النجاح الإخباري - حذّر مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية "غازي مرتجى" من خطورة أحداث بلاطة الأخيرة، متفائلًا في سياقٍ منفصل بتحريك قيادة السلطة الوطنية لملف المصالحة، في ظل التحضير لقمة عربية جديدة، والحراك الأمريكي فيما يخص حل الدولتين.

وقال مرتجى لـِ "النجاح الإخباري" :إنّ قتل رجل أمن فلسطيني خلال اعتقال المطلوب الأول في فلسطين حيث كان مختبئاً في مخيم بلاطة جنوب نابلس، هو أمر في غاية الخطورة، ويحمل تداعيات كبيرة على الصعيد الداخلي من حيث الأمن والأمان، والخارجي فيما يخص إضعاف موقف السلطة وإظهارها بمظهر العاجز وغير القادر على ضبط الدولة وأمنها والسيطرة على حدودها.

وأشار "مرتجى" إلى أن الخطورة تكمن - بحسب تصريح رئيس الوزراء رامي الحمدلله - في كون المسلحين المختبئين في المخيم تأتيهم أسلحتهم بصناديق إسرائيلية، لافتًا إلى أنّ تواجد مراسل إسرائيلي وسط المسلحين يعكس إرادة إسرائيل في إظهار المنطقة منفلتة أمنيًا.

وفي سياق منفصل، قال مرتجى إنّ الرسالة التي نقلها الرئيس محمود عباس من خلال أمير قطر إلى حماس هي رسالة غاضبة، والتي جاءت بعد تشكيل حركة حماس لجنة جديدة لإدارة قطاع غزة.

وأضاف أنّ الرئيس عباس لم يطرح موضوعًا محددًا، وإنما رزمة من القضايا لإنهاء الإنقسام والذهاب إلى وحدة وطنية كاملة، مكونة من: تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق ما أقرته منظمة التحرير من برنامج سياسي، والتباحث في انعقاد المجلس الوطني بمشاركة حركتي حماس والجهاد فيه، وتمكين الحكومة من العمل كاملًا في القطاع .

فيما توقع مرتجى أن تشهد المصالحة في الفترة المقبلة حسن النوايا من حماس كذلك تعاملا جيداً تجاه الأخيرة في الطرف المقابل، وبالتالي انفراجة قد تكون قادمة، خاصة بعد سعي الرئيس عباس في تحريك ملف المصالحة من خلال زياراته لقطر الحالية والمرتقبة لمصر. وأرجع مدير مركز الإعلام ذلك إلى أنّ الرئيس الفلسطيني يعمل على توحيد كل الجهود الفلسطينية لتحقيق وعده الذي أطلقه نهاية العام الماضي بأن عام (2017) سيكون عام إنهاء الاحتلال .

واستطرد مرتجى أنّ تحضيرًا جديًّا للقمة العربية القادمة التي قد تكون مختلفة عن  سابقاتها، في ظل زيارة الرئيس للقاهرة التي جاءت بعد حديث أردني لطف الأجواء بين القيادة الفلسطينية ومصر، بعد منع اللواء جبريل الرجوب دخول القاهرة مؤخرًا.

وذكر مرتجى أنّ اللقاء بين الرئيس عباس والرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" هو تعبير عن موقف ربما سيكون موحدًا  في القمة، كذلك زيارة "السيسي" للولايات المتحدة خلال العشرة أيام القادمة وزيارة "عباس" التي تليه للقاء "ترامب"، بحسب التوقعات قد يكون هناك موقف عربي موحد فيما يخص القضية الفلسطينية، وربما تكون مخرجات القمية العربية بمبادرة عربية جديدة أو هي ذاتها (مبادرة 2001) مع بعض التعديلات عليها.

وعلَّق "مرتجى" فيما يخص الحراك الأمريكي في الشرق الأوسط والقضية الفلسطنية على وجه الخصوص،أنه  قد يفضي إلى نتائج جديدة، واصفًا ترامب برجل الأعمال الذي يتعامل مع القضايا بالصفقات، في إشارة إلى أن الرئيس الأمريكي لن يترك الأمور كما كانت في عهد الرؤساء السابقين وسيحركها باتجاه تدويل (الصراع) لكن وبحسب "مرتجى" فإن اسرائيل التي تحسست خطر تدويل القضية مرة أخرى من قبل الرئيس الأمريكي سيؤدي الى حراك داخلي إسرائيلي وقد يفضي إلى سقوط حكومة نتنياهو.

ولفت "مرتجى" إلى أن فارق هذه المرة سيكون بموقف القمة العربية الذي إذا جاء موحدًا، فلن يبقي فلسطين وحيدة في مواجهة أمريكا وحكومة الاحتلال اليمينية.