النجاح الإخباري - أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاثنين، أنه حصل على الضوء الأخضر من وزراء الاتحاد لإعادة تفعيل بعثة الحدود مع رفح في قطاع غزة، وأضاف بوريل "أن بعثة الحدود ستحتاج دعم مصر والفلسطينيين وإسرائيل"

يأتي هذا التصريح في وقت يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على معبر رفح منذ 3 أسابيع، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين، حيث يعتبر النقطة الرئيسية لإدخال المساعدات من مصر، كما ويحرم مئات الجرحى والمرضى من السفر للخارج لتلقي العلاج في ظل إنهيار المنظومة الطبية في غزة بفعل الحرب المتواصلة منذ 8 أشهر.

وحول ما هية بعثة الحدود مع رفح التي أشار إليها بوريل، فإنها تشكلت عام 2005 عقب انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، حيث وقعت السلطة الفلسطينية الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، وعرفت هذه الاتفاقية باسم "الاتفاق بشأن الحركة والوصول" أو "يوبام".

تنص الاتفاقية على آلية لتشغيل المعبر، على أن يكون الاتحاد الأوروبي ممثلاً في بعثة حدودية، كطرف ثالث إلى جانب مصر والسلطة الفلسطينية، ويشرف على تطبيق القواعد والالتزام بها، وبالآليات المعمول بها
لكن هذا الاتفاق لم تُر نتائجه بشكل واضح، فبعد الانقسام الفلسطيني عام 2007، توقف العمل بهذه الإتفاقية بشكلٍ كامل، على إثر سيطرة حركة حماس على القطاع.

فيما يرى البعض أن إمكانية تنفيذ ذلك وإعادة عمل بعثة الحدود يشوبه العديد من المعيقات، أبرزها موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27، وهذا أمر لربما لن يتحقق، كما يحتاج الأمر إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة في الوقت الذي تتعثر فيه كل الجهود الرامية للتوصل إلى إتفاق يُفضي بوقف الحرب الدامية في غزة، وفوق كل ذلك تواصل إسرائيل ارتكاب أبشع المجازر بحق المدنيين يوماً تلو الآخر، مع تجاهلها الكامل لكل القرارات الأممية والدولية المطالبة بإنهاء الحرب الشرسة على غزة.

الباحث السياسي والمتخصص في العلاقات الدولية من القاهرة إيهاب نافع يقول لـ"النجاح" في هذا الإطار،
"مصر تصر على أن لا يتم التعامل  مع معبر رفح إلا مع السلطة الفلسطينية أو مع طرف فلسطيني من الجانب الآخر وفقا للاتفاقيات المحددة".

ويشير نافع إلى وجود إشكالية حقيقية في إمكانية تشغيل معبر رفح في ظل وجود الطرف الإسرائيلي على الجانب الآخر من معبر رفح، وبالتالي البعض طرح فكرة أنه ما المانع من أن يعود الطرف الأوروبي طرفا وسيطا ثالثا يكون موجود عبر عناصر من الاتحاد الأوروبي تكون موجودة".

وتابع: "قوات من الاتحاد الأوروبي هي قوات وسيطة تعمل على تشغيل معبر رفح كطرف وسيط ما بين الطرفين المصري والاحتلال الإسرائيلي، تفعيلا لإيجاد سبل حقيقية يمكن من خلالها إدخال المساعدات الموجودة بالفعل في منطقة رفح المصرية، وبالتالي ما أعلن عنه بوريل اليوم يعبر عن موقف يٌقدر منذ بداية الأزمة".

ويمضي نافع قائلاً "مقترح الاتحاد الأوروبي أعتقد أنه لن يجد ممانعة من الجانب المصري طالما أنه سيجد وسيطاً ثالثا وهو عودة عن ذي بدء، بما يعيد تشغيل معبر رفح، ووجود الوسيط الأوروبي هو الحل الوسط حتى يمكن إيجاد حل حقيقي لدخول المساعدات"

فيما أشار مسؤولون إسرائيليون لوكالة رويترز في هذا السياق بأن إسرائيل لم تضع  بعد خطة موحدة ‘لليوم التالي‘ (للحرب) في غزة، وبالتالي لا يوجد موقف رسمي بشأن هذه المبادرة.

فيما لفتوا في ذات الوقت إلى مقترح وزير الحرب يؤاف غالانت والذي قدمه في الرابع من يناير حول قوة متعددة الجنسيات ستكون واحدة من أربعة محاور لإدارة غزة بمجرد هزيمة حماس، ومن المحتمل أن تتوافق بعثة الاتحاد الأوروبي في رفح مع هذه (المحاور)”.

هآرتس: شركة أمنية أميركية خاصة ستتولى إدارة معبر رفح
وجرى تداول العديد من التصريحات حول من سيحكم معبر رفح بعد نهاية الحرب على غزة، وكانت قد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في وقت سابق، عن وجود تفاهمات بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة تقضي بتولي شركة أمنية أميركية خاصة إدارة معبر رفح.

وذكرت الصحيفة حينها أن الدول الثلاث اتفقت على هذا الأمر، لكن لم يتضح بعد أي شركة ستتولى إدارة المعبر، فيما قال مجلس الأمن القومي الأمريكي أنه لا يعلم أي شيء حول هذه المسألة.

فيما رفضت القاهرة مقترحا إسرائيليا للتنسيق بين الجانبين لإعادة فتح معبر رفح الحدودي بين شبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة، وإدارة عملياته المستقبلية، وذلك عقب احتلال الجيش الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر في إطار حربه على غزة.

ألمانيا: ندعم إعادة نشر بعثة أوروبية في معبر رفح
فيما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن بلادها تدعم فكرة نشر بعثة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح الحدودي بقطاع غزة

جاء ذلك في تصريحات صحفية، الاثنين، قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
الوزيرة الألمانية أكدت على ضرورة التفكير حول كيفية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة "التي ازدادت الأوضاع فيها سوءا.

وأضافت أن ألمانيا لا ترحّب فقط بفكرة نشر بعثة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح الحدودي، بل تدعم هذه الفكرة أيضاً، فيما قال ألكسندر شالنبرج وزير خارجية النمسا  إن إحياء بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية على معبر رفح سيستغرق بعض الوقت.

ومن الجدير ذكره، أن إسرائيل شنت هجوماً برياً مباغتاً على رفح في 6 من مايو الجاري أعقبه السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، فيما أشارت هيئة المعابر في غزة إلى توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى القطاع.

وفي تطور لافت، أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، اليوم الاثنين، أن الجيش المصري يجري تحقيقا «بواسطة الجهات المختصة، حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح والذي أدى إلى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين، عقب تبادل لإطلاق النار بين جنود إسرائيليين ومصريين قرب معبر رفح الحدودي مع غزة، فيما أثارت هذه الحادثة تساؤلات عديدة حول تداعياتها حيث تأتي في ذروة التوتر مع مصر، وقد يكون لها عواقب سياسية مهمة.