غيداء نجار - النجاح الإخباري - منذ أن نشأت الشبكة العنكبوتية والعولمة الإلكترونية، أصبح العالم يوصف بالقرية الصغيرة، فما بالك إن كانت فلسطين ضمن هذه القرية!! فالنُظم الإلكترونية الجديدة بدأت توفر على الشخص الكثير من الجهد والتعب، فلم يعد هنالك داعٍ للمشي على الأقدام والمزاحمة في أزمة السوق ولا حتى بحاجة إلى مواصلات، فكبسة زر تجلب لك ما تريد، وكأن التسوق الإلكتروني صار مثل فانوس علاء الدين "شبيك لبيك طلبك بين اديك".
وتقول العاملة في مجال التسوق ملاك أبو ذراع: "إن أهمية التسوق الإلكتروني تكمن في شراء بضاعة بسعر أقل من الأسواق، والتنوع في المنتجات والموديلات، بالإضافة لمواكبة كل جديد دون الحاجة لإنتظار توفره بالأسواق المحلية".
وتضيف "الأجمل من ذلك، شراء كل ما تحتاجه أثناء جلوسك بالمنزل دون أي جهد يذكر وبالحصول عى أفضل صفقة دون عناء، والإستفادة من الخصومات الموسمية، كما أن التسوق عبر الانترنت عمل على تقريب المسافات بين الدول، فأصبح بإمكانك شراء ملابس او أي مستلزمات آخرى من تركيا أو أوروبا على سبيل المثال دون أن تذهب إلى هناك".
وحول مدى إلمام المجتمع الفلسطيني بالتسوق الإلكتروني ومدى تفاعله معه، تتابع "فعلياً الناس بدأت تهتم بالتسوق الإلكتروني في آخر فترة، من قبل كان هناك خوف من احتمالية الإحتيال والنصب وضياع المال".
وتنوه أبو ذراع لوجود مواقع سيئة من ناحية الضمان وتقوم بالنصب والاحتيال على المستهلكين، والمتعارف عليه ان يطلب المستهلك البضاعة من الموقع ويدفع حقها عن طريق الفيزا كارد، إما كل المبلغ وأحيانا نصفه أو عند الاستلام يدفع كاملا، ويتم كتابة عنوان التوصيل، ويستغرق حتى 60 يوماً لتصل البضاعة، واذا لم تصل أو وصلت متضررة من الممكن ان يطلب المستهلك حقه المالي او تعويض.
وتضيف، الشائبة في خدمة التسوق هو تكلفة الوقت، فالطرد يصل باسبوعين للميناء أو شركة الشحن ويستهلك 10أيام وأحيانا يمتد أكثر حتى يستطيع البريد الفسطيني إيصاله لك، الفكرة ليست بسوء العاملين، بل بكمية الطرود الهائلة التي تصل، وقت البلاك فرايدي "وهو وقت تتم فيه تخفيضات كبيرة تصل أسعار بعض المنتجات الى 80% في أغلب أسواق الولايات المتحدة الامريكية وتسمى بالجمعة السوداء"، في ذلك الوقت شُحن ما يقارب مليون طرد للأراضي المحتلة، كيف من الممكن لمكتب بريد صغير يتحمل هكذا ضغط!!، كما أنه ليس جميع البنوك توفر بطاقة فيزا كارد بسهولة، فإذا قمت بتحويل مال ستضطر للأنتظار حتى تتفعل، فكم ممكن ان تكون حياة الناس سهلة لو PayPal موجودة بفلسطين، "PayPal هو موقع ويب تجاري يسمح للمستخدم بتحويل المال عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني لعناوين مختلفة، كما يمكن للمستخدم إرسال المال المرسل إليه إلى الآخرين أو تحويله لحساب في المصرف".
وتقول المواطنة منال دويكات "ما يشجعني على شراء مستلزماتي من التسوق الإلكتروني كونه أقل سعراً، وخيارات أكثر، هناك قطع لا توجد بالسوق المحلي، وخصومات عالية".
تخالفها بالرأي المواطنة لميس أبو صالح، وتقول "أفضل شراء مستلزماتي من السوق، أتابع الصفحات والمواقع الإلكترونية ولكن عند الشراء أذهب إلى المحال التجارية لأتاكد من ملمس الملابس ورونقها على الطبيعة، ومنها اختلط بالمجتمع واتواصل مع الناس، وفي الوقت عينه أمارس رياضة المشي".
وبهذا الخصوص، يقول الخبير الاقتصادي البروفيسور طارق الحاج "اصبح التسوق الإلكتروني وسيلة من الوسائل المستخدمة في كل دول العالم المتقدمة والدول النامية التي في طريقها للتقدم، واستخدام التكنولوجيا في هذا المجال هو جيد، فأصبح المواطنون خصوصاً في فلسطين لديهم وعي أكثر بتسخير التكنولوجيا المتاحة بين ايديهم لأمور مفيدة، وهي تفتح فرص مجال للشباب لفتح رأس مال مربح، كما انها مفيدة للأقتصاد وهو قطاع خدماتي تسويقي يمكن أن يكون له شأن في المستقبل المتوسط والبعيد، ضمن القطاعات الأقتصادية في فلسطين".
وحول تأثير التسوق على السوق المحلي، يضيف الحاج "لا أعتقد أن يكون هناك منافسة حقيقية بالبيع المباشر من قبل المحلات لأن السوق المحلي يتسم بالمنافسة، وهذا محفز لأصحاب المحلات لإستخدام هذه التقنية ليصدروا إلى الخارج وخاصة المنتجين، فليس شرط ان تُستخدم هذه التقنية للشراء من الخارج فقط".
وبحسب تقديرات الحاج، فإن فئة الشباب هم الأكثر استخداماً للتسوق الإلكتروني، ويبلغ عددهم تقريباً عشرات الالاف.