نابلس - النجاح الإخباري - قال السفير المناوب في بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، د. عادل عطية، "للنجاح" في لقاء خاص، إن هناك تطور ايجابي في مواقف الاتحاد الأوروبي، ولكن لايرقى لطموحاتنا في الدبلوماسية الفلسطينية، ومازال الاتحاد يفتقد للإرادة السياسية لتحمل مسؤولياته السياسية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطينية.

وأشار عطية إلى مواقف الاتحاد الأوروبي منذ اليوم الأول لهذه الحرب، فيما يتعلق بشن عملية عسكرية برية في رفح، إذ رفض وحذر من الكارثة الإنسانية المترتبة على مضي الاحتلال في خطته لاجتياح رفح المكتظة، خاصة وأن دولة الاحتلال دفعت بالمواطنين النزوح من شمال ووسط القطاع لمناطق الجنوب ولرفح وحشدهم في هذه البقعة الصغيرة.

وتابع عطيه حديثه عن عدم استجابة الاحتلال لكافة المناشدات الأوروبية لوقف الإبادة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الدبلوماسية الفلسطينية تؤمن أن الاتحاد الأوروبي يمتلك أوراقا وأدوات كافية لممارسة الضغط على إسرائيل ووقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، لكنه يتفقد للإرادة السياسية.

وفسر عطية ضعف الإرادة السياسية لدى الاتحاد الأوروبي بأنه مازال سجينا للرواية الإسرائيلية والأكاذيب التي حاول الاحتلال تسويقها منذ اليوم الأول للحرب، كما أن الاتحاد سجين لتاريخه وعلاقاته مع الشعب "اليهودي" ومازالت هذه الذاكرة تشكل عقبة رئيسية أمام الاتحاد لاتخاذ خطوات عملية للجم العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأضاف أن الاتحاد كذلك ينظر لمواقف الدول الإقليمية الأخرى، فهو لم يكن مبادرا في أخذ أخذ أدوار الطليعة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل ينظر للقوى الأخرى ويرسم سياساته بناء عليها.

وتابع: "ل بالمقابل نسير نحو القفز عن هذه العقبة ونسير باتجاه خطوات عملية، ليست بالسرعة المطلوبة كما نتمناها كشعب يتعرض للإبادة، لكن هناك خطوات عملية ومهمة يتم اتخاذها" " الأجواء العامة في بروكسل والدول الأعضاء ليست كما كانت عليه قبل شهرين، حيث لأول مرة يتخذ الاتحاد قرارات وعقوبات بحق مستوطنين ومنظمات صهيونية ارهابية تمارس ارهابا واعتداءات بحق الفلسطينيين، وهذا أمر مهم رغم أنه ليس كافيا" .

"هنا اخترق حاجز الخوف الذي يسيطر على الفكر السياسي في أوروبا"

ونوَه عطية إلى أن حكومات بعض الدول الأعضاء تأخذ  بعين الاعتبار مستوى الحراك الشعبي في بلدانهم وخطت خطوة متقدمة للأمام كما فعل رئيس ورزاء بلجكيا الذي أعلن أنه يجب على الاتحاد فرض عقوبات على الاحتلال، بالتالي الحراك الشعبي دفع بالحكومات تغيير مواقفها، والتي تكيل بمكيالين، حيث أصبحت هنا القضية تعني المصداقية للقانون الدولي والمصداقية للمبادئ التي بني عليها الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى حراك الأجيال الشابة في أوروربا التي تشعر باستياء من حكوماتها فهناك ازدواجية للمعايير، فما يتعلمونه بالجامعات عن القانون الدولي مختلف تماما عما تمارسه حكوماتهم..

وقال عطية إن هذا الحراك الشعبي بالتوازي مع الدبلوماسية الفلطسينية وبالتوازي مع بشاعة وفظاعة الإجرام الذي يمارسه الاحتلال، دفع حكومات بعض الدول بتغيير مسارها  وحث بعض الدول للاعتراف بالدولة الفلسطنية المستقلة، كما أن هناك استياء وغضب من سياسة دولة الاحتلال،  والعالم سيتعاطى مع هذه الدولة كما كان يتعامل معها بالسابق وسط مطالبات بمحاكمة مجرمي الحرب وقطع العلاقات معها.

" هذا تطور ايجابي لا يرقى لمستوى جريمة الاحتلال في إبادة شعبنا ولكنه خطوة بالاتجاه الصحيح "