النجاح الإخباري - من المقرر أن يكشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، النقاب عن الوثيقة السياسية للحركة، اليوم الاثنين، في فندق سيتي ستار في العاصمة القطرية الدوحة، أمام جمع من الصحفيين والكتاب.

الوثيقة "الحمساوية" ولدت بعد مخاض لعدة سنوات استغرقت كتابتها، وسيتم الإعلان عنها، في خطبة الوداع لمشعل الذي سيغادر موقع رئاسة المكتب السياسي، حيث من المتوقع أن يعلن عن قرب الإعلان عن رئاسة المكتب الجديد.

مصادر مطلعة في حركة "حماس" في الدوحة قالت ان الأيام القليلة القادمة ستشهد ميلاد وثيقة وقيادة جديدة للحركة، وهي خطوة تأخرت لشهرين تقريبًا.

كما ترجح المصادر أن يعلن عن القيادة الجديدة منتصف شهر مايو/آيار، والتي لا تحسم لهذه اللحظة كما تقول المصادر، ولا تزال تتأرجح بين موسى أبو مرزوق وإسماعيل هنية.

وتفيد المصادر أن هنية لم يتمكن من مغادرة قطاع غزة ، رغم التدخلات والوساطات المتعددة مع السلطات المصرية، من اجل فتح المعبر والسماح لهنية بالسفر.

وذكرت أن هنية كان يتوقع خروجه قبل شهرين ايضًا، ولكن جرى اغلاق المعبر لفترة طويلة، وهي الأطول منذ فترة قريبة.

وتتوقع قيادات في حركة "حماس" أن تحسم الانتخابات لصالح إسماعيل هنية، في ظل وجود توافق على دعمه بين قيادات الداخل والخارج في الحركة.

ويستبق مشعل مغادرة موقعه بإعلان الوثيقة، بوصفها احد إنجازات فترة ترأسه للمكتب السياسي للحركة خلال المرحلة الماضية.

أبرز المتغيرات التي تتضمنها الوثيقة وفق ما نشر من مسودات مبدئية لها، حصر حركة "حماس" عداءها بـ"الكيان الصهيوني" وليس اليهود، عكس ما كان يتضمنه ميثاق الحركة الذي انطلق مع بدايات تأسيسها عام 1987م.

كما وتعلن "حماس" قبولها إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م، دون الاعتراف بإسرائيل، وهو متغير جديد تبنته الحركة في الوثيقة ولم يكن حاضرًا ضمن ادبياتها في الميثاق.

ولم تشر الحركة في الوثيقة الى أي ارتباط تنظيمي بجماعة الاخوان المسلمين، عكس تعريفها في ميثاقها الأول، وهي خطوة يرى فيها المراقبون بأنها محاولة لتجنب غضب مصر، وفتح أبواب الحوار معها، خاصة في ظل الخلاف بين النظام المصري والجماعة.

وتتطرق "حماس" في الوثيقة الى علاقاتها مع الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية، وتعلن التزامها بمرجعية منظمة التحرير.

الوثيقة الحمساوية تلقفتها حركة "فتح" بالترحيب، رغم إعلانها تأخر الخطوة، إذ قال النائب عن "فتح" وعضو المجلس الثوري في الحركة عبد الله عبد الله، إن الوثيقة التي أعدتها "حماس" "ناضجة سياسية وتطور مهم في تفكيرها السياسي".

وأضاف عبد الله : "الوثيقة خطوة مهمة رغم أنها جاءت بعد 30 عامًا مما آمنت به فتح وأعلنت عنه في اعلان الدولة الفلسطينية بالجزائر عام 1988م".

ورأى في قبول حركة "حماس" إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م دون الاعتراف بإسرائيل، "تطور مهم في ادراكها لطبيعة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، والتي تتطلب نضجًا سياسيًا من كافة الأطراف"، مشيرا الى أهمية توقيت الإعلان عن الوثيقة في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر.وفقا لوكالة"العرب بوست".

وأكدّ أن حركة "حماس" ليست مطالبة بالاعتراف في إسرائيل؛ "لأن الاعتراف له اصوله ويكون بين الدول، اما الفصائل فليست مطالبة بالاعتراف"، لافتًا الى ان حركة "فتح" لم تعترف بإسرائيل وان الذي اعترف هي السلطة الفلسطينية بوصفها ممثلا للكيان الفلسطيني.