نابلس - النجاح الإخباري - تتوالى التحليلات والقراءات السياسية لآخر المستجدات في المفاوضات بين حركة حماس ودولة الاحتلال، للتوصل إلى اتفاق، والتي يتوسطها مصر وقطر بتوجهات أمريكية.

وحول ذلك وضح المحلل السياسي أ.سليمان بشارات خلال حديثه ل"النجاح الإخباري"، أنه حتى الآن لا توجد معطيات فعلية على الأرض بخصوص التقدم في المفاوضات، وأن كل ما يتداول هو تسريبات غير مؤكدة. ورغم ذلك، يظهر أن هناك جهودًا جادة هذه المرة، وقد تكون أكثر جدية وحزمًا، وأضاف فيما يتعلق بالمحادثات الجارية، يبدو أن هناك توافقًا على غالبية النقاط، مع بعض العقبات البسيطة التي لم تزل قائمة.

وفيما يتعلق بالتطورات الداخلية في الولايات المتحدة، يرى بشارات أن إدارة بايدن مجبرة على تهدئة الأوضاع في منطقة غزة، نظرًا لتأثير ذلك على الشأن الداخلي والخارجي الأمريكي، وأن السياق الأمريكي الحالي قد يؤثر على مسار المفاوضات، حيث تواجه الولايات المتحدة تحديات داخلية قد تؤثر على سياستها الخارجية.

وذكر بشارات أن بعض وسائل الإعلام العبرية ذكرت استعداد دولة الاحتلال لمناقشة انسحاب جزئي من قطاع غزة، مما يشير إلى تغيير في المواقف الإسرائيلية الرسمية، كما وتشير تصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين إلى جدل داخلي حول جدوى الذهاب إلى عملية عسكرية في رفح.

في الختام، يشير سليمان بشارات إلى أن التوصل إلى صفقة محتملة يعتمد على تعقيدات سياسية داخلية وخارجية، ويستند ذلك إلى طبيعة العلاقات الإقليمية والدولية، مع التأكيد على ضرورة الحذر في توصيف أي تطورات حتى يتم التأكد منها بشكل رسمي.

كما قدم  المحلل السياسي د.أيمن يوسف تقييماً للوضع الراهن في الشرق الأوسط خلال حديث خاص لل"النجاح الإخباري"، حيث أثار النقاش حول الورقة المقدمة لحركة حماس، وأعرب عن تحفظه بشأن التصور الإيجابي لهذه الورقة، مؤكداً على أن الحديث المستمر حولها يبدو وكأنه جزء من استراتيجية أمريكية متنازمة.

وأشار يوسف إلى أن الإيجابيات المذكورة في الورقة، مثل إطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين وعودة المساعدات الإنسانية، قد تكون جوانب تكتيكية ولكنها لا تخدم بشكل كبير أهداف المقاومة الفلسطينية، وقد حذر من تهديدات نتنياهو بشأن احتمالية الاجتياح العسكري لرفح، مشيراً إلى أن هذا النهج يعكس استراتيجية تطالب بتمديد مدة الصراع.

وتطرق يوسف إلى الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية وتأثيرها على السياسة الداخلية للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن التصريحات الأخيرة للرئيس بايدن تعكس وجود أزمة داخلية تواجه إدارته.، وختم بالتحذير من التداعيات المحتملة لتصاعد الصراع، خاصة في ظل خلافات بين نتنياهو وقادة الأمن الإسرائيليين.

وقال يوسف إن التوترات في دولة الاحتلال بين المستوى السياسي الممثل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمستويات الأمنية والعسكرية إلى خلافات واضحة. تتعلق هذه الخلافات بملفات عدة، ومن بينها تعيين بعض الضباط في جيش الاحتلال، يُشار إلى أن رئيس هيئة الأركان يبدي رغبته في تعيين عدد من الضباط في مواقع مختلفة، وتتطلب هذه التعيينات موافقة سياسية. لكن نتنياهو يعارض العديد من هذه التعيينات، مما يُظهر توجهه لإدخال بعض العناصر اليمينية المتطرفة إلى الجيش.

وذكر يوسف أن هناك تقارير أمريكية تشير إلى أن الصراع في غزة يُعد نقطة توتر في منطقة الشرق الأوسط، وتثير تساؤلات حول تطور الأوضاع في المنطقة. وقد أدى تصرف الولايات المتحدة خلال هذه الأزمة إلى تدهور سمعتها السياسية عالميًا، مع انتقادها لدعمها اللا محدود لإسرائيل وتصاعد الانتقادات لمواقفها في الجمعيات الدولية ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية.

وختم ايمن يوسف حديثه بأن الولايات المتحدة تواجه تحديات جديدة في المنطقة، بما في ذلك التوتر مع إيران والتوترات المحتملة مع حلفائها التقليديين في الخليج ومصر وتركيا، يظهر هذا التوتر الجديد أهمية إعادة النظر في العلاقات الأمريكية في المنطقة وتحديد مسارات جديدة للتعامل مع التحديات الراهنة والمستقبلية.