خاص - هيا قيسية - النجاح الإخباري - لعل مشاهدة صور النازحين وهم منتشرين على شاطئ دير البلح " يستجمون" كما يعتقد المشاهد للوهلة الأولى وكأي صور تلتقط على الشاطئ في أي بلد آخر.. ليست بالعادية، بل نضطر للتوقف عندها وتأملها بل ومشاركتها على أوسع نطاق.. 

عدسة الصحفي أسامة الكحلوت رصدت جموع المواطنين والنازحين في دير البلح جنوب قطاع غزة وهم على شاطئ البحر الأبيض المتوسط الذي لا طالما كان الغزيون محسودين على " نعمة" البحر.

ولكن الأمر هنا مختلفا.. أولا لأن الحرب مازالت مستمرة والقصف لم يتوقف لحظة، مما يجعلنا نتساءل عن ظروف هذه الصورة وهذا الاستجمام الخطر، وعما وراء الكواليس، وهل رصدت طائرات استطلاع الاحتلال"الزنانة" وطائرات الاحتلال الحربية، وطائرات الدول التي تنزل مساعداتها للقطاع، هذه المشاهد؟! 

هي من أبسط حقوق المواطن الغزي، الذي لجأ للبحر للتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة بشكل عام في هذا الوقت من السنة، ولتخفيف حر خيمة النزوح التي لاتناسب لسعات الشمس الحارقة خاصة على طول ساحل القطاع، والأهم من هذا كله، النفسية التي مهما حاول المواطن أن يحسنها ويرفع من معنوياته ولو لبضع لحظات، تبقى في القلب غصة لا يمكن محوها للأبد، ولكن ربما يحاولون تناسي مآسي الحرب التي استيقظوا على وقعها دون سابق إنذار، بمجرد أن تلامس أمواج البحر أقدامهم وتدغدغها، وتتراشق القطرات على وجوههم لتمسح دموع الحسرة على واقع مرير ومستقبل مجهول. 

وقع هذه الصور لم يتوقف فقط على وضع إشارة إعجاب او أحببت أو ـحزنني على منشور وضعه الكحلوت على مواقع التواصل الاجتماعي، بل كان هناك مشاركة واسعة من رواد هذا الفضاء الواسع، علّها تصل إلى من بقي في وجدانه إنسانية، ليشعر أن هناك شعب يحرم في كل لحظة من الحياة، التي مازال متمسكا بها وساعيا وحالما لمستقبل يملؤه السلام بعيدا عن الحروب التي أوجعت القلب والوجدان، وزادت العمر عمرين من أهوالها.

هنا غزة.. وشعب غزة.. وبحر غزة الحزين.