النجاح الإخباري - نشرت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة، 5 كانون الثاني 2018 افتتاحية تحت عنوان "إسرائيل تحفر قبراً لحل الدولتين"، استهلتها قائلة إن السياسيين اليمينيين الإسرائيليين يطبقون – وبتشجيع من إشارات الدعم المقدمة من واشنطن وفوضى السياسة الإسرائيلية الداخلية -تدابير يمكن أن توجه ضربة قاضية إلى إمكانية إقامة دولة منفصلة للفلسطينيين، أو ما يسمى بحل الدولتين الذي يوفر فرصة صغيرة للتوصل إلى تسوية سلمية، و "ينبغي عدم السماح بوأد هذا الأمل، مهما كان صعب المنال".

وتشير الافتتاحية إلى كيف "سعى القوميون (المتطرفون) الإسرائيليون طويلاً إلى إقامة دولة يهودية واحدة تمتد من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط؛ وبينما دعم (في الماضي) رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حل الدولتين شفويا، فقد قوضه باستمرار".

وتدعي الصحيفة أن الفلسطينيين "تصرفوا أيضاً بطرق أحبطت هدفهم المتمثل في إقامة دولة مستقلة" علما بأن "الولايات المتحدة وأوروبا وغالبية الإسرائيليين عارضوا التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية ودعموا فكرة السلام التفاوضي، لكن اليمنيين اعتبروا اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل، في انتهاك للسياسة الأميركية السابقة، الذي تلى تهديد سفيرته في الأمم المتحدة نيكي هالي بقطع المساعدات عن اللاجئين الفلسطينيين، اعتبروه فرصة لإنهاء أي ادعاء بدعم فكرة الدولتين".

وتضيف الصحيفة "لقد استغل هؤلاء المتشددون الأضرار السياسية التي ألحقتها تحقيقات الفساد بنتنياهو لإقصائه مؤخراً من اجتماع لقيادة حزب الليكود التي حثت للمرة الأولى على ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية رسمياً. وفي الوقت نفسه، صوت البرلمان الإسرائيلي على قرار يشترط موافقة ثلثي الأعضاء على أي تشريع حول التنازل عن أجزاء من القدس للفلسطينيين، ما يضع عقبة أمام أي اتفاق حول الأرض مقابل السلام يشمل القدس".

وتقول الافتتاحية "ينبغي على الولايات المتحدة، بوصفها أقوى مؤيد لإسرائيل في العالم، أن تتدخل في هذه اللحظة وأن تؤكد أن هذا المسار لن يقود إلا إلى مزيد من الصراع والعزلة لإسرائيل".

وتضيف "ولكن من الواضح أن المساعي الدبلوماسية تكون أحادية الجانب بالنسبة لترامب وصهره جاريد كوشنر، الذي يُفترض أن يقود جهود الرئيس في الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، سيسفر التهديد بخفض المساعدة الأميركية الحرجة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أنروا) التي تدعم أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وذويهم في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، ستؤدي إلى أزمة إنسانية في مخيمات اللاجئين، وسيقوض ذلك التعاون الأمني الفلسطيني مع إسرائيل، وسيدفع العالم إلى توجيه المزيد من اللوم إلى الولايات المتحدة وإسرائيل".

وتختتم الافتتاحية بالقول"ما يزال ترامب يدعي أنه يؤيد محادثات السلام، ولكن كل ما فعله حتى الآن هو خلق المزيد من العقبات وإثارة حفيظة المتطرفين من كلا الجانبين؛ لو كان مهتماً حقاً بالتوصل إلى اتفاق سلام كما ادعى في حملته الانتخابية، فالآن هو الوقت المناسب للتأكيد مجدداً على التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين وإخبار اليمين الإسرائيلي بأنه تجاوز الحدود".