أحمد عساف - النجاح الإخباري - أمام مقر الصليب الأحمر في طولكرم وفي تمام الساعة العاشرة من صباح كل ثلاثاء يأتي عدد من أهالي الأسرى حاملين صور من غيبتهم السجون، تشاركهم بعض مؤسسات المجتمع المحلي والمدارس أحيانا أو لا تشاركهم، ورغم تراجع أعداد المشاركين يبقى الاعتصام على موعده وفي مكانه.

فيما يرى مشاركون في الاعتصام أن مسؤولية زيادة المشاركة في الاعتصام تقع على عاتق أهالي الأسرى أنفسهم وعلى الفعاليات والفصائل الوطنية.
ويقول الإعلامي معين شديد المتحدث باسم الحملة الوطنية لمساندة الأسرى المرضى " بدأنا في تنظيم هذا الاعتصام منذ حوالي عقدين من الزمن بمبادرة من جمعية نادي الأسير الفلسطيني، بهدف تفعيل قضية الأسرى ولفت الانتباه لها".

ويضيف "كان يسمى هذا الاعتصام بالاعتصام اليتيم حيث كان ينضم في طولكرم دون باقي المحافظات، وكانت المشاركة بالاعتصام أوسع وأشمل ولكنها تقلصت في السنوات الأخيرة".

وعن أسباب ضعف المشاركة يقول شديد "هناك عزوف عن المشاركة في مثل هذه الاعتصامات عموما، للأسف حتى من أهالي الأسرى أنفسهم وربما يعود ذلك لحالة من الإحباط التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لكن هذا الاعتصام مهم لإثارة قضايا الأسرى والتفاعل معهم".

وكان قد اتخذ قرار من محافظة طولكرم كما أفاد شديد لأن يكون هناك مشاركة من المؤسسات الرسمية في الاعتصام في أول ثلاثاء من كل شهر، ويري شديد أن هذا القرار مهم لكنه لا يكفي. 

وعن مناسبة الموعد الأسبوعي للاعتصام يقول شديد "اعتدنا على أن يكون الاعتصام في يوم الثلاثاء من كل أسبوع وهو يوم دوام رسمي ولا أرى أن يؤدي جعل الاعتصام في يوم إجازة سيفيد في زيادة أعداد المشاركين".

ويضيف شديد "أعلنا من خلال هذا الاعتصام قبل عدة أسابيع عن انطلاق الحملة الوطنية لمساندة الأسرى المرضى بهدف التضامن مع الأسير معتصم رداد من محافظة طولكرم والذي يواجه خطر الموت بسبب مرض السرطان، وللتضامن مع باقي الأسرى المرضى وإثارة قضاياهم، وقد لاقت الحملة صدى إعلامي كبير ويجري التواصل مع مختلف المؤسسات المعنية لمساندتهم".

ويقول أحد المشاركين في الاعتصام عدنان صبح "توقيت الاعتصام في منتصف الأسبوع مناسب لأنه يوم دوام للصليب الأحمر ولا يفيد الاعتصام في يوم الإجازة، كما أننا اعتدنا واعتادت وسائل الإعلام على تغطية الاعتصام يوم الثلاثاء من كل أسبوع".

ويضيف "نستغل الاعتصام الأسبوعي لتوصيل رسالة مكتوبة لمدير الصليب الأحمر ليقوم برفعها للمسؤولين كتوثيق لجرائم الاحتلال".

من جانبه، يقول مدير نادي الأسير في طولكرم إبراهيم حمارشة "بدء الاعتصام واستمر بمبادرة مشتركة من أهالي الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، وتزيد المشاركة في الاعتصام وتنقص حسب مزاج المؤسسات وحسب مزاج أهالي الأسرى".

ويضيف: "هناك ضعف في المشاركة في الاعتصام فمثلا يوجد حاليا عدد من الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال ويوجد أسرى في وضع صحي خطير لكن رغم ذلك لا يوجد مشاركة كما يجب في الاعتصام".

وعن مكان الاعتصام يقول حمارشة "مكان الاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر يأتي من ناحية رمزية لأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقوم بتنظيم الزيارات ومتابعة الأسرى وتسجيلهم، كما نقوم بتوصيل رسالة للصليب الأحمر ونتباحث مع مدير الصليب الأحمر في طولكرم الأمور المتعلقة بحقوق الأسرى وتنظيم الزيارات.

وتحتاج زيادة المشاركة الشعبية بالاعتصام والاعتصامات المشابهة كما يرى حمارشة إلى إرادة شعبية من المجتمع المحلي ومن أهالي الأسرى أنفسهم لأنها قضيتهم بالأساس ومن كل الفصائل والفعاليات الوطنية.