نابلس - النجاح الإخباري -  

مجموعة من الجرائم شهدتها فلسطين في الآونة الأخيرة ،منها جريمة قتل الشابة من ام الفحم على يد أخيها بتركيا وبمساعدة والدها ،وجريمة قتل الشاب في بيتونيا بتحريض من زوجة أبيه ،وأخرى حدثت في الداخل المحتل ،عدا عن جرائم القتل التي تحدث في غزة ، بالإضافة لاستخدام العنف والسرقات بين الشباب وأوساط المجتمع ككل.

فلو عدنا للجذور والأسباب ، يمكن أن نقول أننا نعيش حاليا بأزمة ثقافية وفكرية كمجتمع فلسطيني وعربي بشكل عام ، جاء ذلك خلال حديث خاص مع الدكتور محمد مرعي المحاضر في الصحة النفسية بجامعة النجاح الوطنية، وقال ل النجاح في تعريف العنف، أنه تعدي على حقوق الآخرين ، سواءاً الجسدي أو اللفظي، العاطفي ، النفسي أو الجنسي:" هناك عدة أشكال للاعتداء على حقوق الآخرين ، وعدة أسباب متشعبة للحالة التي وصلنا لها ،من تلك الأسباب ضعف الوازع الديني عند البشر ، والنزعة العدوانية هي موجودة عند البشر ، والانسان يستطيع أن يسيطر عليها من خلال منظومة قيمه الأخلاقية التي تربى وترعرع عليها."

ومن الأسباب الأخرى أشار مرعي الى ضعف المنظومة الأخلاقية في البيت او المدارس ،الجامعات، والمجتمع ككل ،وأن المجتمع الفلسطيني ليس محتلا سياسيا وجغرافيا فقط ،وانما محتل فكريا وثقافيا ،والشعب الفلسطيني شعب مستهلك للمسلسلات التي يراها والبعيدة كل البعد عن قيم تعاليم الدين الاسلامي.

وأوضح ان الالعاب التي زادت مخاطرها كثيرا في الآونة الأخيرة تساهم اسهاما كبيرا في خلق جيل منزوع اخلاقيا ودينيا ، فبعض الألعاب تنمي لديه فكرة القتل والحروب ،وهذه متمثلة في لعبة البابجي ،المصممة فقط على القتل ، فيصبح الطفل أو الشاب يرى في موضوع القتل أو حمل السلاح شيء جيد او طبيعي ،وهذا بدوره يساهم في انتشار الجريمة

وأكد على أن المنظومة الدينية أصبحت مستهدفة من الاحتلال الاسرائيلي ،وهي استطاعت فعلا اضعاف الشباب شيئا فشيئاً، فأصبح الشباب يتعاملون بمنطلق "أنا بدي أعمل الي بدي اياه ،ماحدا اله عندي "،وهذا لا يتوافق معنا كفلسطينيين نعيش تحت تعاليم الدين والعادات والتقاليد الصارمة

ومن بين الأسباب أيضا تابع :" الفجوة بين الجيل القديم والجيل الجديد الذي صدرت له الثقافة الغربية تعاليم ومواقف غير التي تربى عليها الجيل القديم

وحول المبررات التي تعطى لمرتكب الجريمة ،مثل أنه تعرض لضغط نفسي ،لفت مرعي أن جميع من يعيش في الأراضي الفلسطينية يعيشون تحت ضغط مجتمعي وسياسي ونفسي كبير ،ولم يقم الجميع بارتكاب الجرائم.

وعن دور المجتمع ومؤسساته أكد على أن الجهاز التربوي والمؤسسات الاعلامية لها دور كبير في تنمية دور الخير أو الشر ،ومايحدث هو عكس ذلك تتمثل في الشذوذ والالحاد والاباحية ،فالاعلام مسيطر على طريقة تفكيرنا كبار وصغار

طرق العلاج

تطرق مرعي لعدة طرق من شأنها أن تنمي فكر وقيم الدين الاسلامي ،بعيدا عما يصدره الغرب لابنائنا وقال :" الموضوع ليس سهلا ولكنه ليس مستحيلاً،ولكن يجب أن نتحكم في المنظومة الأخلاقية والتربوية لدى أبنائنا، والتحكم فيما يشاهدونه عبر التلفاز أو الانترنت ،ولا نسمح لهم بمشاهدة الانترنت لوحدهم في الغرفة ،ويمكن ان نسجلهم في نوادي رياضية ،أو دروس لحفظ القرآن أو حتى دروس علمية من شأنها أن تبعدهم عما يستوردونه من دول الغرب

من ناحية دينية

من جهته أوضح د.محمد الجيطان المحاضر في كلية الشريعة أن الوازع الديني هو من أهم وأول الأسباب المسيطرة على انتشار الجريمة

وقال حينما نتناول القضية يجب التطرق لجانبين الوقائي والعلاجي.

وأشار الى أن الدور الوقائي يتمثل في غياب دور الأهل ،فالبيت هو الأساس فاذا أنشأ بشكل جيد صلح المجتمع وخفت الجريمة.

ووجه رسالة للآباء في هذا الجانب أن يولوا الابناء اهتمام وتربية جيدة قائمة على روح وتعاليم الاسلام ، وأقرب مثال على بعد الأبناء عن آبائهم هو افشاء الأبناء لاسرارهم لزملائهم بالدراسة بعيداًعن آبائهم ،لذلك على الآباء مصاحبة أبنائهم وفتح المجال معهم للنقاش وأخذ آرائهم وتوعيتهم للأشياء التي تضر بهم والأشياء التي تنفعهم .

حكم الدين بالقاتل

إن القدوم على قتل المسلم عمداً يعتبر كبيرة من أكبر الكبائر وجريمة من أعظم الجرائم. قال الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {النساء :93}