النجاح الإخباري - النجاح الإخباري - اقتحمت دبابات الاحتلال معبر رفح المنفذ الرئيسي والوحيد المتبقي للغزيّين على العالم الخارجي، وهو ما يمثل انتهاكاً لبنود اتفاق كامب ديفيد مع مصر- كما يقول العديد من الخبراء والمراقبين.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إن سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر وإغلاقه في وجه المساعدات الإنسانية إلى غزة يهدد حياة مليوني فلسطيني، داعية في بيان لها إسرائيل إلى "الابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة".

-عدم احترام للوسطاء والولايات المتحدة-

ويقول أحمد العناني، الباحث المصري في العلاقات الدولية إن اجتياح معبر رفح هو تحدي واضح وعدم احترام للوسطاء وللولايات المتحدة الأميركية.

وشدد في تصريحات خاصة لـ “النجاح" على ضرورة اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد إسرائيل من خلال سحب السفراء والتصعيد السياسي والدبلوماسي، وضغوطات من الولايات المتحدة التي يرى -العناني- أنها "دللت نتنياهو وأوصلته إلى هذه المرحلة".

وأضاف: "لو الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت قرارا صارما ضد نتنياهو فيما يخص تصدير الأسلحة، وفرضت عقوبات كبيرة على أعضاء حكومته. أعتقد كنا سنرى تغييرا جوهريا في هذا الأمر". مشيرًا إلى أن تقدم الإسرائيليين إلى رفح يهدف إلى الضغط على حماس لإرغامها وبشكل كبير على التنازل فيما يخص وقف إطلاق النار لأن (إسرائيل) لا تريد وقف الحرب، بل تريد الحصول على مزيد من المكتسبات السياسية، حيث تريد تحرير أسراها دون وقف إطلاق النار، واختتم حديثه بالقول: "(إسرائيل) تريد أن توافق حماس على تسليمها الأسرى دون الحديث عن الضمانات الأميركية وتزيل بند الضمانات الأميركية من بنود الاتفاق أو من خلالها تريد التصعيد وتريد ضرب الحائط فيما يخص الحقيقة الوساطات وفيما يخص الجانب الأميركي".

-    نتنياهو يريد البقاء في الحكم-

ويتفق إيهاب نافع الباحث السياسي المصري المختص في العلاقات الدولية مع العناني، فهو يرى أيضا أن نتنياهو لا يزال ينظر إلى استمرار الحرب للمحافظة على استمرار وجوده على رأس السلطة، وان الوصول إلى هدنة أو وقف إطلاق نار يقود لوقف الحرب أو سلام من خلال المفاوضات سيعني نهاية عمره السياسي.

وقال نافع لـ"النجاح:" القاهرة ستسعى بكل ما أوتيت من قوة لتفادي هذه المجزرة المتوقعة في داخل رفح الفلسطينية حال إقدام نتنياهو على هذه المجزرة الجديدة التي تمثل استكمالا للمجازر المتعددة والخطيرة التي جرت خلال أكثر من 215 يوما حتى اللحظة، جرى خلالهما عملية اقتحام غزة، وعملية التطهير العرقي المستمرة".

وأضاف: "القاهرة لا زالت حتى اللحظة تسعى بكل السبل الممكنة سلميا، وحتى وصلنا إلى مرحلة أن القاهرة وظفت بعض الرسائل العسكرية الخطيرة، وأنذرت نتانياهو خلال التدريبات العسكرية قبل عدة أيام تدريبات مسجلة للجيش المصري على استهداف المركبة الإسرائيلية في التدريبات، في تأكيد جديد على أن العقيدة العسكرية لا زالت لدى الجيش المصري على أن إسرائيل هي العدو الماثل، وأن الجيش المصري مستعد تمامًا للتعامل... حال نشوب حرب بين البلدين، وهذا أمر تسعى كافة القوى العاقلة في الداخل الإسرائيلي لتفاديه بما فيها الجيش الإسرائيلي".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زار كلية عسكرية الأسبوع الماضي وخلال الزيارة ظهر أمام الطلبة في القاعة شاشة عليها دبابة إسرائيلية مع شرح نقاط قوتها ونقاط ضعفها، وهو ما رأى فيه الكثير من المحللين رسالة مصرية إلى إسرائيل.

وقال نافع: "القاهرة توظف الرسائل الدبلوماسية والرسائل العسكرية، ووصل الحد إلى التهديد بأن مصر ستنفض يدها من اتفاقية كامب ديفيد، وهذا يعني أن إسرائيل ستكون في مواجهة مع الجيش المصري".

وأسهب قائلاً: "وهذا أمر أعتقد أن إسرائيل لا تزال تضعه في الحسبان، ولكن نتنياهو ينظر للمسألة نظرة مخالفة تماما، وهو شخص أهوج لا يزال يسعى لامتصاص مزيد من دماء الفلسطينيين، ولإطالة عمره السياسي. وأعتقد أنه يستوجب على المجتمع الدولي، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية أن توقف هذا الرجل المجنون عند حده، خاصة وأن المسألة وصلت إلى مستوى صعب للغاية، ويهدد أمن وأمان مليون ونصف مليون مواطن أعزل لا ذنب لهم في كل ما يجري"