نابلس - النجاح الإخباري - قالت المتحدثة باسم منظمة أوكسفام العالمية د.هديل قزاز، للنجاح: إن المطلب الأساسي لتمكين مؤسسات العمل الإنساني من ممارسة مهامها في ايصال المساعدات، هو وقف إطلاق النار، والسماح بالدخول المنتظم للمساعدات وضمان حمايتها".

جاء ذلك خلال لقاء خاص للنجاح، أكدت فيه قزاز أن الظروف الصعبة في قطاع غزة في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، تعرقل الجهود الرامية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية من قبل مؤسسات العمل الإنساني، عدا عن القتل والتهجير والتخويف والنزوح المستمر.

وأكدت قزاز، أن مؤسسة أوكسفام كغيرها من المؤسسات الإنسانية التي تعمل على إغاثة المحتاجين في القطاع وتعاني كما يعاني الناس، حيث أن موظفيها هم فلسطينيون، يعانون كما يعاني المواطنين هناك، من القصف والتهجير والتجويع ونقص المياه.

وأضافت أن موظفي أوكسفام في غزة حاولوا توفير ما يمكن توفيره من المساعدات الإنسانية خاصة ما يتعلق بإيصال مياه الشرب النظيفة وإمكانيات الصرف الصحي.

وأشارت إلى أن المؤسسة نجحت بإنشاء 6 محطات تنقية مياه، تخدم التجمعات المحلية في رفح، واثنتان في دير البلح، مشيرة إلى أن الاحتلال استهدف محطات التنقية في القطاع التي تم إنشاؤها قبل الحرب لأن 90 % من مياه غزة كانت غير صالحة للاستهلاك، وهنا عدنا إلى نقطة الصفر إلى المياه غير النظيفة، وهذا ما تسعى المؤسسة توفيره للمواطنين " المياه النظيفة".

وتابعت حديثها، أن أوامر النزوح المتواصل تدمر هذه الجهود مع قلتها، جهود المساعدات الإنسانية من طرود غذائية أو مياه شرب نظيفة، حيث تضيع هذه الجهود مع النزوح المتواصل ففي كل مرة يتم حصر الناس وقوائم التوزيع، ينزح آخرون.

 254 “موظفا عاملا في المؤسسات الإنسانية استشهدوا"

"ظروف شبه مستحيلة لممارسة العمل الإنساني في القطاع"

وتابعت حديها، أنهم لم يتمكنوا لفترة شهور من إيصال المساعدات لمناطق الشمال بسبب الحصار، وبعد ذلك تمكنوا من إيصال بعض هذه المساعدات التي لم تكن تفي حاجة المواطنين هناك، فما يتناوله الشخص الواحد في غزة لا يتجاوز 12% من احتياجات الإنسان اليومية  ما يعادل علبة فول أو فاصوليا.

مؤكدة أن العديد من زملائها فقدوا وزنهم، فيما رأت نساء وحوامل أيضا فقدن أوزانهن، عدا عن المرضعات اللواتي أصبحن غير قادرات على إرضاع الأطفال حديثي الولادة وهو ما هدد حياتهم.

وتابعت أن الوضع في شمال قطاع غزة مازال غاية في الصعوبة حتى اللحظة، كما أن شح السيولة النقدية وارتفاع الأسعار للمواد الغذائية، يحول دون حصول المواطنين على حاجاتهم، وقد يمتد الوضع الكارثي لوسط القطاع وجنوبه مع استمرار إغلاق المعابر الرئيسية مثل كرم أبو سالم ورفح وإيرز وناحل عوز، فهنا خطر التجويع يخيم على غزة بالكامل.

وحول اختفاء ظاهرة إنزال المساعدات جوا، قالت قزاز إن هذه الطريقة أثبتت فشلها في إنقاذ القطاع من المجاعة، عدا عن حوادث غرق المواطنين للحصول عليها ونزولها في أمكان غير مناسبة، كما أن كميات المساعدات التي يتم انزالها غير كافية ولا تعادل كل "طلعة جوية" 3 شاحنات أغذية، كما أن تكلفتها مرتفعة وكمياتها قليلة.

وأكدت قزاز أن الإنزال الجوي للمساعدات لم يكن حلا منطقيا ولا طريقة مستدامة لإنقاذ أهل غزة من التجويع، من الضروري وقف الحرب وفتح المعابر والسماح للمساعدات الإنسانية أن تدخل ويتم حمايتها، كما أن هناك احتياجات أخرى يجب أن تدخل للأسواق ليس فقط الغذاء والدواء.

ما نشهده في غزة من ظروف صعبة لم نشهده في أي من المناطق التي كان لنا تدخلات فيها وقت الحروب والنزاعات كاليمن وسوريا والعراق وغيرها، لم يسبق لنا أن تعاملنا في ظروف صعبة وقاسية كما هو الحال في غزة .

وأخيرا ختمت قولها بأنه لا يوجد مكان آمن في غزة، طائرات الاحتلال باستمرار متواجدة للرصد والمتابعة للمواطنين، الناس يعيشون حالات صعبة على كافة المستويات نفسيا جسديا صحيا، تشتت العائلات وتفكك المجتمع.