نابلس - النجاح الإخباري - قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "بتوجيهات من السيد الرئيس محمود عباس، واظبنا في السنوات الماضية، على التوسع في الأقسام والتخصصات والبنى في نظامنا الصحي، حيث افتتحنا أقساما جديدة في كافة المستشفيات الحكومية، ومراكز الطوارئ والولادة الامنة في المحافظات، وعملنا على تشغيل مستشفى طوباس التركي الحكومي، وضم مستشفى محمد علي المحتسب المحاذي للحرم الإبراهيمي الشريف، وسنفتتح قريبا مستشفى "هوغو تشافير للعيون"، في ترمسعيا، ليكون المستشفى الحكومي الوحيد المتخصص في هذا المجال في المنطقة، هذا بالإضافة إلى بناء مستشفى الرئيس محمود عباس في حلحول، ومستشفى دورا الحكومي، وهناك العديد من المشاريع والبنى سنباشر بنائها، وفي مقدمتها، المستشفى الهندي في بيت ساحور، ومستشفى في شرق نابلس حيث قامت بلدية نابلس مشكورة بتوفير قطعة أرض للمشروع،  كما وأنشأنا بنك الدم المركزي في شمال الضفة الغربية، وفي مسار مواز داعم لهذه الجهود، صادق فخامة الرئيس، قبل نحو شهرين، على قرار بقانون بشأن "الحماية والسلامة الطبية والصحية"، لتنظيم المسؤولية الطبية في قطاع الصحة، وتحقيق التوازن بين متلقي الخدمة الطبية، وكرامة وحقوق المؤسسة الصحية والأطباء والقائمين عليها".

جاء ذلك خلال كلمته اليوم السبت، في افتتاح مبنى الطوارئ بمستشفى رفيديا وقسم العناية الحثيثة في المستشفى الوطني الحكومي، بمدينة نابلس، بحضور محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان ووزير الصحة د. جواد عواد، والمدراء والعاملين في المستشفى وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية، ومدراء المؤسسة الامنية في المحافظة.

وتابع الحمد الله: "يشرفني أن أنقل لكم تحيات فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، لكافة العاملات والعاملين في مستشفى رفيديا، وفي المستشفى الوطني، وفي كافة مستشفيات ودوائر ومراكز قطاع الصحة، وأؤكد لكم اعتزازه بعملكم الوطني والإنساني الذي من خلاله، تحافظون على سلامة وصحة وحياة أبناء شعبنا، خاصة في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية، والعدوان السافر على حياة المدنيين العزل، وبالتالي ازدياد عدد الجرحى والمصابين، وتراكم المهام الإنسانية التي تضطلعون به. واليوم نحظى بإفتتاح مبنى الطوارئ في مستشفى رفيديا الحكومي، لنزيد من كفاءته وقدرته على استيعاب المرضى وتأمين العلاج وإنقاذ الأرواح".

واردف رئيس الوزراء: "إن مبنى الطوارئ في مستشفى رفيديا سيكون بسعة ستة وعشرين سريرا، بالإضافة إلى مختبر وقسم للأشعة داخله وقسم طوارئ للأطفال وتجهيزات وأقسام أخرى فاعلة، كما وأنشأنا فيه بنك الدم المركزي بتمويل من الصناديق العربية، إن هذا التوسع إنما يساهم في التخفيف من الضغط، ورفع كفاءته في توفير خدمة طبية نوعية وذات جودة في مختلف التخصصات، وتكريسه مستشفى مركزي وتحويلي وتعليمي، لتسهم هذه المنشأة، في المزيد من تحفيز قطاع الصحة، والنهوض بالخدمات الطبية، التي ننظر إليها على أنها واحدة من أبرز مقومات تعزيز صمود المواطنين".

وأضاف رئيس الوزراء: "يسعدني دائما أن نجتمع في مقام نضيف من خلاله، قدرات وكفاءات وأدوات إلى منظومة العمل الحكومي التي نفردها للمواطن أولا، ويزداد الأمر هذا أهمية وحيوية عندما نضيف إلى قطاع الصحة، بنى وأقساما وتجهيزات، بما يساهم في تلبية احتياجات المواطنين وتعزيز ثقتهم بمؤسسات دولتهم".

واستطرد الحمد الله: "كنت قبل قليل، خلال جولتي في نابلس، قد افتتحت أيضا قسم العناية الحثيثة في المستشفى الوطني الحكومي، بسعة سبعة أسرة، في إطار عمل بدأناه قبل سنوات، لتوسيع وإعادة بناء هذا المستشفى العريق وصون تاريخه الطويل في تقديم الخدمات الطبية خاصة في الأمراض الباطنية وتخصصاتها، وسيتم ترميم المباني القديمة فيه، وبناء مبنى جديد في الجهة الخلفية له، في إطار اتفاقية مع مؤسسة تيكا التركية".

واستدرك رئيس الوزراء: "في هذا الإطار من العمل الدؤوب والمدروس لإرساء نظام صحي وطني فاعل ومتكامل بكل مقوماته، تمكنا من تقليص التحويلات الطبية إلى خارج قطاع الصحة الفلسطيني، وتوطين العلاج، واستقطاب الكفاءات الوطنية والارتقاء بمعايير الخدمات الطبية، وذلك ضمن عمل وطني أوسع لتعظيم القدرات الذاتية بالاعتماد على العقول والسواعد الوطنية ومواجهة تقلص المساعدات الدولية إلى أدنى معدلاتها".

وأوضح الحمد الله: "تأتي كل هذه الإنجازات، وسط تصعيد إسرائيلي ممنهج وواسع النطاق، يستهدف مشروعنا الوطني بكافة مؤسساته ومكوناته، فإسرائيل بتشجيع من الإدارة الأمريكية، تواصل حصار غزة،  وتوسعها الاستيطاني، وتمعن في هدم البيوت والمنشات، وفي مخططات تمزيق وحدة الأرض الفلسطينية واقتلاع وتهجير شعبنا، لتدمير حل الدولتين ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على مواردها ومقدراتها والقدس الشرقية عاصمتها".

وأضاف رئيس الوزراء: "أن مجابهة كل هذا، إنما يتم بتعزيز منظومة العمل الحكومي التي تشكل المربع الأول لتحقيق الصمود الشعبي، ولهذا عملنا على تطوير وتحصين قطاع الصحة، ومنعنا تدهوره وانهياره في قطاع غزة، وسيرنا قوافل الأدوية والمستلزمات الطبية إليه، واستمرت الحكومة في دفع فواتير التحويلات العلاجية الخارجية لأهلنا فيه، واود الاشارة هنا الى ان الحكومة تصرف 96 مليون دولار شهريا على قطاع غزة، ومنذ 2007 الى شهر 9 الماضي ما تم صرفه 15.5 مليار دولار في الوقت الذي يأتينا ايرادات من قطاع غزة  من 5 الى 6 مليون دولار فقط. نؤكد ان غزة جزء مهم من الوطن ولا دولة بدون غزة ولا دولة في غزة، ونجدد مطالبتنا حركة حماس الاستجابة لمبادرة السيد الرئيس محمود عباس، املين ان تتكلل جهود الوفود الموجودة في مصر والتي ستغادر غدا بالنجاح، وتطوى صفحة الانقسام وتحقق الوحدة الوطنية".

واسترك رئيس الوزراء: "لقد حرصا على استمرارية وبقاء مستشفياتنا في القدس الشرقية، سددنا مبلغ 12.5 مليون دولار، كمنحة لسد العجز الناجم عن وقف التمويل الأمريكي لها، على أن يتم تسديد الباقي في الأشهر المقبلة، وإننا نثمن عاليا الدعم السياسي والمالي الذي قدمته مختلف دول العالم ومؤسساتها الدولية لوكالة الأونروا، لمواجهة العجز الخانق المحدق بها، جراء وقف التمويل الأمريكي لها، وتمكينها من تقديم الخدمات، خاصة الصحية والتعليمية لنحو.9 5 مليون لاجئ فلسطيني في الوطن والشتات".

وتابع الحمد الله: "أؤكد لكم أنه حتى في ظل أعتى الصعاب، سنحشد الجهود والطاقات والموارد وسننجح، لتظل مستشفياتنا قائمة مفتوحة لاستقبال المرضى، قادرة على تقديم الخدمات الطبية ذات الجودة في مختلف التخصصات، ولتبقى مؤسساتنا الوطنية جميعها، عنوانا للصمود ولإرادة البناء والتطور والنمو، مستجيبة لاحتياجات شعبنا، فاعلة منيعة في وجه الممارسات والقيود الاحتلالية".

واختتم رئيس الوزراء: "في هذا السياق، لا يسعني وباسم فخامة الرئيس إلا أن أتوجه لكل الأطباء والممرضين والإداريين في مستشفياتنا ومراكزنا، ولكافة العاملات والعاملين في القطاع الصحي وفي وزارة الصحة، وعلى راسها وزير الصحة بتحية تقدير على ما يبذلونه من جهود لضمان استدامة وفعالية قطاع الصحة بل والنهوض والوصول به إلى أعلى مستويات الكفاءة، مع تطبيق المعايير والممارسات الدولية الحديثة في مجالات الطب والرعاية الصحية".