النجاح الإخباري - احتضنت جامعة النجاح الوطنية حفل إطلاق انضمام مدينة نابلس إلى مشروع مدن الغد الدولي. وذلك بحضور رئيس جامعة النجاح الوطنية أ.د عبد الناصر زيد، ووزير الحكم المحلي م. مجدي الصالح، والمدير الفلسطيني لمشروع مدن الغد مدير مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث د. جلال الدبيك، ومجموعة من الباحثين الأجانب، ولفيف من مؤسسات البلد والمهتمين في هذا الموضوع.

وأشاد رئيس الجامعة أ. د عبد الناصر زيد بذه الخطوة معتبرًا انضمام مدينة نابلس إلى مشروع مدن الغد هو خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة والاستعداد لمخاطر الكوارث المستقبلية، كما عبّر عن فخرجامعة النجاح الوطنية بأن تكون الجهة المضيفة لحفل إطلاق انضمام نابلس إلى هذا المشروع الدولي.

وقال د. زيد: إن جامعة النجاح الوطنية تتبنى رؤية واضحة في تعزيز التنمية المستدامة والتحضير للتحديات البيئية والاجتماعية المستقبلية: "نحن ملتزمون بتوفير المعرفة والخبرات اللازمة لدعم مدينة نابلس في تنفيذ مشروع مدن الغد.

ونؤمن بأهمية التعليم والتوعية بالتنمية المستدامة في جميع المستويات، ونسعى لتعزيز التعاون بين الجامعة والحكومة المحلية والمجتمع المحلي لتحقيق هذه الأهداف، كما ندعم البحث العلمي والابتكار في مجالات التنمية المستدامة وإدارة المخاطر.

وأعرب وزير الحكم المحلي مجدي الصالح، عن دعمه لمشروع مدن الغد وأهميته في تحقيق التنمية المستدامة وتجنب المخاطر المستقبلية.

كما تحدث الصالح عن أهمية التخطيط الاستراتيجي الاجتماعي والفيزيائي في تحقيق المستدامة في المدينة وحماية السكان من المخاطر.

وتحدث الدكتور جلال الدبيك، المدير الفلسطيني لمشروع مدن الغد ومركز التخطيط الحضري والحد من الكوارث في جامعة النجاح، عن أهمية مشروع مدن الغد ودوره في تحقيق التنمية المستدامة، حيث أشار إلى أن المشروع يهدف إلى تجنب المخاطر المستقبلية وتقليل تأثيرات الكوارث، وذلك من خلال تطوير استراتيجيات التخطيط الحضري والبنية التحتية المستدامة. كما أشار الدبيك إلى أن التعاون المؤسساتي والمشاركة المجتمعية تعدان أساسيتين لنجاح هذا المشروع.

وأكد الدبيك أن تنفيذ مشروع مدن الغد في نابلس يتطلب معالجة التحديات الفريدة التي تواجهها المدينة، مثل التضاريس المعقدة والتحديات الجيولوجية والجيومورفولوجية. ولذلك، تم بذل جهود كبيرة من قبل جامعة النجاح الوطنية وشركائها في العالم لضم مدينة نابلس إلى هذا المشروع الدولي.

وأضاف أن مشروع مدن الغد في نابلس يتركز على المناطق غير المبنية، وقال، وإن نابلس هي المدينة الخامسة التي تدخل المشروع بعد إسطنبول في تركيا، وإيكيتو في أميركا الجنوبية، ونيروبي في كينيا، وكسماندرو في آسيا، وهي أول مدينة عربية تدخل المشروع لتجنب المخاطر المستقبلية والأخطاء التي كانت سابقا في باقي المناطق الأخرى من المحافظة.

بدوره شارك البروفيسور جون ماكلوسكي من جامعة إدنبرة في اسكتلندا والبروفيسور ماكس هوب من جامعة ليدز بيكيت في إنجلترا والدكتور كريم الجوهري من كلية لندن الجامعية. تم استضافة هؤلاء الباحثين الأجانب لتبادل الخبرات والمعرفة حول التنمية المستدامة وإدارة المخاطر في سياق مشروع مدن الغد.

ويمثل مشروع مدن الغد يمثل فرصة هامة لنابلس لتعزيز التنمية المستدامة والتصدي لمخاطر الكوارث، حيث يشدد المشروع على التعاون المؤسساتي والمشاركة المجتمعية لضمان تنفيذ فعال لاستراتيجيات التخطيط الحضري والبنية التحتية المستدامة. ومن المهم أيضًا أن يشمل المشروع جميع الأطراف المعنية، من الأفراد العاديين إلى المسؤولين العليا، بهدف

بناء ثقافة ووعي حول التنمية المستدامة وتجنب المخاطر المستقبلية. يتطلب النجاح في مشروع مدن الغد التعاون والتنسيق بين القطاعات المختلفة، بما في ذلك الحكومة المحلية، الجامعات، المؤسسات البحثية، والمجتمع المحلي.

وفي ضوء تحديات نابلس المحددة، استعرض د. الدبيك المخاطر المرتبطة بالأبنية في المدينة، مثل الطوابق الرخوة والانزلاقات الأرضية. وقد تم تسليط الضوء على أهمية تحسين الممارسات في مجال البناء وضمان سلامة المنشآت العامة والخاصة في المدينة.

وخلص المؤتمر الاحتفالي إلى أنه ولتحقيق أهداف مشروع مدن الغد، ينبغي على نابلس تعزيز التعليم والتوعية بالتنمية المستدامة، بدءًا من المدارس وصولاً إلى المؤسسات التعليمية العليا. يجب أيضًا تعزيز البحث العلمي وتبادل المعرفة والخبرات مع الشركاء الدوليين للتعلم من أفضل الممارسات وتطبيقها في سياق نابلس.

ولتحقيق أهداف مشروع مدن الغد في نابلس، ينبغي وضع خطة عمل متكاملة تركز على عدة جوانب. أولاً، يجب تعزيز التشريعات والسياسات المحلية التي تدعم التنمية المستدامة وإدارة المخاطر. ينبغي أن تكون هذه التشريعات واضحة وقابلة للتنفيذ، وتشمل توجيهات للبناء الصحيح واستخدام المواد المستدامة في البنية التحتية.

ثانياً، يجب تعزيز التعليم والتوعية بالتنمية المستدامة وإدارة المخاطر على جميع المستويات. يمكن تنفيذ حملات توعية في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى ورش العمل والمحاضرات للجمهور العام. يجب توجيه الجهود لزيادة الوعي بالمخاطر المحتملة وكيفية التصرف في حالات الطوارئ.

ثالثاً، ينبغي تعزيز التعاون والشراكة بين الجهات المختلفة، بما في ذلك الحكومة المحلية والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المحلي. يمكن تشكيل فرق عمل مشتركة لتنفيذ استراتيجيات التنمية المستدامة وإدارة المخاطر، وتبادل المعرفة والخبرات.

رابعاً، يجب تعزيز الأبحاث والدراسات المتعلقة بالتنمية المستدامة وإدارة المخاطر في نابلس. يمكن تنفيذ برامج بحثية للتعرف على المخاطر الحالية والمستقبلية وتقييم تأثيرها على المدينة. يتطلب ذلك تعاوناً وثيقاً مع الباحثين والمؤسسات الأكاديمية المحلية والعالمية.

 

وفي الختام يمكن القول إن "مدن الغد" هو توجه دولي لتخطيط المناطق الفارغة في البلدان بحيث تكون ذات أمان أعلى ومخاطر أقل، لتجنّب الأخطاء التصميمية التي وقعت في المناطق القائمة، ويعتبر وإنضام نابلس لهذا المشروع فخر لفلسطين كلها.