النجاح الإخباري - قاد الجيش السوري خلال الأسابيع الماضية - بمساعدة روسيا وحلفاء آخرين - عملية عسكرية للسيطرة على منطقة درعا جنوب سوريا.

طريقة العمل في الجنوب تشبه تلك التي تم اتباعها بمناطق أخرى في سوريا: كتدمير معاقل المتمردين بالمدفعية الثقيلة وهجمات من الجو، وذلك يشمل طائرات مقاتلة روسية، ترافقها دعوة روسية للمفاوضات، بحيث تقود لتسليم المتمردين لسلاحهم، أي إنهم سيستسلمون بلا شروط، كما هو الحال في أماكن كثيرة في سوريا، في ظل الضغط العسكري القوي؛ انهارت خطوطهم واستسلموا في مناطق كثيرة دون قتال. ومع ذلك، طالما أن المتمردين يرفضون الاستسلام ستستمر الهجمات على المعاقل، وبقوة متزايدة، والشروط التي تقدمها روسيا لوقف القتال أكثر صرامة.

جنوب سوريا هو أحد آخر معاقل المتمردين، هذه المنطقة حظيت باستقرار نسبي منذ إدراجها ضمن "مناطق الهدوء" حسب اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة، والذي تمت صياغته بتدخل الأردن وإسرائيل في يوليو 2017. مع ذلك، لم يكن هناك شك بأن الهدوء مؤقت فقط. عملية السيطرة على درعا لها أهمية رمزية بالنسبة للجيش السوري، كونها المنطقة التي اندلعت فيها انتفاضة أهلية ضده في مارس 2011.

الدافع لخرق الهدنة والخروج لهجوم هدفه السيطرة على المنطقة يتكون من عدة أطوار، المبرر الأول لهذه الخطوة هو أن المنطقة تعتبر بمثابة ممر، يمر منه عناصر "إرهابيون" تابعون "لداعش".

ثانيًا: حسبما تدعي المعارضة للجيش السوري هدف الخطوة هو تغيير ميزان القوى من خلال تحسين مواقف في إطار المباحثات السياسية لصياغة تسوية لاستقرار سوريا، وتعزيز حقيقة أن الأسد يسيطر على أغلبية المناطق المأهولة في الدولة، فمنطقة درعا نفسها هي الجزء الجنوبي في "العمود الفقري السوري" (من حلب شمالًا مرورًا بحمص ودمشق جنوبًا حتى درعا) الأكثر أهمية لسوري

 ثالثًا: بعد أن تم انتزاع دمشق على يد الائتلاف الموالي للأسد، جنوب سوريا هي منطقة مريحة نسبيًا للسيطرة، مقارنة بالمنطقتين المتبقيتين تحت سيطرة المتمردين: إدلب شمال البلاد، والتي هي معقل المتمردين السنيين، السلفيين والإسلاميين، وشمال شرق سوريا، الموجودة تحت سيطرة الأكراد، من خلال القوات السورية الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة.