رام الله - النجاح الإخباري - أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، أنه في الوقت الذي تعمل فيه الدول في جميع أنحاء العالم على حماية مواطنيها وبنيتها التحتية من ويلات الكوارث الطبيعية، فإن منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم تتعرض للتدمير بشكل عقابي ممنهج، وإلى جانب ذلك، تواصل إسرائيل مسيرتها الاستيطانية التي أدت لحرمان مئات الفلسطينيين من ممتلكاتهم وسبل عيشهم، ما خلق المزيد من الاحتياجات وعرّض حياة الفئات الأكثر ضعفا، بمن فيهم النساء والأطفال، للخطر.

أتى ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعثها السفير منصور، اليوم الثلاثاء، إلى كل من: الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (سانت فنسنت والغرينادين)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن السياسات والممارسات غير القانونية التي تواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني بقسوة ووحشية حتى في ظل الوباء العالمي، بما في ذلك تدابير الاستعمار والضم التي تقضي على قابلية حل الدولتين وتنتهك استقلال وسيادة دولة فلسطين، وتحرم الشعب الفلسطيني من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والحرية.

ولفت منصور إلى أن السلطة القائمة بالاحتلال تتباهى بخططها لبناء المزيد من المستوطنات في فلسطين المحتلة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334، متجاهلة النداءات الدولية لوقف هذه الممارسة غير القانونية.

وتابع أنه بالإضافة إلى خطط بناء ما يقرب من 5000 وحدة استيطانية أعلنت عنها السلطة القائمة بالاحتلال مؤخرا، قامت بفتح عملية تقديم العطاءات لبناء أكثر من 1200 وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات هاماتوس"، منوها إلى أن هذه الخطة، إذا ما تم تنفيذها، فإنها ستعزل مدينة بيت لحم، وتفصلها عن القدس، الأمر الذي سيقوض بشكل خطير ما تبقى من إمكانات تحقيق حل الدولتين على حدود ما قبل عام 1967.

وقال: "وفي هذا الإطار، فإننا ندين كافة المحاولات ومن ضمنها الزيارة التي سيقوم بها وزير خارجية الولايات المتحدة لمستوطنة بساغوت، لأن هذه المحاولات تضفي شرعية على الاستيطان وسرقة الأراضي الفلسطينية المدانة دوليا".

ونوه إلى ممارسة إسرائيل المستمرة للعنف غير المشروع، والتي من خلالها تقوم سلطة الاحتلال بالاستيلاء على جثث الفلسطينيين الذين قتلتهم واحتجازها، مسلطا الضوء على محنة الشهيد كمال أبو وعر (46 عاما) الذي استشهد في أحد السجون الإسرائيلية الأسبوع الماضي نتيجة الإهمال الطبي، رغم الدعوات المتكررة للإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية، وعمل الاحتلال على احتجاز جثته متجاهلا طلبات أفراد الأسرة ومنظمات حقوق الإنسان بإعادة جثمانه لدفنه بشكل لائق.

وأشار إلى اعتقال إسرائيل حاليًا ما يقرب من 5000 فلسطيني في سجونها العسكرية، بما في ذلك مئات الأطفال والنساء، إلى جانب اعتقالها العشرات دون تهمة أو محاكمة، من خلال الممارسة غير القانونية للاعتقال الإداري.

وشدد منصور على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية قانونية وإنسانية وأخلاقية لإنهاء أطول احتلال عسكري في التاريخ الحديث ومساعدة الشعب الفلسطيني على تقرير المصير والاستقلال، وناشد كافة الدول التصرف بشكل مسؤول وعاجل، بشكل فردي وجماعي، لدعم القانون الدولي فيما يتعلق بقضية فلسطين، وتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.