النجاح الإخباري - أكد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أنه لولا الوضع العربي السيء، بفعل السياسة الامريكية التي اخترعت ما يسمى بالربيع العربي، الذي يهدف لتدمير الأمة العربية، لما تجرأت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب على إعلان قرارها باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وعزمها نقل سفارتها من تل أبيب للقدس.

وأوضح الأحمد في لقاء مع إذاعة مونتوكارلو مساء السبت، أن ما مرت به المنطقة العربية، هو صيف قاحل وليس ربيعاً عربياً هدف إلى تدمير الأمة العربية، ونجحت الإدارة الأمريكية في ذلك ومعها الحركة الصهيونية العالمية، وتمكنت من تدمير خمسة أقطار عربية، العراق وسوريا واليمن وليبيا، ومحاولة تدمير مصر.

وقال بالنسبة للموقف العربية تجاه قرار ترامب،:" نحن نتعامل مع ما يعلن، وهناك تردد في الموقف العربي الرسمي، لكن كلهم متفقون نظرياً حول الموقف الفلسطيني.

وأضاف، نحن بحاجة إلى موقف أكثر وضوحاً وأكثر عملياً والتزاماً. وكشف أنه سيتم العمل بالتعاون مع الشعوب العربية والقوى الشعبية العربية على إنهاء هذا التردد وتطوير الموقف النظري الموجود.

وتابع قائلاً:" لا يكفي كلمة أنهم يؤيدوا ويصوتوا؛ بل يجب أن يمارسوا دورهم، وامكاناتهم وتجنيد كل الطاقات العربية لمجابهة السياسات الامريكية الإسرائيلية.

وأردف الأحمد، :"أننا ندافع بكل فخر عن الامة العربية، مذكراً أن إسرائيل تضع حتى الآن خريطة إسرائيل الكبرى محفورة على مدخل الكنيست الإسرائيلي من النيل إلى الفرات، أي أننا ندافع عن الجميع من، بغداء إلى القاهرة ودمشق ومكة المكرمة، موضحاً أن القدس ليست ملك للشعب الفلسطيني وخدهم ولكن الفلسطينيين هم رأس الرمح، لكنها معركة الامة العربية وكل أحرار العالم.

وبشأن وضع الولايات المتحدة من عملية السلام بعد قرار ترامب، كرر الأحمد تأكيد الموقف الفلسطيني الرسمي الذي أعلنه الرئيس محمود عباس، بأنه بعد قرار ترامب الأرعن لم تعد الولايات المتحدة شريكاً في عملية السلام.

وقال:" نحن ورغم هيمنة الإدارة الامريكية على القرار الدولي منذ نهاية الحرب الباردة حتى اليوم، (الأمم المتحدة ومؤسساتها)، لم يكن لدينا ثقة بالولايات المتحدة اطلاقاً، لأنها قبل قيام إسرائيل ومنذ وعد بلفور وهي تساند الحركة الصهيوني.

وأضاف، أننا حاولتا التعامل بموضوعية طيلة هذه السنوات، قبل أوسلو وبعدها منذ العام 1994؛ لكن للأسف طيلة هذه السنوات كانت الولايات المتحدة عائق حقيقي، وكنا نعاني كثيراً وأحيانا نعلن ونقول "لا" للولايات المتحدة.

وأكد على أن الولايات المتحدة الآن أصبحت خارج عملية السلام، وأنه تم توقيف العلاقات الرسمية مع الإدارة الامريكية والمسؤولين الأمريكيين، لنقول للولايات أعيدوا النظر في قراركم حتى تكونوا مؤهلين لتكونوا شركاء لنا ولأطراف المجتمع الدولي، لذلك قبل أن يتراجعوا عن قرارهم بشأن القدس ليسوا شركاء ولم نجري أي اتصالات معهم.

ووصف الأحمد نائب الرئيس الأمريكي بينس، بأنه الأكثر عداء ليس للفلسطينيين فقط بل لكل الامة العربية والعالم الإسلامي وقوى التحرر في العالم. وأننا رفضنا استقباله مرتين عقب قرار ترامب واضطر لتأجيل زيارته مرتين.

وحول تهديد الولايات المتحدة بوقف المساعدات المالية عن السلطة، وما إذا سيؤدي الضغط المالي عليها إلى حل السلطة، شدد الأحمد على أن الفلسطينيين لن يحلوا السلطة، ولكن إذا انهارت السلطة بسبب الضغوط عليها فلتنهار.

وأكد أنه 14 الشهر الجاري، سيجتمع المجلس المركزي لمنظمة التحرير، ليراجع مسيرة عملية السلام منذ أوسلو وحتى اليوم، ولمناقشة أننا لم نعد سلطة حكم ذاتي؛ وانما نحن دولة وفق قرار الأمم المتحدة الذي اتخذ في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012، دولة تحت الاحتلال عضو مراقب في الأمم المتحدة.

وأوضح، أن هذا القرار يترتب عليه، التحلل من كل الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، بما فيها اتفاق أوسلو وما انبثق عنه من اتفاقات كاتفاقية باريس الاقتصادية، والتنسيق الأمني والاعتراف المتبادل، مشيراً إلى ان إسرائيل لم تعترف حتى الان بفلسطين، وأن دولة فلسطين مستعدة بعد ذلك لعقد اتفاقات متكافأة دولة مقابل دولة.

وأكد على أن الولايات المتحدة تعادي الشعب الفلسطيني وليس السلطة فقط، لافتاً إلى أن فريق عملية السلام في الإدارة الامريكية أسوا من ترامب نفسه، وهو صهيوني حتى النخاع في إشارة إلى صهر ترامب كوشنير وزميلة فريدمان.

وأكد على أن الموقف الفلسطيني بشأن قطع المساعدات الامريكية عن السلطة ، عبر عنه المتحدث باسم الرئاسة في تصريح رسمي وهو أننا لا نبيع قضيتنا مقابل المال، واننا متمسكون بمبادئنا ولتذهب كل المساعدات الأمريكية للجحيم.