النجاح الإخباري - أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، رفض حركته المشاركة في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأوضح الهندي في حديث عبر إذاعة القدس، مساء أمس الجمعة، أن سبب رفض الحركة المشاركة في اجتماعات المركزي هو أن هذا الاجتماع يأتي في ظل تحديات كبيرة تعصف بالقضية الفلسطينية، و في مقدمتها قضية القدس، لافتاً إلى أن التصريحات الايجابية التي سمعناها من قبل السلطة خلال الأيام الماضية، بعد قرار ترامب الأخير لم تترجم على أرض الواقع، و كأنها تصريحات هوائية لا قيمة لها.

وقال: "إنه كان من المفترض أن يبنى على هذه التصريحات قرارات كوقف المفاوضات، ووقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف، و انجاز المصالحة الوطنية، و لكن فوجئنا بالإعلان عن اجتماع المركزي في رام الله".

واعتبر الهندي أن القرارات التي سيخرج بها الاجتماع لن تتجاوز السقف السياسي للسلطة التي لا زالت ترى في المفاوضات و اتفاق اوسلو، و ما ترتب على هذا الاتفاق من اعتراف بالاحتلال كأنه جار، و من ممارسات على الارض مثل التنسيق الامني كطريق.

وبين أن المراهنة كانت خلال الفترة الأخيرة توضيح أن المسألة ليست مسألة المفاوضات، بل وقف مسألة الوسيط، معتبراً أن أمريكا ليست وسيطاً نزيهاً، و لا بد للبحث عن وسطاء جدد للتفاوض، على أساس حل الدولتين المقبور، الذي لم يعد له و جود على الأرض، و الاستمرار في تسويق الوهم".

وأشار الى أن حركة الجهاد لهذه الاسباب ولأسباب اخرى اتخذت قرار عدم المشاركة، و ما زالت تنتظر أن ترتقي السلطة الى مستوى المسؤولية العامة.

ولفت الى أن الاجتماع يعقد مع استمرار العقاب وسياسة عقاب شعبنا في غزة، متسائلاً: "لماذا لا ترفع هذه العقوبات ما دام هناك خطوات جادة لرأب الصدع و بناء استراتيجية وطنية للمرحلة القادمة..؟".

و أكد الهندي وجود مشاورات بين حركته والفصائل الأخرى لتقييم الموقف والمشاركة، لا سيما وأن حماس والجهاد هم خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف أنه كان من المفترض أن يتم دعوة الإطار القيادي الممثل فيه حماس و الجهاد ليجتمع فيها الكل الفلسطيني، في إحدى العواصم ليدشنوا رؤية واستراتيجية وطنية جديدة تحمي القدس و المقدسات.

ولفت إلى أن الجهاد الاسلامي لها علاقة جيدة مع كافة الفصائل، وخصوصاً حركة فتح، و يتم الحديث عن الواقع الفلسطيني والاقليمي الذي أدار ظهره للقضية الفلسطينية، مؤكداً بأن امام فتح فرصة لا تتكرر لتقود الانتفاضة في الضفة الغربية، لا سيما و أن في غزة ليس هناك نقاط احتكاك مباشر مع الاحتلال، الذي يريد ايقاع اصابات في صفوف ابنائنا، على السلك الشائك، و لكن الانتفاضة الحقيقية هي الضفة الغربية.

وحذر الهندي من أن الضفة الغربية مستهدفة وأن هناك مخاطر من أن تستغل دولة الاحتلال الوضع الاقليمي المتدهور لاتخاذ اجراءات من جانب واحد ضد أهلنا في الضفة و القدس، مبيناً أن فتح لها دور مركزي في قيادة الانتفاضة في الضفة، وأن الفرصة أمامها لتتخلص من أعباء أوسلو التي قيدتها كحركة نضال وتحرر وطني.

وقال: "إن التصريحات الايجابية يجب ان تترجم بخطوات على الارض، حتى يشعر شعبنا أنها تصريحات جادة، و لكن المشكلة ليست في شخص ترامب بل انها سياسة امريكية استسلمنا لها، حل الدولتين غير قائم على الأرض نهائياً، بل إن الاستيطان يلتهم اراضي الضفة الغربية و يعزلها داخل مدن صغيرة".

وتابع: "اذا كانت المشكلة في إدارة ترامب، وان نبحث عن وسطاء آخرين لاستمرار المفاوضات مع اسرائيل، فهذا يعني إعادة تسويق الوهم لشعبنا".

ودعا الهندي في سياق حديثه لوقفة مسؤولة بعد ان اعتدى ترامب و اعلن القدس عاصمة لدولة الاحتلال.