جعل من الصعب السيطرة عليه طبياً. نصف الورم كان قد تغلغل داخل العظم، مما زاد من صعوبة الحفاظ على صحة القدم".
تستمر المعاناة مع تحويل عواد للعلاج في الأردن. وبينما كان ينهي إجراءات السفر برفقة والده، رفضت السلطات السماح له باصطحابه، وأجبرته على السفر بمفرده. يقول عواد: "عولجت في مركز الحسين للسرطان، وكان الحل الوحيد هو بتر القدم من أسفل الركبة لتجنب خطر أكبر".
قضى الشاب الفلسطيني في الأردن عاماً ونصف العام لاستكمال تعافيه، متلقياً جرعات من العلاج الكيماوي. القصة المأساوية لعواد تسلط الضوء على ظروف الاحتجاز القاسية والإهمال الطبي المتعمد في السجون الإسرائيلية.
تقارير صحفية أفادت بأن 36 محتجزاً توفوا في السجون الإسرائيلية منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وفيما تبرر السلطات الإسرائيلية بعض هذه الوفيات بالأمراض أو الجروح الناتجة عن الحرب، تؤكد منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان-إسرائيل" أن بعض الوفيات كانت نتيجة للإهمال الطبي.
قصة مصعب عواد ليست مجرد حادثة فردية، بل تمثل جزءاً من واقع أليم يعانيه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، حيث يستمر التضييق والإهمال الطبي في التأثير على حياتهم ومستقبلهم.
المصدر: النجاح الإخباري + وكال أنباء العالم العربي